جهاد التابعي تكتب | صرصار في المطبخ.. إشكالية القوة
(قصة رمزية)
تسلل إلي مطبخي صرصار صغير جائع .. أغرته قطع الحلوي الطازجة من Salé Sucré
كان جائع.. ربما أي قطع سُكر أو بقايا طعام تفي بالغرض بالنسبة لمعدته، أعلم أن جوعه
قضيه كبيره بالنسبه له وأتعاطف معها، لكن ماذنبي في إفساد حلواي المميزة التي اخترتها بعناية ؟
الصرصار حياته بسيطة لا يتخيل أننا هنا في عالم البشر ندفع ثمن الرفاهية ساعات طويلة وسنوات من العمل..أنا لا أجد الحلوي بالصدفة مثله، نعم هي غاليه لكني اجتهدت من أجل ذلك!
نظرت إلي الصرصار .. فتحت له باب المنزل.. وشباك الغرفة ليخرج..
وضعت له سكر بالخارج .. أمهلته ليخرج ليت هناك لغة مشتركة
يمكن للصرصار فهمها ليته يفهم أن الأفضل له أن يخرج
لأن الصراع بيننا غير متكافيء
ولأنني حقا لا أريد قتله، فأنار اراه روح، لكن بالطبع لا استطيع العيش مع الصراصير
هو لايدري أن وجوده في مطبخي مقرف.. وأن الخرفشة التي يحدثها ليست مؤذيه
جدا، نعم لكنها مقززه .. وأن وجوده في الحديقة قد ينقذ حياته ولن يحرمه
من السكر وأنه مقبول بين الصراصير وله رهبة بين النمل ..
هذه طبيعة الحياة
هناك كائنات بالفطرة أقوي من أخري
وأبسط حركة منه قد تقتل كائن صغير لا يُري بالعين المجرده
وأبسط حركة مني قد تسحقه
لكنني لا أريد ذلك.. لا أريد قتل الكائنات الصغيرة.. ضميري لا يحب ذلك
لكن صوت خرفشته ورفضه للخروج من باب الشرفة قد يضطرني لإخراج مسدسي
وتصويبه تجاهه.. لا أحب رائحة المبيدد الحشري.. تظل في الجو لعدة دقائق..
وتفسد البخور الباهظ الذي استورده خصيصا
لكن طلقة المسدس قد تفسد عدة سنتيمترات من رخام السِيسلَّين داسبروا ليت هناك
لغة تواصل يستطيع الصراصير فهمها ..
كنت سأقول له أرحل في هدوء وسلام هناك مزيد من السكر بالخارج.
بقلم جهاد التابعي .. إعلامية وكاتبة مصرية صدر لها العديد من المؤلفات
للمزيد..
Gone with the wind above everything | كيف فعلها فيلم ذهب مع الريح
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh