هل المعارضة تعني كراهية الوطن…وهل الصوت الزاعق بالشعارات وطني حقاً؟
بعد هزيمة ١٩٦٧ نشر “نزار قباني“قصيدته الشهيرة(هوامش علي دفتر النكسة) في مجلة الأدب البيروتية…صودرت المجلة في مصر…الا ان هناك اصوات برزت في تشنج ضد نزار قادها الشاعر والكاتب “صالح جودت”.حيث دعا صالح رئيس تحرير -فيما بعد- “المصور ” الي منع أغاني نزار من الإذاعة وكتب”لقد انتهي نزار كشاعر وانتهي كعربي وانتهي كإنسان”…وطالب بوضعه في القائمة السوداء لانه”يحطم معنويات قومه بمثل هذه القصيدة”.
تصدي آخرون للدفاع عن نزار،مثل رجاء النقاش ولكن انتصر جودت في النهاية وتم منع نزار نهائيا من دخول مصر.
ومنع بث أغانيه..فأرسل الشاعر الي جمال عبد الناصر رساله يقول:
“أوجعني يا سيادة الرئيس ان تُمنع قصيدتي من دخول مصر،
وان يُفرض حصار رسمي على أسمي وشعري في إذاعة الجمهورية العربية المتحدة وصحافتها..
القضية ليست قضية مصادرة شاعر،القضية هي ان يسقط شاعر تحت حوافر الفكر الغوغائي لانه تفوه بالحقيقة.
لا أطالب يا سيادة الرئيس الا بحرية الحوار،فأنا أُشتم في مصر
ولا أحد يعرف لماذا أُشتم وأنا أُطعن بوطنيتي وكرامتي لأنني كتبت قصيدة،ولا أحد قرأ حرفاً من هذه القصيدة.
،يا سيدي الرئيس لا أصدق ان مثلك يعاقب النازف علي نزفه.. لا أصدق ان يحدث هذا في عصرك”.
حققت الرساله هدفها وأصدر جمال عبد الناصر قراراً
بفض الحصار المفروض علي نزار وقصائده،وغنت له ام كلثوم قصيدة”أصبح عندي الآن بندقية”….
أما عن جودت..فهو صاحب كلمات” ابق فأنت الأمل الباقي لغد الشعب..
أنت الخير وأنت النور.. أنت الصبر على المقدور.. أنت الناصر والمنصور.. ابق فأنت حبيب الشعب”
التي غنتها ام كلثوم عقب اعلان عبد الناصر التنحي”..
وقبل عبد الناصر تغني بالملك فاروق..”مين يوصفه إلا اللي عاش في حماه..
والفن مين يعرفه إلا اللي هام في سماه..والفن مين أنصفه غير كلمة من مولاه ..والفن مين شرفه غير الفاروق و رعاه”….
وامتد تغنيه للملوك وصولاً للملك عبد العزيز آل سعود”يا رفيع التاج”،
والتي غناها عبدالوهاب بمناسبة زيارة الملك عبدالعزيز آل سعود لمصر، والتي تقول كلماتها
“يا رفيع التاج من آل سعود يومنا أجمل أيام الوجود”….
ثم الملك حسين يوم زواجه من الملكة دينا كتب”يا أغلى من أمانينا.. وأحلى من أغانينا.. يا زينة الدنيا يا دينا”…
ومات جمال عبد الناصر…وبدا ظاهراً رغبة السادات في الهجوم علي عبد الناصر وعصره…
فكان جودت علي رأس مهاجمي عبد الناصر…
جودت أحدهم ومثال غير حصري…يظن الحكام انهم وطنيون وسواهم خونه..
كتب نزار عن الهزيمة واغضب عبد الناصر…وكتب جودت في مدحة فقربه..
مات عبد الناصر فرثاه نزار وهاجمه جودت.