مكتبة فرندة| مصرع زير نساء للكاتبة شروق السيد (الحلقة الثانية)

مكتبة فرندة| مصرع زير نساء للكاتبة شروق السيد (الحلقة الثانية)

مصرع زير نساء.. رواية بوليسية اجتماعية مشوقة للكاتبة شروق السيد.. تابعوا الحلقات يوميا على موقع فرندة.. مكتبة فرندة

مصرع زير نساء للكاتبة شروق السيد
مصرع زير نساء للكاتبة شروق السيد

تناولت سارة الصور الفاضحة لزوجها والتي وضعها فاروق أمامها وحدقت فيها بذهول

وقال رأفت الذي وقف متكئا على المكتب:
شوفتي الصور دي قبل كده يا مدام سارة!

   اقرأ الجزء الأول مكتبة فرندة| مصرع زير نساء للكاتبة شروق السيد (الحلقة الأولى)

رفعت عيونها الجاحظة إليه وهزت رأسها بالنفي قائلة:
“الصور دي متركبة أكيد! كامل مستحيل يعمل كده!”
تفحصها فاروق في حيرة وقال:
“جوزك كان محتفظ بنسخة منها على تليفونه، وإحنا فحصناها كويس، الصور حقيقية”
إصفر لونها، وعادت تنظر للصور، وضعت ما كان في يدها على المكتب وقالت بصوت مخنوق:
“أكيد فيه حاجة غلط”
سألها رأفت:
“يعني إنتي متعرفيش حاجة عن الصور دي؟”
فهتفت:
“لا طبعا! يعني إيه أصلا اللي في الصور ده!”
نكس فاروق رأسه وتنهد قائلا:
“بتهيألي الموضوع مش محتاج توضيح”
نهضت سارة قائلة بغضب محموم بالدموع:
“أنا عارفة جوزي كويس! الصور دي مش ممكن تكون حقيقية، كامل مكانش بيخوني أنا متأكدة”
تقدم رأفت نحوها وقال مهدئا:
“طيب معلش أقعدي خلينا نكمل كلامنا”
جلست سارة لاهثة من فرط الغضب، فأردف رأفت:
“إحنا لقينا كمان محادثة ما بينكوا يوم وفاته الصبح!”
“محادثة إيه!”
“محادثة على الواتساب، مش فاكراها ولا إيه!”
هزت رأسها بالنفي وقالت:
“محصلش، أنا مكلمتوش من ساعة ما سيبت البيت، أنا تلفيوني ضايع أصلا بقاله يومين”
فسألها فاروق:
“أمال ياسر اتصل بيكي إزاي!”
“على التليفون الأرضي!”
تبادل فاروق ورأفت نظرة، ثم وضع رأفت الهاتف أمامها قائلا:
“يعني مش إنتي اللي كاتبة الرسايل دي!”
أمسكت سارة الهاتف وقرأت المحادثة التي جرت كالتالي:
كامل: مينفعش اللي بتعمليه ده! ارجعي البيت خلينا نتفاهم!
سارة: أنا مش هتفاهم مع واحد خاين وكداب زيك! بقا أنا السنين دي كلها

مستحملة قرفك وإني أعيش من غير طفل عشان تيجي في الآخر ألاقيك

بتخوني! يا خسارة السنين والله! حسبي الله ونعم الوكيل فيك..
كامل: صدقيني الموضوع مش زي ما إنتي فاهمة! خليني أشرحلك!
سارة: تشرحلي إيه! الصور شارحة نفسها يا بيه! هتقولي مش إنت اللي في الصورة

ولا كدبة إيه اللي ناوي تألفها عشان تداري على عملتك..
كامل: الكلام ده مش هينفع هنا! إنتي فين خليني أجيلك ونتكلم وش لوش.
سارة: صدقني لو شفتك قدامي هقتلك، أحسنلك متورينيش وشك خالص..
كامل: هي حصلت كده!
سارة: وأكتر من كده! إنت وجعتني وجع عمري ما هسامحك عليه، وهعيش طول عمري أدعي عليك…
كامل: صدقيني ظلماني..
سارة: مش أكتر مما ظلمتني…
أفاقت سارة من شرودها على صوت فاروق:
ها يا مدام سارة، لسه مُصرة إنك متعرفيش حاجة عن الصور
لم تحر سارة جوابا, ونظر فاروق لرأفت ثم إليها وقال:
“السكوت مش هيساعدك ياريت تتكلمي, لو عندك حاجة تدافعي بيها عن نفسك قوليها”
“حضرتك شاكك إن أنا اللي قتلته؟”
سألت بحسرة فقال:
“الأدلة كلها ضدك, الدافع موجود, والجريمة حصلت في شقتكوا, ومعندكيش حجة غياب

إديني سبب يخليني ما أشكش فيكي”
“إني ما قتلتوش فعلا, والرسايل والصور دي أنا أول مرة أشوفها في حياتي”
صاحت بانفعال فقال رأفت:
الانفعال ده مش هيفيدك بحاجة, ياريت تفكري كويس في اللي قولتيه, ناسية حاجة؟ مخبية حاجة؟
“أنا قلت كل اللي أعرفه, أنا مقتلتوش”
“تمام”
أجاب فاروق باقتضاب، ثم أمر بالتحفظ عليها على زمة التحقيق لكن سارة صاحت غاضبة:
“إنتوا هتتحفظوا عليا بتهمة إيه! أنا مقتلتوش والله العظيم مقتلتوش”

إلا أن هذيانها لم يدفع عنها الاتهام بلا شك.

