دينا أنور عن فيلم ريش : فيلم فلسفي يصعب على التافهين والمطبلاتية إدراك رسالته

دينا أنور عن فيلم ريش : فيلم فلسفي يصعب على التافهين والمطبلاتية إدراك رسالته

دينا أنور عن فيلم ريش : فيلم فلسفي يصعب على التافهين والمطبلاتية إدراك رسالته

لسه مخلصة فرجة على فيلم ريش .. و الحقيقة إنه فيلم فلسفي يصعب على المزايدين و المنساقين و التافهين و المطبلاتية السطحيين إدراك رسالته .. و بالمناسبة هو مالوش علاقة لا بالفقر و لا بسمعة مصر من قريب و لا من بعيد ..

 دينا أنور عن فيلم ريش 
دينا أنور عن فيلم ريش

الفيلم في المجمل بيرصد معاناة الزوجة و الأم التقليدية اللي بتقوم بالدور المقدس اللي بيبارك لها عليه رجال الدين و المجتمع -اللي هو طبعاً الزواج و الإنجاب – بدون رجل معيل .. و بيوريكم رحلة عذابها لدفع الإيجار المتأخر و صرف مستحقات جوزها و شراء الطلبات شكك و البحث عن شغل في بلد أغلبها ما بتشغلش ستات إلا في خدمة البيوت و المحلات ..!

و من الآخر كده بيثبت بالدليل القاطع إن أي ست بتراهن على الزواج و الإعتماد التام على رجل في الإنفاق .. و بتنجب بدون تفكير عيل و اتنين و تلاتة .. بتلاقي نفسها فجأة على الرصيف و عرضة لكلاب السكك و فريسة للديون و السلف و الشحاتة و الاستغلال الجنسي.

أوقات كتير بتدوق الجوع و بتتعرض للإفلاس التام .. و أوقات أكتر بتضطر تسرق حتى لو برطمان مربى متاكل نصه .. و أوقات كتير بتوافق عالتحرش بيها و هتك عرضها عشان مش لاقية شغل و لازم تجيب حاجة و هي مروحة تسد بيها جوع العيال ..

وأضافت دينا أنور عن فيلم ريش   الفيلم بيرصد مشاعر الأم اللي صعبان عليها عيالها و في نفس الوقت مش عارفة تعمل لهم إيه .. الأم اللي بتطفح المرار عشان تقعد تتفرج على عيالها و هما بياكلوا أكل يادوب على قدهم و هي مش عاملة حساب نفسها فيه .. الأم اللي أول ما تمسك قرش تعدي تجيب حتتين جاتوه لعيالها و تستمتع و هي شايفاهم بياكلوها بنفس و تطبطب عليهم و هي جعانة و محرومة ..

الفيلم بيرصد معاناة الست اللي مابقاش ليها راجل في مجتمع الأوساخ .. اللي أول ما يلاقوها لوحدها يطمعوا فيها و لما تصدهم يخوفوها و يهددوها هي و عيالها و يروحوا لها لحد البيت .. الست اللي من غلبها ما تصدّق تتحامى في راجل محترم عليه القيمة و له رجالته عشان يضرب لها واحد قارفها و تبقى عاوزاه بس يسيبها في حالها و يخاف يتعرض لها تاني..

الفيلم كمان عبقري في مشاهد اللمة الكدابة .. الناس اللي تتلم عندك بس لما يكون عندك عيد ميلاد أو أي مناسبة حلوة .. و ينفضوا من حواليكي لما تقعي و تتحوجي .. و يرجعوا يقرفوكي قال إيه عشان يعملوا الواجب .. و هما قاعدين عبء و عالة عليكي و حتى الشاي اللي بيطفحوه ثمنه عيالك أولى بيه ..

نيجي بقى لأهم محور في الفيلم .. النهاية .. مشهد كتمها لأنفاس زوجها اللي كان في بداية الفيلم بيقطّر عليها الفلوس و حايشهم منها في صندوق .. و بيخليها تاكل بدنجان هي و العيال و هو بياكل فراخ و يشرب لبن و يدخن سجاير ..

اللي رجعلها محروق و عمال يتبول على نفسه و يريل على روحه .. و أرهقها نفسياً و صحياً و رجوعه أصبح زي عدمه -اللي تمت الإشارة له بإسقاط تحوله لفرخة عن طريق ساحر- لأن لزمته الوحيدة إنه كان بيصرف عالبيت و العيال .. و عشان كده كانت عايشة معاه خرسا .. تعيسة آه لكن مش محووجة ..

