مكتبة فرندة| مصرع زير نساء للكاتبة شروق السيد (الحلقة الثالثة)

مكتبة فرندة| مصرع زير نساء للكاتبة شروق السيد (الحلقة الثالثة)

مصرع زير نساء.. رواية بوليسية اجتماعية مشوقة للكاتبة شروق السيد.. تابعوا الحلقات يوميا على موقع فرندة.. مكتبة فرندة

مصرع زير نساء للكاتبة شروق السيد
مكتبة فرندة | مصرع زير نساء للكاتبة شروق السيد

 
قُبض عليها هذه المرة بالأصفاد، جلست سارة أمام فاروق مصفرة الوجه مصابة بالدوار..
“بصماتك كانت على السكينة اللي قتلته!”
“معرفش حاجة، مقتلتوش واالله العظيم صدقوني”

   اقرأ الجزء الأول مكتبة فرندة| مصرع زير نساء للكاتبة شروق السيد (الحلقة الأولى)

انهارت تماما، وواصلت الهتاف بهيستريا، فطلب فاروق من أحد الضباط اصطحابها إلى

الحجز، خرج بها الضابط وترك فاروق في المكتب وحيدا..
تشير الأدلة إلى الزوجة، تشير إليها كلها، لكن لو كانت هي التي ارتكبت الجريمة حقا،

كيف تركت وراءها مثل هذه الأدلة شديدة الوضوح! الرسائل، والبصمات، والظروف

المواتية تماما للجريمة، شيء ما غير متسق، لكن ما هو…
وضع هاتف كامل أمامه وأفرد الصور، دقق بالصور عميقا مرة أخرى, وبدا له تشابها

غريبا في نمط الأثاث والألوان, لم تكن نفس الغرف ولكنها كانت شديدة الشبه, ثم وجد

أُناء تفصحه نقشا مألوفا على أحد الشراشف على هيئة دائرة صفراء, تفحصها مطولا

ولم يستطع أن يفهم الكتابة التي في نتصف الدائرة..
كان غارقا في تفكيره حين طرق رأفت الباب ودخل, جلس على الكرسي أمام المكتب قائلا:
“فيه صحفيين كتير بره عايزين يعرفوا معلومات عن القضية, القبض على مدام سارة قلب الدنيا”
“تفتكر هي اللي قتلت فعلا؟”
“الأدلة بتقول كده”
“الأدلة كلها ظرفية”
“والبصمات؟”
“أنا وإنت عارفين كويس إن دي شقتهم وبديهي جدا نلاقي بصماتها على السكينة”
“الكلام ده لو فيه بصمات حد تاني على سلاح الجريمة”
“مش ضروري”
“بتفكر في إيه؟”
قرب فاروق منه الصور قائلا:
“شايف الدايرة الصفرا دي، تفتكر تكون إيه؟”
“مش عارف بس..”
ثم أَضاف مفكرا:
“هو ده ممكن يكون ماركة، أو شعار فندق”
“فندق؟”
هتف فاروق ثم نهض في صدمة وحك ذقنه قائلا:
“عشان كده حاسس إني شوفته قبل كده، عارف مين اللي كانت بتشتغل في فندق؟”
قطب رأفت ما بين حاجبيه محاولا التذكر ثم صاح:
“سهر؟”
أومأ فاروق برأسه قائلا:
“ده شعار الفندق اللي كانت شغالة فيه! هتلاقيه في الورق اللي ادتهولك امبارح!”
“يعني البنات متصورين في الفندق اللي كانت بتشتغل فيه سهر؟”
ثم أضاف:
“هي قالت إنها سابت الشغل من مدة طويلة، مش ممكن يكون راح من وراها

وهي متعرفش حاجة عن الموضوع!”
“واحتمال لا”
نهض رأفت قائلا:
“تمام خلينا نمشي ورا الاحتمالات”
“اعرفلي الأول هو نفس الفندق ولا لا, وسابته امتى

ولو فيه كاميرات مراقبة في الفندق ياريت جدا”
“تمام”
أجابه رأفت فقال فاروق:
“وأنا هروحلها عند بيتها, خليني برده أحاول أعرف معلومات عنها”

