كلما قلت بقربي |أبو الحسن الششتري (متصوف الأمراء وأمير المتصوفين) فيديو

كلما قلت بقربي |أبو الحسن الششتري (متصوف الأمراء وأمير المتصوفين) فيديو

رهبان في محراب العشق

كلما قلت بقربي |أبو الحسن الششتري (متصوف الأمراء وأمير المتصوفين)

كلما قلتُ بقربي .. تنطفي نيرانُ قلبي

زادني الوصلُ لهيبا.. هكذا حالْ المحبِ

لا بوصلي أتسلى.. لا ولا بالهجر أنسي

ليس للعشق دواءٌ..فاحتسبْ عَقلا ونفسا

صاحب تلك العبارات الرقيقة أبو الحسن النميري الششتري الأندلسي، ولد في ششتر جنوب الأندلس سنة 610 هـ  وكان أميراً يعيش حياة مترفة منعمة،  وتبحر في دراسة علوم الشريعة من القرأن والحديث والفقه والأصول، وزاد عليهم بالفلسفة ودروب الصوفية، ولقب بعروس الفقهاء.

قال عن تركه للحياة المرفهة:

لقد تهت عجباً بالتجرد والفقر .. فلم أندرج تحت الزمان ولا الدهر
وجاءت لقلبي نفحةٌ قدسيةٌ .. فغبت به عن عالم الخلق والأمر

للمزيد..

رهبان في محراب العشق| عمر بن الفارض (السلطان)

كان يعرف بعروس الفقهاء وبرع في الموشحات والزجل واشتهر، وتتلمذ على يد العارف بالله عبد الحق بن سبعين.

تعلق قلبه بشيخه وكان يسميه مغناطيس النفوس وأكسير الذوات وساح معه في البلاد كثيراً، كما التقى أبو مدين الغوث شيخ الشيوخ وتتلمذ ايضاً على يد الإمام الأكبر محيي الدين بن عربي.

توفي في مصر بدمياط، ودفن بقرية طينة قرب مدينة دمياط بمصر، وقال عندما حل بها حنت الطينة إلى الطينة، وله ديوان واحد فقط، بالإضافة إلى عدة كتب في علوم الإسلام والصوفية، أهمها العروة الوثقي، والمقاليد الوجدية في أسرار الصوفية، والرسالة القدسية والمراتب الإيمانية.

للمزيد..

مجاذيب على الأعتاب | مجانين ولكن سر جنونهم يحير العاقلون!

أسهب الششتري في وصف الخمر باعتبارها رمزاً عند الصوفية للحال والسكر المشوب بالصحو، وأضفى عليها من نورانية الحب والهيام معتبراً أنها بداية طريق دخول المحب في حال العشق، وجعلها مرادفاً للشمس والقمر وقال أنها لعبة العقل إزاء ما لا يعقل ووضعها في خيالات شعرية تتجلى.

 

كانت كلماته جذلة عذبة تسمو بالروح متخذا فن الرباعيات في موشحاته، فكانت تعبيرات تختلج لها النفس وتسمو بها الروح وتطير بغير أجنحة بين العاشقين، فكانت انيسا وجليساً في ليالي التيه وفيافي عتمة المحبين، في إيقاع موسيقي متناغم شجي.

هو القائل في شعره:

تَأدبْ بِبَاب الدَّيْر واخْلَعْ بِهِ النَّعْلاَ وَسَلّمْ عَلَى الرُّهبَانِ واحْطُطْ بِهْمَ رَحْلا

وعَظَّمْ بِهِ القسيسَ إِنْ شئتَ خُطوةَ وكَبِّر بِهِ الشَّمَاسَ إِنْ شِئتَ أَنْ تَعْلا

ودُونَكَ أصْوات الشَّمَامِيس فاسْتَمعْ لأْلحَانِهمْ واحْذَرْك أنْ يَسلبوا العَقْلا

وَلمَّا أتيت الدير أمسَيتُ سيّدا  وأصبحتُ منْ زهوى أجر به الذيلا

سَألت عنْ الخمّارِ أين مَحلَّهُ وهلْ لي سبيل لِلوصُوُل به أمْ لا

فَقَالَ لي القسيَّسُ ماذا تُريدُهُ فقُلْتُ أريدُ الخمر منْ عنده أملا

فقَالَ ورأسي المسيحِ ومرْيمٍ وديني ولو بالدر تبذلْ بِهِ بدْلا

فَقلتُ أزيدُ التَبرَ للدر قالَ لا ولو كَانَ ذَاك التَبرُ تكتاله كَيلا

فقلت له أعطيك خُفى ومُصحفي وأعطيك عُكازَا قطعتُ به السبلا

وها سِرّ مَفهوُمي وعُودَ أراكتي وقنديلَ حضراتِي أنادمهُ ليلا

فقال شَرابي جلَ عما وصَفتهُ وخمَرتنَا ممّا ذَكَرْتَ لنَا أغلى

فقلتُ لَهُ دَعْ عَنكَ تَعظِيمَ وصفها فخمرتُكمْ أغلىَ وخرقتنا أعلى

فلما لبسناها وهمنا بحبها تركنا لها الأوطان والمال والأهلا

فَقَالَ عَسَى تلك العَبَاءةُ هَاتها فقد اثبتت نفسيِ لها الصدقَ والعدلا

فقلتُ لَهْ إنْ شئتَ لبسَ عباءتيَ تَطَهر لَها بالطُّهر واضح لها أهلا

وبدلْ لهَا تِلكَ الملابسَ كُلَّها ومزّقْ لها الزنار واهجرْ لها الشكلا

فقالَ نَعمْ إني شُغفتُ بِحُبها سَأجعلُها بيني وبينكُمُ وصلا

فناولنيها قَدْ أبحتُكَ سِرّها وناولنيها فِي أبَاريقها تجلى

فقُلتُ لَهُ ما هذه الراحٌ مقصدي ولا أبتغي مِنْ راحَكم هذه نيلا

ولكنَّها رَاحٌ تقادمُ عَهدُها فما وُصفتْ بَعدٌ ولا عرفت قبلا.

أحمد السكري

للمزيد..

صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh

كلما قلت بقربي
كلما قلت بقربي
شارك المقالة