دينا أنور عن فيلم سكر مر :حبكة درامية مثيرة وواقعية ترصد التغيرات البشرية
استمتعت بدرجة كبيرة وأنا أُتابع مشاهد فيلم سكر مر من بطولة نخبة من النجوم الشباب المتميزين.
ما لفت إنتباهي في الفيلم هو التطور الواقعي في علاقات الفتيات بالشباب واختلاف الميول وأسباب الانجذاب بناءً على الحالة المسيطرة على العقل والقلب.
فتارةً تجد فتاة قمة في الأناقة والجمال وحب الحياة تخوض تجربة إرتداء الحجاب بعد صدمتها في وفاة والدتها، وتخسر حبيبها دكتور الجامعة الذي يعاني من حياته العملية القاسية ويبحث عن انثى تملأ حياته، فيرمي شباكه على فتاة قمة في التحرر والأنوثة ولها ماضي من العلاقات يتنافى تماماً مع طبيعة أي رجل شرقي ولكنه يقرر التنازل عن شرقيته ويُنحي ذكوريته جانبا للحفاظ على دعمها المادي له والذي أهله ليصبح في صفوف علية القوم.
وبالعودة لفتاته التي تحجبت وترددت على المساجد والدروس الدينية ، نجد مشهد واقعي جداً لفتاه ترتدي الخمار تذهب إلى المساجد لتبحث لشقيقها الملتحي عن زوجة ذات دين، مع العلم أن هذا الشاب كان من رواد الحانات والبارات ومن أرباب العلاقات غير الشرعية!!
ويتخلل الفيلم مجموعة من العلاقات بين شباب غاية في التحرر وفتيات تبحث عن الزواج وعلاقات متغيرة ومتبدلة كلٌ حسب حالته المزاجية وإحتياجاته النفسية، وفي لقطة محورية من الفيلم نجد ان معظم علاقات الفيلم تم تتويجها بالزواج.. لتبدأ مرحلة الصدمة وتتحول جميع العلاقات لمرحلة الشكوى والفتور والتعود، ويلجأ الجميع للتحرر من القيود.
فترى الشاب الذي ملأ الدنيا حديثاً عن علاقاته ونزواته التزم وأطلق لحيته وفي المقابل تتذمر زوجته وتطلب الانفصال لتعود إلى حياتها التي تعشقها والتي لا يناسبها إلتزامه.
في المقابل تجد الشاب الذي تزوج ملتزماً أساء إستخدام دينه وتزوج على زوجته ثانية وثالثة ليجد من تعطيه إحساس سي السيد الذي افتقده مع زوجته الأولى سليلة الحسب والنسب.
تجد الزوجين المسيحيين اللذان عادا لبعضهما بعد الانفصال لصعوبة الظروف المادية وقررا أنهما لن يستطيعا الإستغناء عن بعضهما، تجدهما يغرقان في حالة من الملل الزوجي وفقدان لغة الحوار المشترك ويقرران تدبير واقعة زنا مزيفة للخلاص.
تجد الفتاة الثرية صاحبة الماضي الملئ بالعلاقات تثور لكرامتها عندما تكتشف خيانة زوجها لها مع أخريات، وتُقرر معايرته بماضيه المتواضع وبنجاحه الذي كان بسببها وبسبب علاقاتها بالوسط الراقي.
وأخيراً نجد أيضاً أن الشاب الأكثر تحرراً والذي تزوج أيضاً من الفتاة الأكثر تحرراً لم يستطع التغلب على طبيعة الرجل الشرقي رغم إدعاؤه بالتحرر ويعبر عن غضبه من تقبيل بعض الأصدقاء لزوجته، ويقرران الإنفصال .
وتذهب هذه الفتاه لمتجر الملابس لتنتقي ثوباً لسهرة رأس السنة فتجد نفسها تختار ثوباً مغلقاً محتشماً في إشارة واضحة لرغبتها في التغيير لتنساق إلى إرتداء الحجاب والتردد على المساجد فتراها شقيقة الشاب الملتحي !!
وتعود المشاهد من جديد في حبكة درامية مثيرة وواقعية ترصد التغيرات البشرية التي يمر بها الإنسان في جميع مراحل حياته وتسوقه من تجربة إلى نقيضها ،وتؤكد لنا أن الحياة لاتستمر على وتيرة واحده ولا يبقى احد على حاله بل يمكن للإنسان أن يدمن تجربة كان بالأمس ينتقدها ويجرّمها، وهذا هو حال الدنيا!
للمزيد..