هل تؤثر تربية الحيوانات الأليفة في المنزل على سلوك الأطفال؟
أخبرتني صديقتي أنها تحلم بأن تقتني حيوانًا أليفًا في منزلها، لكنها تخشى ذلك لأن أطفالها صغار، خاصةً مع التحذيرات الكثيرة من المحيطين بها أن الأمر غير صحي وغير مناسب وأنه سيؤثر سلبًا على الأطفال، لا أعلم من أين جاءت هذه الأفكار ولكني قررت أن أكتب هذا المقال لكي أساعد أي أم تريد أن تقتني حيوانًا أليفًا في منزلها في وجود أطفالها دون أن تخشى شيئًا أو تتردد..
الأمراض
أثبتت العديد من التجارب أن الأطفال الذين ينشأون في منازل يتربى فيها حيوانات أليفة لا يعانون من الإصابة بالحساسية ومشكلات الربو، على عكس الأطفال الذين نمنعهم تمامًا من الاقتراب من الحيوانات الأليفة كنوعٍ من الحماية، ولكن في الحقيقة نحن نسبب لهم الضرر على المدى البعيد.
الخروج
يعيش أغلبنا في شقق مغلقة، وليست مساحات واسعة أو مفتوحة يمكن للأطفال أن ينطلقوا ويلعبوا ويجروا كما يشاءوا وهو ما جعل أغلب أطفالنا إما يعانون من السمنة أو من الكسل الشديد. لذا إن كان لدى طفلك حيوان أليف سوف يخرج أكثر معه ويستمتع بالجري خلفه أو باللعب معه وبالتالي إخراج طاقته في شئ مفيد بدلًا من البكاء أو الألعاب الإلكترونية.
زيارات أقل للطبيب
لا أعلم ما السبب ولكن هناك إتفاق عام بين الأمهات أن زيارات الطبيب قلت بشكل ملحوظ بعد أن تم إقتناء حيوان أليف، لا أضمن لك الأمر ، ولكنه بالتأكيد يستحق التجربة.
القراءة
شجّعي طفلك على القراءة وأجعليه يقرأ لحيوانه الأليف، هذا الأمر مريح بالنسبة للأطفال ويساعدهم في تطوير مهاراتهم وقدراتهم على القراءة.
المشاركة
أن يقتني طفلك حيوانا أليفا يعني أن يتعلم المشاركة، سواءً في الوقت أو الألعاب أو حتى في الطعام، وبالتالي هي طريقة جيدة لكي تتجنبي إصابة طفلك بالأنانية. كما أنه خيار جيد إن كنت قررتِ ألا تنجبي أكثر من طفلٍ واحد. الحيوان الأليف سيشغل طفلك عن أن يطالبك بالإنجاب مرة أخرى.
تحمل المسؤولية
لا عيب أبدًا في أن تدرّبي طفلك على تحمل المسؤولية منذ الصغر، نحن نسعى لتربية أطفال بشخصياتٍ قويةٍ قادرة على تحمل المسؤولية، لذا وجود حيوانه الأليف يعني تدريبه على إطعام شيءٍ آخر بخلاف نفسه وكذلك على رعاية آخرين سوى ذاته، وبالتالي خطوةً تلو الأخرى ستجدي طفلك مسؤول بالفطرة.
المهارات الاجتماعية
امتلاك طفلك لحيوانٍ أليف أفضل كثيرًا من أن تتركيه وحده، أو تتركيه أمام التلفاز الذي قد يؤثر سلبًا على مهاراته الاجتماعية والإدراكية، كل ما عليك أن تقدمي لطفلك حيوانا أليفا، هذا الحيوان سيساعده على تحسين قدراته في التحكم بنفسه، كما أنه سيساعده في تطوير مهاراته الاجتماعية وثقته بذاته.
علاقات وثيقة
كل ما سبق ينطبق على الأطفال جميعهم، سواءً كان طفلا وحيدا أو طفلا له أشقاء، فالعناية بحيوانٍ أليف والاشتراك مع الأشقاء على حبّه ورعايته سيزيد من الرابط بين الأشقاء ويخلق بينهم روابط صداقة ربما لم تكن موجودة قبل اقتناء الحيوان الأليف.
التوتر
يساعد اللعب مع الحيوان الأليف والاستمتاع بوجوده على أن يقلل من معدلات التوتر، كما أنه يقضي على الشعور بالوحدة أو القلق.
ضغط الدم
هذه النقطة لك أنت عزيزتي الأم، اقتناء حيوان أليف لن يساعد أولادك وحدهم، بل يمكنه أن يساعدك أنتِ أيضًا، فمشاركة حيوان أليف واللعب معه يساعدك على خفض معدلات ضغط الدماء لديك، وبالتالي لن تشعري بألم الصداع بعد الآن ولن تحتاجي إلى عقاقير طبية.
أخيرًا .. عزيزتي الأم تذكري أن الله خلق الحيوانات الأليفة لكي نستمتع بصحبتها، علمي طفلك أن يعامل الحيوانات برفقٍ وحب، وعلّميه أن رفقه على الحيوان يسعد الله ويساعده في الوصول إلى الجنة.
تحدثي مع طفلك عن الحب والرعاية للحيوان الأليف، وأنه كلما أحب حيوانه كلما بادله حيوانه هذا الحب. دعِ طفلك يقرر أي حيوان أليف يحب وفقًا للمتاح حسب ميزانيتك واختاري معه اسمه، وعلّميه قواعد الاعتناء بحيوانه الأليف، وشاهدي ما سيحدث مع طفلك من تغيرات.
ودائمًا راقبي علاقة طفلك بحيوانه الأليف لكي تعدلي أي سلوك غير مرغوب فيه أو تساعديه على جعل علاقته بحيوانه الأليف أفضل.
للمزيد..
ماذا فعل الحجر الصحي بعقل الإنسان الباطن؟
تابعونا على الـ فيس بوك