فى 28 يناير 1924 كلف الملك “فؤاد” الزعيم سعد زغلول بتشكيل الوزارة، وقدم الأخير في خطاب أسماء الوزراء.
،وكان بينهم قبطيان لأول مرة من تشكيل الوزارة، وهما:
“مرقص حنا بك” لوزارة الأشغال العمومية، و”واصف بطرس غالي أفندي” لوزارة الخارجية.
فقال الملك لـ”سعد زعلول” عند اعتماده لأعضاء الوزارة: توجد غلطة فيما قدمته أن الوزراء عشرة بينهم وزيران قبطيان.
مع أن التقاليد المتبعة أن يكون في الوزارة قبطي واحد مقابل تسعة وزراء مسلمين.
فأجابه الزعيم قائلًا: “هذه ليست وزارة تقاليد وإنما هي وزارة ثورة
وعندما كان الإنجليز يطلقون الرصاص على الشعب لم يلاحظوا نسبة واحد على عشرة بين الأقباط والمسلمين
وعندما نفونا إلى “سيشيل” لم يراعوا النسبة أيضًا، فكنا أربعة مسلمين واثنين أقباط
وعندما حكم الإنجليز على أعضاء الوفد بالإعدام لم يراعوا النسبة كذلك، فكانوا ثلاثة من المسلمين وأربعة من الأقباط.
فكيف نراعي نحن الآن هذه النسبة ؟!
فهز الملك “فؤاد” رأسه بالموافقة مضطرًا أمام هذه الحقائق
إلا أنه عاد وقال: “إن في الوزارة اثنين من الأفندية (لم يحملوا البكوية أو الباشوية)
هما واصف غالي وزير الخارجية ومحمد نجيب الغرابلي وزير الحقانية، ولم تجر التقاليد على أن يصبح الأفندية وزراء، ولهذا فإنني أرى أن أنعم عليهما برتبة البشوية ويصدر المرسوم بأسماء الوزراء جميعًا باشوات.
” فقال “سعد“: “هذا فضل عظيم، ولكنني أريد أن يصدر المرسوم وفيه أفندية وأقباط يتولون الوزارة، وبعد أن يصدر المرسوم يمكن لجلالتكم أن تنعموا عليهما برتبة الباشوية.
” واستقبلت الأمة المصرية وزارة “سعد زغلول” بالغبطة والابتهاج، وأسمتها “الوزارة الشعبية”.
كان إيمان سعد زغلول بالوحدة الوطنية إيمانا حقيقيا, وحين أراد أن يعبر للأقباط عن إيمانه بحقوقهم بعد انضمامهم إلي الوفد
فإنه استعار قول الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام: لهم مالنا وعليهم ماعلينا وبهذا فإنه لم يؤكد فقط علي قيم مطلقة
وإنما أكد علي قيم رفيعة وأصيلة تنبع من الدين الإسلامي نفسه، وقد نطق بها الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم نفسه.
الصورة ترجع لعام ١٩٢٤ وتجمع بين البابا كيرلس الخامس والزعيم سعد زغلول .. وهى فى احتفال مصر بعد نجاة سعد زغلول من محاولة اغتياله.