قصيدة عصافير البحر للشاعرة الفلسطينية المبدعة هديل داوود
عَلّقتُ آمالي، في النّور
لِأرى العالَمَ ، الغَيْرَ مُضيء..
بَرّاقاً فِعلاً!
نَضَجْتُ ، وَلاحَقْتُ الاسْتِقرارَ ،
وَعَزَمْتُ عَلى الإسْتمرارَ ؛
لِأرى العالَمَ ، الغَيْرَ سَويّ..
قَويماً فِعلاً!
أجاوِرُ مُعجِزَتي ،
وَأرعى أمامها، كُلّ أفكاري ،
المُتَوَرّطة في المُستَحيل….
صَباحاتٌ تُشْرقُ ، عَلى انْفِرادٍ
بَيْتي ناضِجٌ ، في خُلوَتِهِ ،
وَروحي مُعَلّقَةً ،
خَرِقَةً في حَوائِطِ السّماءِ،
لَيْتَ أحَداً ، يَدُقّ العودَ ، هذِهِ اللّحظَةَ!
عَلّ عَصافيرَ الْبَحْرِ ،
تَتَسَلّلُ ،وَتَمُرّ بي،
تُغَنّي، وَتُهاجمُ كُلّ هذا الضّياع..
تَمُرّ بي ، وَدُعاءٌ جَرّهُ المَنفى ، مِن وَطَنْ!
إلى غُربةٍ شَوّهَتْ ، وجهَ الشّمسِ ،
وَابتكَرَتْ في وجهي الظّلالَ…
يَدُقّ العودَ، وَأنْغَمسُ في أبجَدِيّةِ الوَقْت ،
مِنْ ماضيهِ، لِساحقهِ المستقبل!
يَدُقّ العودَ ، و الَأبَدُ يَقْتَرب..
وَأذكُرُه…….
ظَنَنْتُهُ البَهاءَ ، وَمَساحاتِ السّلام..
ظَنَنْتُهُ المَغْفِرَةَ ، وَألوانَ الفِرْدَوس..
لكنهُ انتهى كَروايةٍ وحيدة، مُمِلّة!
ظَنَنْتُهُ دَرْباً ، مَدروساً بالمَطَرِ ، وَالطّيف..
ظَنَنْتُهُ مُنسابَ المَنال ،
ظَنَنْتُهُ لامِعاً ، في الحُبّ…
ظَنَنْتُهُ البَصيرةَ لِحُلمي الضّرير…
ظَنَنْتُهُ عَميقاً ، في دَواخِلي…
رَغِبّتُ بِهِ، وَبالعَصافيرِ، والصّباح!
وَأتْقَنتُ صُنعَ قَهوَتي ،
وَمَهّدتُ السّبيلَ ، بِالألوانِ…
لكِنّ المَصيرَ ، باغَتَنا ،
مُرادِفاً حَتْمِيّاً ، لِمَعنى الحُلْم!
قَطَفْتَ قَلبي النّدِيّ..
وَسَقَطْتَ أنتَ وَهُوَ،
مِنْ جَنّتي…
للمزيد..
ياسين التهامي | من ابن الفارض للحلاج كيف يراوح الشيخ محبيه؟
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh