رسميا افتتاح قصر البارون إمبان مصر الجديدة
عانى قصر البارون ولأعوام عديدة من الإهمال، ولا سيما بعد ارتباط اسم القصر في أذهان الكثيرين
بظاهرة عبدة الشيطان في منتصف التسعينات والتي اتخذت من القصر مقرا لها.
وذكرت الأثرية بسمة سليم المشرف العام على قصر البارون إمبان بمصر الجديدة محتويات القصر بيعت في
في مزاد علني في خمسينيات القرن الممنصرم حيث تركه الملاك خاويا.
وعندما آلت ملكية القصر لوزارة الآثار المصرية في عام 2007 جرت محاولات عديدة
لإنقاذه بواسطة بعثة بلجيكية وأخرى هندية عام 2009، وتم إجراء العديد من الدراسات لترميمه
والتى توقفت جميعها فى أعقاب ثورة يناير 2011، ثم استأنفت الوزارة هذا المشروع الضخم للترميم الشامل للقصر.
وكان قصر البارون قد تعرض لسنوات من الإهمال والتخريب والسرقة بسبب إغلاقه المستمر، ونسج الناس حوله الكثير من القصص الخيالية، حتى اتخذت الدولة المصرية قرارا ببدء أكبر مشروع ترميم وتطوير شامل للقصر في عام 2017, أسهمت بلجيكا في التمويل بمبلغ “16 مليون جنيه” وفقا لبرنامج مبادلة الديون بين البلدين.
وأوضحت بسمة سليم أن وزارة السياحة والآثار نجحت في تحويل القصر لمعرض أثري يضم مجموعة متنوعة من الصور والوثائق الأرشيفية والرسومات الإيضاحية والخرائط والمخاطبات الخاصة بتاريخ حى مصر الجديدة “هيليوبوليس والمطرية”، عبر العصور المختلفة، بالإضافة إلى أهم معالمها التراثية، ومجموعة متنوعة الصور والخرائط والوثائق والأفلام تحكى تاريخ مصر الجديدة ومظاهر ونمط الحياة فى تلك الفترة الزمنية المميزة.
من هو البارون إمبان صاحب قصر البارون؟
وعن البارون إدوارد إمبان، قالت إن إمبان هو مهندس بلجيكي نابغ جاء إلى مصر من الهند في نهاية القرن التاسع عشر بعد وقت قليل من افتتاح قناة السويس حمل لقب “بارون” بعد أن منحه له ملك فرنسا تقديرا لعظيم مجهوداته في إنشاء مترو باريس.
وتابعت إلى جانب كونه مهندسا مولعا بالفنون المعمارية كان شغوفا أيضا بالسفر والترحال، وصاحب عقلية اقتصادية مميزة ساعدته في جمع الأموال، وتوقف قطار رحلات البارون في مصر مهد الحضارات وأصبح البارون مولعا بكل ما هو مصري واتخذ قرارا بالبقاء في مصر بل وأن يدفن فيها.
وأضافت أن البارون توفى في 22 يوليو 1929 ودفن في قبو كنيسة البازيليك بمصر الجديدة بناء على وصيته رغم انه توفى في بلجيكا ،ومنذ ذلك الوقت تعرض القصر لخطر الإهمال لسنوات طويلة.
وحول نشأة قصر البارون، أكدت أن البارون إمبان استقر على موقع مميز في صحراء القاهرة وقتها وهو ما تعجب له البعض، ولكن كان للبارون نظرة مستقبلية أخرى فموقع القصر شديد التميز ذي هواء نقي.
وأوضحت أن قصر البارون إمبان استغرق تشييده خمس سنوات، وتم افتتاحه عام ١٩١١، حيث اختار تصميما مختلفا وغريباً عن سائر مباني هليوبوليس ليصبح أول مبنى يشيد على طراز المعابد الهندوسية ليس فقط في مصر ولكن في الشرق الأوسط.
وأضافت أنه في الوقت الذي شيدت فيه القصور المحيطة بقصره على نفس منسوب الشارع، ارتفع إمبان بقصره على تبة صناعية عالية وكأن تصميم القصر الهندي لا يكفي لتمييزه عن باقي القصور، ولم يكتف باختلاف الطراز والمنسوب، بل قرر أن يميزه بلون مخالف لألوان مباني المدينة التي كان لونها كلون الصحراء، فقام برش قصره عن طريق المضخات بلون مغاير وهو اللون “burnt sienna”.
قصر البارون .. قصر لا تغيب عنه الشمس
وقالت إنه على الرغم من وجود شواهد عديدة لهذا اللون ظلت تعتلي واجهات القصر، إلا أن العوامل الجوية والأتربة والاتساخات كانت قد غيرت ملامح القصر بشكل كبير ، وحرص فريق ترميم قصر البارون على إعادة اللون الأصلي للقصر حيث كانت رغبة البارون إمبان أن يكون لونه مغايرا لباقي مباني مصر الجديدة.
وأشارت إلى أن القصر يقع على مساحة 12.5 ألف متر مستلهم من معبد أنكور وات في كمبوديا ومعابد أوريسا الهندوسية، وهو مكون من طابقين وملحق صغير بجانب القصر تعلوه قبة كبيرة، وبه برج دوار دارت حوله العديد من الأساطير يدور على قاعدة متحركة دورة كاملة كل ساعة ليتيح التمتع بمشاهدة ما حول القصر في جميع الاتجاهات.
وأوضحت أنه تم تصميم القصر بطريقة تجعل الشمس لا تغيب عن حجراته وردهاته أبداً، واستخدم في بنائه المرمر والرخام الإيطالي والزجاج البلجيكي البلوري الذي يرى من في الداخل كل من في الخارج.
وكشفت عن وجود (ساعة أثرية) قديمة داخل القصر، يقال إنها لا مثيل لها إلا في قصر باكنجهام الملكي بلندن توضح الوقت بالدقائق والساعات والأيام والشهور والسنين مع توضيح تغييرات أوجه القمر ودرجات الحرارة.
للمزيد ..
مايوه رانيا يوسف يشعل أجواء السوشيال ميديا (صور)
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh