رواية منافي الرب للكاتب أشرف الخمايسي..رحلة البحث عن حياة بعد موت !

رواية منافي الرب للكاتب أشرف الخمايسي..رحلة البحث عن حياة بعد موت !

ستجبرك رواية منافي الرب على استقلال مراكب الشمس والإبحار في موكب جنائزي مهيب نحو الخلود، تلك الفكرة التي أرقت الجنس البشري منذ الأزل وفي مقدمتهم المصري القديم الذي دفعه شغفه بها، واعتقاده في البعث والحياة بعد الموت إلى اكتشاف أسرار واتقان فن التحنيط، فتلتقي الروح جسدها حيث تحيا في العالم الآخر.

أما “حجيزي” بطل رواية “منافي الرب” للروائي ” أشرف الخمايسي” فكان يبحث طيلة حياته عن خلود بعد الموت لكن بين الأحياء وفي عالمهم، وقد دفعه انشغاله بفكرة العيش وسط أهله وأحباءه بعد الموت خشية الوحدة عن العيش بينهم والاستمتاع بلحظاته معهم في حياته، حتى تأتيه رؤية تنبأه بموته بعد ثلاثة أيام، وهنا تبدأ رحلته العجيبة في بحر حياته بظلال صوفية وفلسفية عميقة متوارية خلف بساطة الشخصيات أبطال الرواية، تتأرجح مركبه بين أسباب الشك واليقين.

أكثر ما استوقفني في تلك الرواية هو ذلك التنقل السلس والمتمكّن بين الرواه، الأماكن، والأزمنة، وكأن الكاتب جني لا تعنيه الحواجز أو الفواصل أو ترتيب الأحداث، وعلى الرغم من ذلك يتبعه القارئ وهو يشرّق ويغرّب به بلا صعوبة، أرهاق، أو تشتيت.

اللغة جزلة، راقية حتى في أشد المشاهد جرأة، والأهم تحمل روح أهل الصحراء وأرض الوعرة، فتنقلك إليهم لتعيش بينهم في صفحات الرواية.

مع براعة الوصف ستسمع صمت الصحراء، سترى رهبة الموت وبهاء الحياة يدبان في أحشائها في تناغم وانسجام بديع، ستجوب بمنتهى الدقة أرجاء ذلك الشيء الغامض الملقب بالنفس البشرية.

الأستاذ أشرف الخمايسي كمفكر معروف بأراءه الصادمة التي قد أتفق أو أختلف معها، بل إني حتى الأراء التي قد أتفق معه فيها أعترض على أسلوبه في عرضها، إلا إنه كروائي لا يمكن لي سوى التسليم بأنه علامة فارقة وإضافة عظيمة لعالم الأدب المحلي المتحدث بلغة عالمية.

ونعود لحجيزي لأراه بين جناحيه؛ صديقيه، إحدهما ضاجع الماضي حتى صرعه آسفا حسيرا، والآخر امتطى حاضره كل لحظة بشغف فمات سعيدا رغم المأساة، بينما حجيزي يهمس لك محذرا:
– تعلّم أن تعيش حياتك؛ وإلا تم إلقائك في منافي الرب.
– وما هي منافي الرب يا حجيزي؟!
– إنها …..

أتمنى لكم قراءة ممتعة وكل التوفيق للروائي الأديب أشرف الخمايسي.

عرض / رشـــا فـــوزي

للمزيد..

مكتبة فرندة| أشرف الخمايسي يكتب: الكلمة تستمد قبحها أو حسنها من السياق +18

صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh

شارك المقالة