من كامل الشناوي إلى يوسف إدريس: إلى الواهب الموهوب

من كامل الشناوي إلى يوسف إدريس: إلى الواهب الموهوب
يوافق اليوم 30 نوفمر ذكرى رحيل الشاعر كامل الشناوي.
موقع فرندة يرصد لكم حكاية الديوان الأول لكامل الشناوي مع استاذ القصة القصيرة يوسف إدريس ولماذا رفض أن يأخذ نسخته من الديوان فلم يأخذها إلا بعد وفاة كامل الشناوي.
من كامل الشناوي إلى يوسف إدريس: إلى الواهب الموهوب
حين أصدر كامل الشناوي ديوانه ” لا تكذبي” اتصل بيوسف إدريس ليخبره أن له نسخة عنده عليها إهداؤه ورجاه أن يمر عليه ليشربا معا القهوة وليأخذ نسخته من الديوان
 ويقول يوسف إدريس: ( أن ديوان “لا تكذبي” لم يكن مجرد ديوان، ولكنه كان ثمرة لجهود متصلة طويلة بذلها كل أصدقاء كامل الشناوي ليحملوه على جمع شعره لتضمه دفتا كتاب.
وكنت شخصيا شديد الحماس للفكرة، ما من مرة قابلت كامل الشناوي فيها إلا وذكرته بها، وما من مرة أوصلته إلى بيته قرب الفجر أو قرب الصباح إلا وطلبت منه  كرجاء أخير أن يفكر جديا في إصدار الديوان.
ولم يكن يوافقني في بعض الأحيان إلا تخلصا من إلحاحي؛ فقد كان يعارض دائما فكرة أن يصدر كتابا أو يكون له كتاب، رغم أنه في حياته الأدبية والصحفية كتب أشعارا ومقالات وأحاديث وخواطر لو جُمعت لكسب الأدب العربي أربعة أو خمسة كتب هي من خير ما كُتب في النثر أو الشعر العربي.

للمزيد..

مكتبة فرندة | رواية مدينة الأشباح للكاتبة هبه مرجان.. شبح أوردوس “صوت ” 

كان يعارض لأنه كان من فرط تواضعه أو طموحه يعتقد أن أعماله غير جديرة بوضعها في كتاب؛ فالكتاب في رأيه لم يكن مجرد أن تصدر كتابا مثلما يفعل مئات محترفي وهواة إصدار الكتب.

الكتاب في رأيه كان شيئا مقدسا يذكرك بالكتب التي غيرت من مجرى التاريخ وصنعت تقدم الإنسان. الكتاب عنده كان مرادفا للرسالة الكبرى، للاختراع الخطير، أو لاكتشاف قانون من قوانين العلم أو الحضارة.)
ولكن يوسف إدريس برغم حماسه للديوان لم يذهب في اليوم التالي لأخذ نسخته كما اتفقا ولا اليوم الذي بعده وظلت النسخة المهداه إليه مع كامل الشناوي حتى توفى كامل الشناوي في نوفمبر 1965 ويفاجئ يوسف إدريس أن ابن شقيق كامل الشناوي فاروق الذي كان يقطن معه في أعوامه الأخيرة يحضر إليه حاملا مظروفا وجده بين أوراق كامل الشناوي به الديوان وقد كتب عليه كامل الشناوي ” إلى الواهب الموهوب”
شارك المقالة