*******_
عشر نساء أكدن أنهن كن على علاقة عبر الهاتف مع صاحب الرقم الذي يملكه كامل

اثنتين فقط قلن أنهن كن على علاقة شخصية معه, الأولى سهر ثلاثينية حسناء

تعرفت إلى صورة كامل فورا وقالت:

“أنا وهو ما اتقابلناش بقالنا كذا شهر, بس قبل كده كان بيجيلي على طول”
“إيه طبيعة العلاقة اللي كانت بينكوا؟”
“كنا متجوزين, بس كامل بيزهق بسرعة, قعدنا مع بعض شهرين تلاتة بس

وقالي انه زهق وطبعا عوضني بمبلغ محترم”
هز فاروق رأسه في فهم وقال:
“محتاج أشوف قسيمة الجواز والطلاق”
“مش معايا للأسف, كامل هو اللي كان معاه النسخ, وبعد مدة اكتشفت إنه المأذون

اللي جابه نصاب لما روحت أدور على مكتبه بعد كده, طلع البيه

مأجر تلت ممثلين المأذون واتنين شهود وبيعمل المشهد اللطيف ده عشان البنت

تصدق انه هو اتجوزها وبيطلع ولا أي حاجة من دي حصلت”
فرك فاروق عينيه في حيرة, هل من المعقول أن تكون قد قتلته إحدى ضحاياه!

ماذا لو كانت هناك أخرى لم تظهر في الصور أو بين أرقام الهواتف..
كانت المرأة الأخرى تدعى جميلة, ثلاثينية أيضا وعلى قدر هائل من الحٌسن

سردت قصة مشابهة لسهر, تزوجا عبر مأذون يعرفه, وكانا على علاقة

لعدة أشهر, طلقها ومنحها بعض المال واختفى ولم تره مرة أخرى..
*********:
جلس فاروق في مكتبه شاردا، تم إطلاق سراح سارة بكفالة، وعادت إلى منزلها

واتسعت دائرة الشك أمامه بعد لقائه بالمرأتين، يمكن لاية امرأة

منهم أن تكون قد قتلته، ويمكن ألا يهتدوا إليها أبدا، اقتحم رأفت المكتب فجأة فصاح فاروق:
“في إيه يا ابني؟!”
كان رأفت يحمل حاسوبا محمولا في يده وضعه على المكتب أمام فاروق

كان مفتوحا على صفح إحدى المواقع الإخبارية, فقرأ فاروق عنوان المقال:

مصرع زير نساء

ثم قرب الحاسوب منه وقرأ:
قُتل رجل الأعمال المشهور بالنزاهة ك.س في ڤيلته بطعنة سكين نافذة

وكشف موته الكثير من الأسرار التي أخفاها خلف سمعته الطيبة والتي

اتضح لنا الآن أنها زائفة تماما, احترف رجل الأعمال النزيه صيد النساء

ولم تعرف زوجته الغافلة شيئا عن ماضيه, حاولنا اللقاء بها لكن النيابة تحفظت

عليها منذ الأمس حتى تم إخلاء سبيلها قبيل ساعة بعد دفعها للكفالة إذ يبدو

أن النيابة العامة تضعها في دائرة الاشتباه، ويقفز السؤال أمامنا لو افترضنا

جدلا أن زوجته القاتلة بعد اكتشافها لخيانته المستمرة لها لما لا تكون

هذه الجريمة دفاعا عن الشرف! ولماذا في قضايا مُشابهة ينظر للرجل

على أنه بطل وينظر للأنثى على أنها قاتلة”
الموضوع بقا تريند

قال رأفت وهو يفتح صفحة أخرى تضم أكثر الكلمات المتداولة والتي

احتوت على وسم زير النساء ووسم آخر باسم كامل سليم فقد استطاع الجمهور بعد

قليل من البحث والتمحيص وربط الخيوط التعرف على الشخصية التي يقصدها المقال

تداولت المواقع صورا عدة له ولزوجته, ونددت مقالات وتعليقات

كثيرة بفعلته استشهدوا بالمنشورات الرومانسية التي كتبتها

له الزوجة على صفحته

مرات عدة عن كونها زوجة مخلصة وكونه خائن وحقير, ثم نمت

سريعا موجة مضادة، تجرم بالفعل قتل الزوجة لزوجها، البعض منهم يرفض القتل

بشكل عام، والبعض يرون أن الذين يحاولون تحويلها لجريمة شرف مجموعة من المجانين..
هتف البعض من أجل سارة والبعض الآخر من أجل كامل, والنتيجة أن سمعة كليهما

قد تدمرت تماما بغض النظر عما يُمكن أن يُفضي إليه الجدل..
الموضوع كده بيكبر
عقب فاروق فقال رأفت:
الناس اتجننت باين، أنا مش فاهم في إيه
شرد فاروق قليلا ثم قال:
عايزك تعرفلي لو فيه بنات تانية غير اللي لقينا أرقامهم، دور على اللي في الصور كمان
شاكك في حد غير مراته؟
“غالبا”
قاطعه دخول أحد الضباط حاملا تقرير الطب الشرعي, تناوله فاروق وفضه ليقرأ ما فيه

وجدوا بصمات القاتل على السكين, وتم التعرف على هويته..

يتبع.. مصرع زير نساء

تابعونا على الـ فيس بوك 

اقرأ أيضاً:

مكتبة فرندة| رواية باري أنشودة سودان .. للكاتب إبراهيم أحمد عيسي

شارك المقالة

اترك تعليقاً