ربض فاروق أمام البناية داخل سيارته, أخبره الجيران أنها انتقلت إلى شقتها قبل

شهر واحد فقط, ورجل واحد كان دائم التردد على منزلها لكنهم لم يتعرفوا على كامل

مع ذلك ولم تسبق لأي منهم رؤيته في محيط المنزل, وهذا يثبت قولها أنها لم تلتق به

منذ شهور, أشعل سيجارا ودخنه, وشرد في تفكيره أثناء انتظاره, هناك احتمال لا بأس

به أن تكون سهر قد قتلته ودبرت مكيدة لزوجته, لتنتقم من كامل لما فعله بها, غير أن

شيئا يحيك في نفسه بخصوص هذا الشأن, لا تبدو سهر كالنوع الذي يسهل خداعه,

لا يمكنه تفهم لما تقبل الزواج بكامل وتُخدع على هذه الشاكلة, إنها من النوع الذي

يُحتمل أكثر أن يدرك الخدعة ويسير فيها بكامل إرادته ليدرك أغراضا أخرى، شخصا

يسعى خلف المنفعة, ليست من النوع الذي تنطلي عليه الأكاذيب لم تكن ساذجة أو بريئة

ولكن هل لديها الجرأة على القتل؟

ليس شيئا يمكن عرفته, القتل بالتحديد لا يمكن التكهن

بمن هو قادر على ارتكابه, إزهاق الأرواح يحتاج حالة ذهنية وفكرية من الصعب الاستدلال

على وجودها, يمكن أن يكون القاتل شخصا بلا أية معالم بارزة, إنسانا عابرا في الشارع

هادئا رزينا ولن تشك للحظة أن لديه القدرة على القتل حتى ينغرس السكين في صدرك,

معظم الذين يبدون قادرين على فعلها لا يفعلونها حقا, الأنماط الواضحة كسهر قادرة أكثر

على ارتكاب جرائم النصب والخديعة ولكن ليس القتل الذي لن يجلب لها منفعة, ولكن يمكنه

أن يكون مخطئا بشأنها بالتأكيد..
دق جرس هاتفه فأجاب

أتاه صوت رأفت يقول..
“مسابتش الشغل غير الشهر اللي فات”
“يعني لو كان بياخد البنات التانية فده حصل قدام عينها”
“بالظبط, أنا اتأكدت إنه نفس الفندق بس هما ميعرفوش كامل بالنسبة لأنه كان بييجي كتير”
“يعني إيه؟”
“مديرة الفندق ما شفتوش غير مرة واحدة من حوالي شهر برده لما الشركة بتاعته كانت

عاملة حافلة في قاعة الاحتفالات بتاعتهم وهو حجز أوضة وقضى الليلة في الفندق بعد

الحفلة ما خلصت ومشي الصبح, ومشافتوش تاني”
اعتدل فاروق في مقعده وقال متعجبا:

“يعني إيه الكلام ده؟”

مش عارف, كمان مفيش تسجيلات مراقبة من ليلة الحفلة, منعرفش مين دخل ومين خرج”
طيب سهر كانت موجودة في الفندق يومها؟
“أيوة”
حد تاني من البنات اللي كانوا في الصور؟
الموظفين اتعرفوا على اتنين منهم”
كل شيء حدث إذا في تلك الليلة, شرد فاروق وعيناه مركزتان على باب البناية التي

توقفت أمامه سيارة سوداء مألوفة وترجلت منها سهر, ابتسم فاروق في سخرية مريرة

وضرب المقود بيده وهتف قائلا:
هاتلي البنتين دول من تحت الأرض
ثم أنهى المكالمة وهو يتابع المشهد الذي دفع الدم إلى رأسه..
“******
انكمشت على نفسها داخل الزنزانة, لم تعد تعرف من ترثي نفسها أم كامل, هي تعرف

يقينا أنها لم تقتله, لكنها لا تستطيع أن تجزم ببرائته بنفس اليقين! هل خانها حقا طوال

هذه السنوات! هل كان الدفء الذي شعرت به بين ذراعيه نارا أوقدها من حطب خيانته لها!

هل فعل بها ذلك حقا! هل كانت تضحيتها من أجله بلا ثمن! وهل هذا جزاؤها على الصبر!

سنوات من الخديعة بددت نصف عمرها ليصبح بلا قيمة وستبدد البقية الآتية لو ثبتت عليها الجريمة!

هل كان كامل بهذه القسوة حقا!
تستفتي فؤادها وهو يخبرها أن كامل بريء كبرائتها هي

لكن هل لها أن تؤمن به بعد الآن!

يخبرونها أن الشخص الذي كانت تضع روحها بين يديه كل ليلة وتغفو, الشخص الذي منحته

قلبها وحياتها برضا ومحبة لم يفعل شيئا سوى طعنها!

مثل هذه المرارة لا تحتمل…
والآن أين هي؟ في زنزانة حقيرة لا تخرج منها إلا مكبلة بالأصفاد أو إلى حبل المشنقة, يا لها

من حياة عديمة القيمة يا له من عمر قد ذهب هباء وبلا ثمن

يتبع.. مصرع زير نساء

تابعونا على الـ فيس بوك 

للمزيد..

غجر وحلب ونور | قصة الهنجرانية في مصر

 

شارك المقالة

اترك تعليقاً