ففي قصة الخضر الكريم كفاية بقتل غلام والكليم يدافع| عينية عبد القادر الجيلاني

ففي قصة الخضر الكريم كفاية بقتل غلام والكليم يدافع| عينية عبد القادر الجيلاني

ففي قصة الخضر الكريم كفاية بقتل غلام والكليم يدافع| عينية عبد القادر الجيلاني

يقول سيدي عبد القادر الجيلاني في القصيدة العينية التي تعد أحد أشهر قصائد السادة الصوفية عن نظم السلوك في طريق التصوف.

وإن ساعد المقدور أو ساقك القضا إلى شيخ ٍ في الحقيقة بارع
فـقم في رضاه واتبع مراده ودع كل ما من قبل كنت تسارع
ولا تعترض فيما جهلت من أمره عليه فإن الاعتراض تـنازع

 ففي قصة الخضر الكريم كفاية بقتل غلام والكليم يدافع

 

فلما أضاء الصبح عن ليل سره وسل حساماً للغياهب قاطع
أقام له العذر الكليم وإنه كذلك علم القوم فيه بدائع

 

لقد أسس سيدي الإمام الجيلاني طريقته وفق الكتاب والسنة والصدق والحب، وسن لها ضوابط شرعية حتى لا يزداد الشطط والنقصان والتغيير والابتداع ويدعي المشيخة من يقدر ومن لا يقدر ومن يعلم ومن لا يعلم.

فوضع الشيخ ضوابط وشروط ينبغي أن تتوفر بالشيخ المرشد الذي يتصدر للإرشاد وهذه الشروط هي:

إذا لم يكن للشيخ خمس فوائد وإلا فدجالٌ يقود إلى جهل
عليم بأحكام الشريعة ظاهراً ويبحث عن علم الحقيقة عن أصل
ويظهر للورَدِ بالبشر والقرى و يخضع للمسكين بالقول والفعل
فهذا هو الشيخ المعظم قـدره عليم بأحكام الحرام من الحل
يهذب طلاب الطريق ونفسه مهذبة من قبل ذو كرم كلي

للمزيد..

الشيخ مدين في جزيرة غمام .. ولي ناصح ومربي متحقق بنور الله تعالى

 

ففي قصة الخضر الكريم كفاية بقتل غلام والكليم يدافع| عينية عبد القادر الجيلاني
ففي قصة الخضر الكريم كفاية بقتل غلام والكليم يدافع| عينية عبد القادر الجيلاني

 

 

لقد بين الإمام الجيلاني في هذه الأبيات بعض شروط الشيخ المربي وهي خمس

فإن لم تتوفر فيه فليس لديه الأهلية للإرشاد والنصح وهذه الشروط هي:

1- أن يكون عالماً بأحكام الشريعة والدين عالم بالحلال والحرام عالم بحدود الشرع وعالم بالسنة النبوية وعالم بما علم من الدين بالضرورة وهذا معنى قول الشيخ (عليم بأحكام الشريعة ظاهراً)
2- أن يكون عالماً بعلم الحقيقة والطريقة وعالم بأحوال القلوب والنفوس وطرق تزكيتها وخبير بأحوال السالكين وتدرجهم في الطريق إلى الله ويكون قد أخذ هذا العلم من شيخ مرشد كامل عبر سند متصل إلى رسول الله وهذا معنى قول الشيخ (ويبحث عن علم الحقيقة عن أصل).
3- أن يكون كريماً سخياً مع ضيوفه والسخاء من صفات رب العالمين ومن خلق الرسول الكريم والصالحين

فلا يليق بالمرشد أن يكون بخيلاً كما جاء في الحديث ما جبل ولي الله إلا على السخاء وحسن الخلق فيكرم ضيوفه ورواد زاويته دون التقصير بحق ضيافتهم وأن تدوم البسمة على وجهه وان يكون رحب الصدر.

 

للمزيد..

الخضر أم القَدَر ؟ ففي قصة الخضر الكريم كفاية بقتل غلام والكليم يدافع !

وهذا معنى قول الشيخ (ويظهر للورَّادِ بالبشر والقرى).
4- أن يكون متواضعاً للمؤمنين يخضع لهم بالقول والفعل وهذه الخصلة هي من خصال النبي حيث أمره الله فقال له (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ).

وكان الإمام عبد القادر الجيلاني معروفاً بتواضعه للفقراء وكان يجلس معهم ويطاعمهم ويتجنب مجالسة الأغنياء والكبراء والأمراء والوزراء إلا إذا أراد نصح لهم وهذا معنى قول الشيخ (ويخضع للمسكين بالقــول والفعل).
5- أن يكون قد ناجحاً في تربية المريدين وتزكية نفوسهم ولن يكون له هذا إلا إذا كان قد زكى نفسه قبل ذلك على يد شيخ خبير بارع وأن يكون قد أذن له بالإرشاد والمشيخة من قبل شيخه

وفق سند متصل وهذا معنى قول الشيخ (يهذب طلاب الطريق ونفسه مهذبة من قبل ذو كرم كلي).

 

ففي قصة الخضر الكريم كفاية بقتل غلام والكليم يدافع| عينية عبد القادر الجيلاني
ففي قصة الخضر الكريم كفاية بقتل غلام والكليم يدافع| عينية عبد القادر الجيلاني
شارك المقالة

اترك تعليقاً