عبقرية المشهد ده تكمن في صحوة المرأة بعد ما أصبحت عاملة و معيلة .. بعد ما اتمرمطت و اتذلت و استغلت جنسياً و خدمت و سرقت و اضطرت تشغل ابنها القاصر .. بعد ما قامت شوية بدور الزوجة المثالية اللي بتعالج جوزها المحروق و تغير على جروحه و لما فاض بيها قعدت تلطش فيه و تقول له فوق .. اتكلم .. انطق .. لكن هو خلاص كان قرر يسيبها تتلطّم و تقاسي و تعاني في الدنيا بطولها .. فكتمت انفاسه لأن رصيده عندها ماكانش يسمح لها إنها تتحمله أكتر من كده ..

قررت تكتم نفسه عشان تخلص من عبئه عليها .. و رجعت تاني لعيالها و شقاها عليهم ..و دبحت الفرخة .. و غسلت ايديها من دمها .. و تفاعلت مع الأغنية اللي بتحكي عن الأمل و الحياة الحلوة اللي جاية ..

الفيلم مش بيناقش الفقر خالص يا شوية معاتيه .. في ستات كتير أغنى من البطلة عاشوا مواقف مشابهة جداً و أنا منهم .. الفيلم بيرصد معاناة المرأة الوحيدة المعيلة في مجتمع وسخ و معظم اللي فيه سفلة و منحطين و ماعندهومش قلب و لا انسانية .. و كل اللي بيدي حاجة رخيصة بيبقى عاوز قصادها حاجات غالية ..

مافيش أي حاجة بتشير لمصر خاااالص يا شوية مزايدين سطحيين .. قال فنانين قال .. الأحداث دي لو كانوا قالوا إنها متصورة في أي بلد تانية ما كانتش هتغير حاجة في المضمون على الإطلاق ..

أما الفنانات اللي بيقولوا ديموديه بيفكروني باللي كانت بتقول عالكريب سوزيت بيتحط عليه مكسرات وآيس كريم ..مش معقول لسه في حد متخيل انه لما يقول كلمتين انجليزي و لا فرنساوي إنه كده بقى مثقف و ابن ناس ..عيب بجد عيب..

 دينا أنور عن فيلم ريش 

أنا برضه قولت مهرجان كان مش هيدي جايزة لفيلم مالوش عمق و فلسفة و رؤية .. نظرية مؤامرة الغرب علينا دي نظرية هبلة جداً.. أرجو من المطبلاتية يبطلوها لأنها عاملة زي بكائيات الإسلاميين في التسعينات .. الغرب لا فاضي لكم و لا شاغل نفسه بكم .. هو بس بيحاول يفهم طبيعتكم عشان يتقي شركم و أذاكم ..

قال فقر و إساءة لسمعة مصر قال .. الفقر و الإساءة الحقيقيين هما الفتي و التنظير عن جهل ..

في فرق كبير بين الأفلام الجماهيرية و أفلام المهرجانات اللي لازم يكون لها بعد فلسفي أو سياسي أو إجتماعي .. اللي خُلقه ضيق و ماعندوش حيل لفرهدة الفلسفة و وجع الدماغ بتاع الإسقاطات ينقطنا بسكاته .

للمزيد..

بصور مثيرة| عودة دينا أنور لـ الفيس بوك بعد يومين من غلق حسابها (صور)

صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh

دينا أنور عن فيلم ريش : فيلم فلسفي يصعب على التافهين والمطبلاتية إدراك رسالته
دينا أنور عن فيلم ريش : فيلم فلسفي يصعب على التافهين والمطبلاتية إدراك رسالته
حكاية فيلم ريش ومهرجان الجونة

 

فيلم يعكس الواقع في مصر

فيلم ” ريش ” من اخراج عمر الزهيري

فيلم دراما و خيال يتتبع حياة زوجة مكرّسة حياتها لاجل عائلتها مواجهة للفقر والاحوال السيئة تجد نفسها في رحلة اكتشاف للذات بعد ان يتحول زوجها بسبب حيلة سحرية الى دِيك وعليها البحث عنه في ارجاء البلدة.

الفيلم اترشح ل6 جوائز عالمية وفاز ب4 منها.

معارضة الناس للفيلم ده بسبب عكسه للفقر بيدل على تأخر الفن في العالم العربي عموما.

 

شارك المقالة