رواية مدينة الأشباح
بقلم: هبه مرجان
القصة الأولي : شبح أوردوس
ما وراء الكواليس
في منتصف عام 2020 م طلب المحقق (وانغ يو جون) من البروفيسور (كرستوفر لي)
،والخبير في علم النفس الجنائي ،القدوم لمدينة أوردوس لحل لغز جرائم القتل المتسلسلة التي تحدث منذ شهور.
إذ أن القاتل لا يترك ورائه سوى أرقام محددة لم يستطيع محققي المقاطعة فك شفرتها.
المثير للدهشة أن جثث الضحايا يتم اكتشافها واحدة تلو الأخرى في نهر (هوانغ هو) أو ما يعرف بالنهر الأصفر.
وبما أن الجاني يتحدث بلغة الأرقام فقد لجأ المحققون لمعرفة الأرقام المرتبطة بالنهر .
حيث وجدوا أن هذا النهر هو ثاني أطول نهر في الصين بعد نهر يانغتسي ،وسادس أطول أنهار العالم.
ويبلغ طوله 5464 كيلومتر، وبالنسبة لأوردوس فهي أكبر مدن إقليم منغوليا الداخلية، وتقع في شمال الصين.
واهتمت بها السلطات الصينية بعد ظهور مناجم للفحم والغاز بها ،وعلي الرغم من مشاريع المعمار فيها إلا أنها لا تزال تحظي بعدد سكان ضئيل.
المزيد..فك شفرة الأخرين.. حتى لا نخسر من نحب
القاتل السيكوباتي
(نهار خارجي :مطار بكين الدولي .. المحقق وانغ في انتظار البروفيسور كرستوفر لي، يلمحه من بعيد فيتوجه إليه)
المحقق وانغ(بابتسامة): كيف كانت رحلتك “بروفيسور لي”؟؟
كرستوفر لي : لا داعي للرسميات .. يمكنك أن تخاطبني بــ”كريس” .
المحقق وانغ: كما تشاء .. هل تخطط لتناول غدائك في أحد المطاعم القريبة أم ستذهب للمنزل مباشرة ؟؟
كريس: كلا لقد تناولت غدائي بالفعل في الطائرة .. لا يوجد أمامي متسع من الوقت ؛لأنه يتوجب علي العودة لأمريكا لاستكمال تحقيقات قضاياي هناك
؛لهذا دعنا نذهب علي الفور لأوردوس للإطلاع علي تقارير تشريح الجثث.
وانغ : كما تريد ،وحتى نصل لوجهتنا سأطلعك علي أخر ما توصلت إليه التحقيقات .
(نهار داخلي: مكتب التحقيقات في مدينة أوردوس)
كريس يشاهد صور أشلاء الضحايا ،ويراجع تقارير الطب الشرعي ،وعلي الرغم من بشاعة الصور
،إلا أنه لا يحرك ساكناً بالضبط كالجراحين البريطانيين ،ثم أغلق الأوراق ولم تظهر علي ملامحه أي تعبيرات إنسانية
كريس(ينظر للمحققين ،وهم ينظرون إليه بفضول): ألن تضيفوني كوباً من الشاي أو حتى فنجان قهوة؟؟
أشين شو (أحد المحققين): كما تشاء .. علي الفور ستأتي القهوة والشاي؛ لكن لماذا لا تخبرنا أي شيء ؟؟
كريس(بهدوء يشير إلي الأرقام في ورق التحقيقات) :آلا تعرف ماذا تعني تلك الأرقام ؟؟.. (530,0358) ؟!!
وانغ (بتساؤل): كلا مع الأسف ؛فعلي الرغم من تكراراها كثيرا في مسارح الجريمة إلا أننا لا نزال نجهل معناها حتى الآن.
كريس(بنظرة غضب ممزوجة بضحكة غيظ يخاطب المحققين ويوجه نظره لــ وانغ): هل أنتم صينيون حقاً؟
الآن أنا لدي شكوك في هويتكم أكثر من شكوكي بشأن القاتل.
يكمل كريس: تلك الأرقام يستخدمها الشباب الصينيون بدلاً من استخدامهم للجمل الصينية
القاتل ترك رسالة مشفرة من خلال تلك الأرقام مفادها:”أفتقدك، هل أنت أيضاً افتقدتني؟!!”.
وانغ (تبدو عليه الحيرة والدهشة): هل هذا ما تعنيه الأرقام؟؟ لكن لمن يوجه تلك الرسالة؟؟
كريس: هذا هو بالتحديد ما نبحث عنه.
