سابيو الجنس sapio sexual | الجنس الانتقائي (الحب أم الشهوة) ؟!
اسمحوا لي أن أحدثكم عن انتماء عاطفي و جنسي لعدد محدود من البشر يُطلق عليهم ” سابيو” ..
” sapio-sexual “
الأشخاص ال ” سابيو الجنس sapio sexual ” هم الأفراد محدودي العلاقات العاطفية والجنسية .. إذ أنّهم نوعيين و انتقائيين جداً ” picky” .. يميلون لمحدودية العلاقات و لا يتأثرون بعدم وجودها ..
لا يستطيع أحد التقرب منهم بسهولة .. الوصول لقلوبهم أو احتمالية إثارتهم جنسياً مصنّفة ضمن فصيلة الغول و العنقاء و الخل الوفي ..
بل أنهم من الممكن جداً أن تتوفر لهم جميع الظروف المهيئة و التسهيلات و الأجواء الرومانسية .. و رغم ذلك لا تتحرك مشاعرهم أو تثار غرائزهم و لو وقف الطرف الآخر أمامهم عارياً و مارس عليهم الإغراء الجسدي بأقصى صوره .. و هذا ينطبق على الرجال و النساء ..!
للنساء فقط| كيف تصلي به لمرحلة الشغف أثناء العلاقة الجنسية؟
لماذا ؟؟
لأن الأشخاص ال ” سابيو” أجسادهم مرتبطة بعقولهم و حواسهم و عواطفهم .. دائماً لديهم تصور مسبق عن علاقةٍ أسطورية بشكلٍ لائق بهم فكرياً و عاطفياً و جسدياً و جنسياً .. لذلك عندما يصدمهم الطرف الآخر بتسرعه أو رخصه أو فجاجته أو تزييف مشاعره فإن غرائزهم تتعطل تماماً .. و لا يحيق بهم أي محاولات إغراء أو استثارة من الطرف الذي فشل في استقطابهم نفسياً و عقلياً و عاطفياً ..
بل أنهم من الممكن أن يتوقفوا تماماً في أوج العلاقة و في أشد لحظاتها حميمية و يرفضون استكمال العلاقة أمام ذهول الشريك .. فالجنس لديهم مكمل لعقولهم و عواطفهم و توقعاتهم المتطلعة للكمال .. و ليس مجرد غريزة حيوانية بسلوكيات بهائمية كما يفعل الأشخاص غير الانتقائيين
” الرمرامين ” ..
الحقيقة أنني رأيت بنفسي على مدار حياتي نظرات الصدمة و الرغبة في الانتقام في عيون هؤلاء ” الرمرامين ” عندما يرفضهم شخص ” سابيو” .. رغم محاولاتهم المستميتة لإثارته واغرائه .. ظناً منهم أن غريزته مشاع مثلهم .. و كنت أتعجب من سهولة و رخص تلك الأمور بالنسبة لهم حتى باتت تجعلهم هم أنفسهم رخيصين لا قيمة لهم ..
و للحقيقة .. حتى وقتٍ قريب كنت أظن النساء فقط هن الغالبية العظمى من قبيلة ” سابيو” .. حتى علمت مؤخراً أن هناك رجالاً أيضاً ” سابيو” .. وأنهم لا يخجلون أن يرفضوا إناثاً متاحات .. ولا يتحرجون أن يفشلوا في الاندماج معهن جنسياً .. لأنهم ببساطة ” سابيو”
بعكس أصحاب عقدة التفوق القضيبي و الفحولة الوهمية .. الذين يتصورون أن عدم إثارتهم تجاه كل مؤنث عاري .. أو عدم قدرتهم على ممارسة الجنس مع أي أنثى حتى و إن كانت لا تعجبهم عار و خزي .. لذلك يظلون يتفاخرون بفحولة وهمية و بطولات جنسية واهية لأنهم ينظرون للأنثى نظرة المرحاض ..
و أخيراً .. أعتقد أننا لا نولد جميعاً ” سابيو الجنس sapio sexual ” .. الأكثر منطقية أنها صفةٌ نكتسبها بقدر اعتدادنا بذاتنا و احترامنا لأجسادنا و تقديرنا لعواطفنا و شعورنا بالاستحقاق ..
لا سيما أن هنالك أشخاصاً كثيرين مميزين و مشاهير اعترفوا أنهم في مرحلةٍ معينة من حياتهم كانوا غير انتقائيين و شهوانيين .. مثل ” انجلينا جولي” التي اقامت علاقة ذات مرة مع مندوب توصيل بيتزا ..!!!! و هي الآن من أعظم شخصيات الأرض فنياً و انسانياً .. كذلك “شاكيرا” قبل ارتباطها ب ” بيكيه” و غيرهن كثيرات ..
المجد لكل ” سابيو” .. نساءً و هم الغالبية .. و رجالاً و إن ندروا !
و أنتِ أو أنت .. يا من قرأتم المقال حتى نهايته .. هل لديكم الشجاعة أن تعترفوا و لو لأنفسكم إذا ما كنتم قد بلغتم مرحلة ” السابيو ” ..؟
Sapiosexuality في السينما
تكرر تناول هذا المصطلح أخيراً في السينما الغربية. فقد وردت عبارة “الذكاء هو الجاذبية الجديدة” في الموسم الأول من المسلسل الأميركي الصادر عام 2007، The Big Bang Theory
عندما أراد أصدقاء شيلدون كوبر إنقاذ عمله من تهديد مراهق صغير أكثر علماً منه، عبر توريط المراهق في علاقة عاطفية تشتته عن أبحاثه. ولكن المشكلة كانت أن الفتى منعزل اجتماعياً، وبالكاد أتم الخامسة عشرة من عمره،
ولم يكن في مظهره أي شيء ليجذب الفتيات. وعلى رغم شعورهم بصعوبة المهمة، نجح الفتى وحده في إثارة فتاة جميلة وترك مستقبله العلمي خلف ظهره، وكان تفسيرهم لما حدث هو “الذكاء”.
تختلف الـSapiosexuality عن اللاجنسية. فالأخيرة هي انخفاض أو غياب الاهتمام والرغبة في النشاط الجنسي، بينما الأولى لا تمانع وجود علاقة جنسية، شرط أن تُبنى على انجذاب عقلي.
كما ورد هذا المصطلح في المسلسل الإسباني LA Casa De Papel، الذي تبنته نتفلكس تحت اسم Money Heist، عام 2017. وفيه تقع “طوكيو” في حب “البروفيسور”، الشخصية العبقرية البعيدة من رفاهية قصص الحب.
فتقول له في مشهد درامي، “الناس تجد الكثير من الأشياء مثيرة… الرقص، العضلات، الشعر الأجعد أو اللغة الفرنسية… هل تعرف ما يثيرني؟ الذكاء”.
الرغبة الجنسية بين الطاقة والخطيئة | اغمض عينيك فهي مثل شروق الشمس
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh