أمة متناثرة الأعضاء !! | سلسلة أدعياء التصوف الحلقة 4

أمة متناثرة الأعضاء !! | سلسلة أدعياء التصوف الحلقة 4

أمة متناثرة الأعضاء !! | سلسلة أدعياء التصوف الحلقة 4

ترك النبى صلى الله تعالى عليه وسلم لأمته تراثاً ضخماً هائلاً فى شتى مناحي الحياة
تراث يُعد بمثابة مناهج ودساتير سلوكية قطعية النتائج من حيث ضمانتها لهذه الأمة

   لحياة مستقرة هانئة ومتوازنة ومتسقة

من حيث الوجودية ونشأة الكون ومرده إلى مُوجوده وهو جانب التراث العقدى أو المنهج العقدى.

ومن حيث عمارة هذه الأرض بما يتماشى ويتسق مع تلك المناهج المنيرة لطريق أفراد وجماعات هذه الأمة بما يضمن النفع لها فى ذلك الكون ،وسلامتها من مخاطره .

ومن حيث تنظيم علاقات أفراد وجماعات هذه الأمة من معاملات اقتصادية وسياسية واجتماعية وهو التراث الفقهي أو المنهج الفقهي .

ومن حيث تنظيم العلاقات بين مختلفى العقائد والأديان
وعلى اعتبار أن البشرية جمعاء داخلة فى مفهوم الأمة المحمدية
وذلك لكون النبوة انقطعت برسالته ونبوته عليه السلام
بميزان العدل والإنسانية وهو التراث السلوكي أو المنهج السلوكي الأخلاقي

وخاصة ما يعنى بالسياسة الخارجية حدوداً جغرافية وحدوداً عقدية

وما غير ذلك مما يحويه هذا التراث العظيم الذى لم يترك شاردة ولا واردة إلا وأسس لها وقعَّد وضبط محاورها

مما يؤكد بصدق نبوته لإلمام هذا التراث العظيم بضبط إيقاع هذه الحياة ضبطاً

إعجازياً وبما لو نظر إليه المنصف بعين الإنصاف لأيقن تأكيداً أنه وحى من السماء لا مرية فى ذلك.

ومن ثم يتأصل لدينا أنه صلى الله تعالى عليه وسلم جاء للبشرية جمعاء بما يضمن لها

راحة الضمير والرقى والتحضر فى كل ميدان من ميادين هذه الحياة

ولا سيما ميدان العقيدة والعبادات والأخلاق والسلوك.

ومن هذا التراث العظيم وتحديدا فى جانب التربية والسلوك والأخلاق
ما أخرجه الإمام مسلمُ من حديث النعمان بن بشير رضى الله تعالى عنه قال

: قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم

كمثل الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّىّ”
                                                                                  وهنا مكمن ومحور الكلام وبيت القصيد

دستور ربانى نبوى نورانى

تربية مثالية ومثال راق للنموذج الذى يريده رب العزة تبارك وتعالى ونبيه عليه السلام من جماعات وأفراد

هذه الأمة من التلاحم والترابط الذى يذيب من وراءه كل معوقات السبيل إلى

حصول تلك الرفعة بين المجتمع الإسلامي ككتلة واحدة

وبين الأفراد المندرجين تحت مظلة هذه الكتلة المتشابكة والمنتظمة فى سلك ذلك النظم الربانى على

تلك الهيئة البنيانية المرادة من قبله جل وعلا وعلى لسان ونهج حبيبه صلى الله تعالى عليه وسلم

ولكن !!
الأسئلة الطارحة لنفسها مما يلوح من بيت قصيد الكلام

أين جسد هذه الأمة ؟
وهل ما زال الجسد على مراد بنيان الله تعالى ورسوله الكريم له ؟
ويا ترى كيف حال أعضاء هذا الجسد ؟
وهل لازال العضو المشتكى يتداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ؟!

أم أن هذه الأمة تناثرت أعضاءها عضو فى الشرق وآخر فى الغرب وثالث فى الشمال ورابع فى الجنوب ؟!
أما آن لهذه الأعضاء أن تحن لمراد الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم وتعود إلى جسدها .

بقلم
محمد أبو المعارف الشعيني التجاني

التصوف دين الحب !! | سلسلة أدعياء التصوف الحلقة 1

صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh 

 

أمة متناثرة الأعضاء !! | سلسلة أدعياء التصوف الحلقة 4
أمة متناثرة الأعضاء !! | سلسلة أدعياء التصوف الحلقة 4
شارك المقالة