أشين شو : هل تعني أن القاتل لم يرتكب تلك الجرائم بمفرده،ولديه شريك في الجريمة بالفعل؟؟
كريس : كلا .. من المستحيل أن يترك غيره يستمتع بتلك المغامرة معه.. الرسالة لم يتركها لشريكة ،بل تركها لضحيته الجديدة.
كريس (ينظر إليهم ،ثم يكمل):استعدوا جيداً لأنكم تتعاملون مع قاتل استثنائي
،ليس مجرد قاتل متسلسل فحسب، أنه مع الأسف من تلك النوعية التي سخرت حياتي بأكملها للقضاء عليها..
نحن الآن بصدد التعامل مع أخطر المجرمين شراسة علي وجه الأرض.. أبشركم يا سيادة أن الضحية الجديدة_ إذا لم نجدها قبله_ لن نستطيع معرفة هويتها .
وانغ (بملامح ذعر) : لماذا لن نستطيع معرفة هويتها ؟؟
كريس: من الرسالة التي تركها .. ألم تستطيع حقاً الشعور بكل هذا الشغف الذي تحمله الرسالة؟!!
أشين شو: آلا تعني(يشير للرسالة) أنه فقط يشعر بالاشتياق لشخص ما ؟؟ لماذا تحمل الرسالة معانِ مختلفة؟؟
كريس(بملامح استياء من غباء شو): أتظن أن قاتل متسلسل ارتكب أكثر من 12 جريمة قتل ومثّل بجثثه سيشعر بالاشتياق لأحدهم مثلما نفعل نحن؟؟
أنت علي سبيل المثال، هل ستترك رسالة بدماء الآخرون لشخص اشتقت إليه؟؟ وهل ستكتب الرسالة في صورة أرقام؟؟
وانغ : أتعني أن تلك الرسالة تركها ليحتفل بجريمته الأخيرة؟؟
كريس: وأعتقد أن ضحيته الأخيرة ستكون امرأة ، ومن مفهوم رسالته فهو لن يقتلها علي الفور
،لهذا علينا أن نجده في أسرع وقت ممكن ؛فتلك المرآة ستُعذب كثيراً ولن تستطيع الإفلات من قبضته.
آشين شو :لماذا لن يقتلها علي الفور ،ربما سيعاملها كباقي ضحاياه ويقطع أطرافها بعد ذبحها.
كريس: أنت حتى الآن لا تستوعب ما يدور برأسه ،هو ليس بشراً شغفه لا ينتهي بالقتل فحسب.
أسمعت من قبل عن القاتل السيكوباتي ؟؟ للأسف من نبحث عنه قد تجاوز تلك المرحلة بالفعل.
(أثناء حديثهم دخلت المحققة “إلينا شانغ” ،تنظر إليهم بحزن وتخبرهم أن سكان مدينة أوردوس قد أبلغوا للتو عن اختفاء 8 سيدات منذ مساء البارحة)
المحققة”وان بينغ” (توجه حديثها لكريس): هل لهذا علاقة بقضيتنا؟؟ نحن وفقاً لافتراضاتك نبحث عن امرأة واحدة فقط .. أليس كذلك؟!!
كريس(وهو مستغرق في التفكير): أتمني آلا يكون ظني بمحله ؛لكن أعتقد أنه قد حصل علي ضالته بالفعل.
إذن لا يوجد أمامنا الآن سوي طريق واحد نسلكه .. دعونا نذهب للبداية ،حدسي يخبرني أن هناك شيئاً قد أغفلتم عنه.
أنا علي يقين أنه قد ترك لنا دليلاً علي هويته في مسرح جريمته الأولي ،هذا النوع من القتلة مغرورين وسيكوبات لأبعد الحدود
،لدرجة نقش أسمائهم علي هيئة “باركود” علي معاصم ضحاياهم.
(واصل كريس حديثه ،في حين نظر جميع المحققين إليه ،وكأن من يتحدث قاتل معتل نفسياً وليس بروفيسور في علم النفس الجنائي):
سآخذ معي المحققة بينغ والمحقق وانغ لمسرح الجريمة ،وأتمنى من بقيتكم الحصول علي كل المعلومات الممكنة عن المختطفات
،كل شيء يتعلق بحياتهن منذ الطفولة وحتى لحظة اختفائهن ،واكتشفوا أيضاً الرابط بينهن
؛لأن من المؤكد أن هناك صلة تجمعهن سوياً بهذا المعتوه.
,,,يتبع.
إقرأ أيضاً:
مكتبة فرندة | رواية وادي سيل للكاتبة هبه مرجان “صوت | pdf” الجزء الثاني
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh