حصل موقع فرندة على مجموعة صور نادرة لافتتاح فندق عمر الخيام في الزمالك تعود لخمسينات القرن الماضي.
الصور تضم كوكبة من نجوم الفن والثقافة وقتها، مصطفي أمين وزوجته إحسان عبد القدوس وزوجته عبد الوهاب ونهلة القدسي زوجته وفاتن حمامة وعبد الحليم حافظ، وأحمد مظهر وأحمد رمزي.
فندق عمر الخيام شيده الخديوي إسماعيل لاستقبال الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث وحاشيتها الملكية.
وضيوفه من ملوك أوروبا والعالم لحفل الافتتاح الأسطوري لقناة السويس عام 1869 أي منذ 146 عاما.
أمراء وقياصرة ونجوم زاروا الفندق
وقد احتفل الفندق ونزلاؤه بهذه المناسبة مستعيدين أمجاد هذا القصر التاريخي الذي أقام به أيضا إمبراطور النمسا فرنسوا جوزيف وأمير بروسيا وأمير وأميرة هولندا وأمير هانوفر
والأمير الجزائري عبد القادر والكاتب المسرحي النرويجي الشهير إبسن، والكاتب المسرحي أوزوبيو بلاسكو.
يقبع الفندق في بقعة ساحرة في جزيرة الزمالك وهو يعكس في تصميمه المعماري شغف الخديوي بطراز
النيو كلاسيكي الذي كان شائعا في أوروبا آنذاك.
لذا استقدم المعماري النمساوي يوليوس فرانز ليتعاون مع المعماري ديل كرول ديل روسو الذي صمم قصر عابدين الملكي.
كما أتى بالمهندس الألماني كارل فون ديبيتش لكي يشرف على التصميم الداخلي وديكور وأثاث القصر
الذي انتقي بعناية، فقد تم جلب أفخم ما يمكن الحصول عليه من ديكورات وإكسسوارات من باريس وبرلين.
ويلفت الانتباه مزج الطراز المعماري الإسلامي مع الطراز الأوروبي في مدخل القصر المنيف
الذي تزينه الأقواس المعمارية والتي صنعت خصيصا في ألمانيا من الحديد الزهر.
وقد قام مهندس التصاميم الداخلية الألماني ديبيتش في ورشته ببرلين بتصميم وتجميع الزخارف الداخلية الخاصة بالقصر.
ثم تم شحنها في حاويات عملاقة على متن قطار نقلها من برلين إلى مدينة تريستي الإيطالية ثم تم شحنها على متن سفينة إلى مدينة الإسكندرية حيث تم نقلها إلى القاهرة بالقطار.
750 ألف جنيه تكلفة تشييد الفندق منذ قرن من الزمان
وكانت تكلفة تشييد القصر في ذاك الوقت باهظة جدا بلغت ثلاثة أرباع المليون جنيه، واستغرق بناء القصر 5 سنوات كاملة.
لذا تعد كل قطعة في الفندق تحفة أثرية لا تقدر بثمن، ويعد التجول بين أرجاء الفندق الواسعة أشبه برحلة
داخل متحف للآثار. فمنذ دخولك لبهو الفندق سوف يقع ناظراك على النافورة الرائعة من المعدن المشغول
وسلم من الرخام المزخرف، وست ساعات جدارية قديمة بلون ذهبي لامع، ولوحات زيتية باهرة.
منها: لوحة ضخمة للإمبراطورة أوجيني، ولوحة أخرى للاحتفالية الأسطورية التي أقيمت
في الإسماعيلية لافتتاح قناة السويس. وطاولة من الرخام تعود لعهد الملك لويس الرابع عشر.
كما أسس الخديو إسماعيل حجرتين للنوم للإمبراطورة أوجيني الأولى ذات طابع فرنسي مثيلة تمامًا لحجرتها في قصر التولير بفرنسا.
أما حديقة القصر التي صممها جوستاف ديلشيفارليه فهي تجمع أندر النباتات والأشجار الباسقة المعمرة، وتقع على مساحة ستة أفدنة.
وهي الحديقة التي شهدت أداء أوبرا عايدة لأول مرة في التاريخ
التي ألفها الموسيقار الإيطالي الكبير فيردي لأجل افتتاح قناة السويس.
تحول القصر الملكي الخاص بأباطرة وملوك أوروبا إلى فندق لعشاق الفخامة
والأجواء التاريخية الأسطورية من زوار القاهرة.
وعلى مدار نحو قرن ونصف من الزمان استضاف الفندق مناسبات تاريخية وهامة وشخصيات بارزة من مختلف الجنسيات.
من أهمها: الاحتفالات بحفل زفاف ابن الخديو إسماعيل التي استمرت 40 يوما.
وفي النصف الأول من القرن العشرين، احتضن حفل زفاف ابنه النحاس باشا رئيس وزراء مصر
وشهد احتفالات زفاف الملك فاروق على الملكة ناريمان آخر ملكات مصر.
بالطبع مر الفندق بعدد كبير من التغييرات والتجديدات حتى أصبح بهذه الصورة الرائعة.
ففي عام 1879 بيع القصر لشركة الفنادق المصرية لسداد جزء من ديون الخديو إسماعيل وتم تحويله إلى «فندق قصر الجزيرة».
أما في الفترة من عام 1894 وحتى عام 1903 فتم إدخال الكهرباء للقصر وتم إضافة 400 غرفة.
بعد بيع القصر تم تقسيم حدائقه إلى أقسام عدة منفصلة من بينها الحديقة الخديوية
التي أصبحت نادي الجزيرة الرياضي وهي تشمل مضمار سباق الخيول وملعب البولو.
أما حديقة الأسماك الخديوية الواقعة على الجانب الغربي من القصر فقد تم تحويلها إلى حديقة لأسماك الزينة النادرة «حديقة للأسماك»
وتم افتتاحها رسميا في عام 1902 وما زالت موجودة حتى الآن.
وتحول الفندق إلى مستشفى وثكنة عسكرية إبان الحرب العالمية الأولى 1914 وحتى 1918.
وفي عام 1919 اشتراه أحد كبار تجار الأراضي من أمراء الشام وهو الأمير لطف الله مقابل 140 ألف جنيه مصري، وحوله لمسكن خاص به.
كيف تحول القصر لـ فندق عمر الخيام؟
وفي عام 1961 في حقبة الرئيس جمال عبد الناصر تم تأميم الفندق وأصبح ملكا للدولة المصرية
وسمي باسم « فندق عمر الخيام».
مع بداية السبعينات شهد القصر تحولا أساسيا في تاريخه بتولي شركة «ماريوت العالمية» إدارته.
فتم ترميم القصر والحدائق مع بناء برجين على جانبيه ليضما 1250 غرفة وجناحا فاخرا
مع الاحتفاظ بالقصر الأصلي مقرًا للاستقبال والمطاعم وقاعات الاجتماعات وصالات الاحتفالات.
وقد افتتح الفندق في عام 1982.
ويتكون الفندق الحالي من ثلاثة مبان، المبنى الأول «مبنى القصر» وهو مكون من 5 طوابق بها قاعات الفندق والمطاعم ومحلات التسوق والقاعة الرئيسة والاستقبال، والمبنى الثاني «مبنى برج الزمالك».
والثالث «برج الجزيرة وترتفع أبنية أبراج الفندق 20 طابقًا».
وبين هذه المباني يوجد حمام السباحة تحيطه الحدائق الزاخرة بتماثيل يونانية ورومانية من الرخام الإيطالي، والمطاعم والمقاهي وملاعب التنس والنادي، كما يوجد مسرح مكشوف على سطح الفندق.