المطابع حرام.. لهذة الأسباب حارب العثمانيون طباعة الكتب

المطابع حرام.. لهذة الأسباب حارب العثمانيون طباعة الكتب

هل منع المطابع من أسباب تخلف العرب ؟

قامت دولة الخلافة العثمانية التي كانت تسيطر على العالم الإسلامي أي منطقة الشرق الأوسط، بتحريم الطباعة.

ومنعت دخول المطابع لجميع أرجاء الإمبراطورية العثمانية، بما ذلك طباعة الكتب لمئات السنين.

البداية.. يهود إسبانيا والبرتغال

في نهاية القرن الخامس عشر، بوصول بعض اليهود الهاربين من إسبانيا والبرتغال إلى إسطنبول حاملين معهم اختراع جديد.

وطلبوا مقابلة السلطان بايزيد الثاني لعرض هذا الابتكار العظيم عليه.

واعتبروا أنهم بذلك يسدوا خدمة عظيمة للدولة العثمانية،  والذي سيتيح نشر الكتب العلمية التي ظهرت في أوروبا.

ومنها كتب كتبها علماء مسلمون، وتخطفتها أيادي المهتمين بالعلم.

بالإضافة إلى مقترح طباعة القرآن الكريم ونشره بين المسلمين حيث كانت نسخ المصاحف المخطوطة باليد قليلة للغاية.

ولكن حدثت المفاجأة.
فقد رفض السلطان رفضا باتاً بل واستصدر فتاوى بتحريم الطباعة، وقام بتجريم امتلاك أدواتها.

وسار على نهجه ابنه السلطان سليم الفاتح الذي قبض على بعض اليهود الذين طبعوا أحد كتب أحكام الشريعة.

 وقام بإعدامهم، وسار من بعده خلفاؤه.

وتقول مصادر أوروبية أن بعض المماليك في زمن طومان باي جلبوا إلى مصر مطبعة كبيرة.

واتفقوا مع اليهود الإسبان على صب الحروف العربية لأول مرة وطباعة المصحف الشريف.

 ولكن خاير بك أول والي عثماني على مصر قام بتحطيمها.

وعلى مدار السنين كانت الطباعة ممنوعة في جميع الولايات العثمانية.

ولكن كان يحدث أن تقوم بعض الولايات تحت الحكم العثماني بطباعة كتاب بلغتها.

مثلما فعل الأرمن عندما طبعوا كتاب في قواعد اللغة الأرمينية.

وطبع الرهبان في بعض الأديرة اللبنانية كتاب كنسي.

لكن ظلت الطباعة ممنوعة لمئات السنين، حتى وافقت السلطات العثمانية بصعوبة على طباعة أول نص بحروف عربية في منتصف القرن الثامن عشر.

في ذات الوقت كانت الكتب العلمية تباع على الأرصفة في كل شوارع أوروبا.

ينهل منها الطلاب والعلماء والعامة، وتتوالى الاختراعات والابتكارات العلمية والإسهامات الأدبية والفكرية اعتماداً على الثروة المعرفية التي أتاحتها الطباعة.

وانتشرت المسابقات الثقافية بين شباب أوروبا على من يقرأ كتباً أكثر من غيره.

بالنهاية، وفي بداية القرن التاسع عشر، اضطرت الدولة العثمانية للرضوخ للمنطق.

واشترت ما تبقى من مطبعة إبراهيم متفرقة لتكون نواة دار الطباعة في إسطنبول.

وحاولت جاهدة لتعويض ما فاتها، ولكن، بعد فوات الأوان.
  بقلم د. إيهاب الشربيني

مصادر:
– وليام واتسون، (إبراهيم متفرقة والمطبعة التركية)، مجلة الجمعية الشرقية الأمريكية، 1968.
– حسين مجيب المصري، (معجم الدولة العثمانية)، الدار الثقافية للنشر، القاهرة 2004.
– اليزابيث أينشتين، (ثورة الطباعة في أوروبا الحديثة)، كامبردج، 1993.
– كريم عبد المجيد، هل رفضت الإدارة العثمانية استخدام المطبعة؟، مقال، 2016.

شارك المقالة

اترك تعليقاً