مكتبة فرندة | رواية مدينة الأشباح للكاتبة هبه مرجان.. مذبحة الكباش “صوت ”-الجزء الثاني
بقلم: هبه مرجان
أحداث القصة خيالية، ولا تمت للواقع بأي صلة،
وأي تشابه في الأحداث أو الأسماء فهي محض مصادفة لا أكثر؛ فالقصة من نسج خيال الكاتبة بأحداثها وشخصياتها من الألف للياء.
الشخصيات الرئيسية في قصة مذبحة الكباش هم:
المحققان حسام العربي، ويوسف ياسين .
والمسئولون المصريون، وهم:
اللواء/ ياسر سليمان من مديرية الأمن بالأقصر
اللواء/ صلاح صبري من جهاز المخابرات العامة المصرية
اللواء/ علي محي الدين، المسئول من الرئاسة
ود/علاء فرغلي المتحدث باسم وزارة الآثار المصرية
المزيد.. مكتبة فرندة | رواية مدينة الأشباح للكاتبة هبه مرجان.. مذبحة الكباش “صوت ”
(نهار داخلي مكتب المحقق يوسف ياسين بمديرية أمن الأقصر)
العربي: آه صحيح أنت لم تخبرني قط لماذا تركت منصبك في القاهرة وجئت للعمل في الأقصر؟!!
ياسين(يتنهد، وكأنه يسترجع الذكريات): لأن عملي في القاهرة عرض حياة أحبائي للخطر؛
فلم يكن أمامي سوي تشتيت نفسي بحمايتهم أو البعد عنهم للتركيز علي عملي فقط،
وفي نفس الوقت بعدي عنهم هو أفضل حماية ليهم.
العربي: معك حق، هل ستخبرني الآن ماذا حدث بينك وبين اللواء محي الدين، واللواء سليمان؟
تعبيراتكم أنتم الثلاثة كانت مرعبة لما كنتم بتتكلموا سوا.
ياسين: أخبرته بتكهناتي أن الحادثة لها توابع، وأننا لابد أن نستعين بالمخابرات؛ لكنه استاء واعتبرني فاشل.
العربي: وهو أنت فعلا متأكد أن في توابع للحادثة؟؟
ياسين: بكل تأكيد؛ لكن مهمتنا الأساسية الآن هي التعرف علي الأدلة وتحليلها، وأولهم كلمة AUR.
العربي: لا تقلق لقد أخبرت د/علاء بالفعل، وطلبت منه إحضار عالم آثار مصري لترجمة المشهد معنا.
(أثناء حديثهم يدخل علاء فرغلي ومعه عالم الآثار المصري د/ سالم الرفاعي،
وبعد ترحيب ياسين والعربي به، جاءهم اتصال هاتفي من محي الدين)
محي الدين: وصلتم لفين في التحقيقات يا بني؟؟
ياسين: مع احترامي الكامل لسيادتك أتمني أن تعطينا فرصة لجمع المعلومات وتحليلها،
كيف أخبرك بأخر التطورات ولم يمضي علي حديثي مع سيادتك سوي ساعة واحدة فقط.
محي الدين(بعصبية): كيف تتحدث معي هكذا؟؟
أمامك 24 ساعة فقط لإحضار الجناة إلي، وإلا ستودع مهنتك للأبد..(ثم يغلق الخط)
ياسين(يغلق سماعة الهاتف بعصبية، ثم يجري اتصال من خلال هاتفه المحمول باللواء ياسر سليمان):
سيادة اللواء من فضلك أخبر اللواء محي الدين أني سأستقيل غدا؛ لكن أتمني أن تبلغه أن غداً سيجد أمامه ضحيتين جديدتين،
وإذا حدث ذلك لا تطلب مني العودة مجدداً.
سليمان(يحاول تهدئة ياسين): أهدئ يا بني، أنا سأتحدث مع محي الدين وسأخبره آلا يتحدث معك من الآن فصاعداً،
لا تؤاخذه يا بني آلا تعلم أن جميعنا مضغوطين بسبب تلك الحادثة ولا ندري ماذا نقول أو ماذا نفعل.
ياسين: مع احترامي الكامل لسيادتك أنا لن أتراجع عن قراري، واستقالتي ستكون علي مكتبك بعد 10 دقائق.
(يغلق ياسين الخط بعدما فشل سليمان في إقناعه، في حين بهت وجه العربي وفرغلي)
العربي: لماذا أغرقت السفن فجاءه يا ياسين؟؟
ياسين(يرمق العربي بنظرة غضب): أسكت يا عربي، أنا طيلة حياتي لم يعاملني أحد بتلك الطريقة المستفزة،
علي العموم لا تقلق سيعتذر مني هذا الشخص قريباً عندما يري بنفسه أن ما أخبرته به سيتحقق في القريب العاجل.
العربي: آلا زلت تعتقد أن هناك حادثة أخري؟؟
ياسين: لا داعي لإقناعك الآن، أنت فقط ركز في تحليل الأدلة وابدأ بكلمة AUR، أعتقد أن لها علاقة بالنيل أيضاً.
سالم الرفاعي(يقطع حديثهم): بالطبع لها علاقة بالنيل، أولاً، أسف علي مقاطعة حديثكم،
ثانياً، أنا أتفق معك في كل تكهناتك، وأتمنى أن تتراجع عن استقالتك؛
لأن من وجهة نظري أنت أصلح محقق يتولي هذه القضية الشائكة.
فرغلي(بتعجب يوجه حديثه للرفاعي): كيف كونت فكرتك عن القضية، وعن ياسين بهذه السرعة؟؟
الرفاعي: لسبب بسيط جداً، مسرح الجريمة فيه علامات استفهام كثيرة تفوق قدرة القاتل العادي،
أما بالنسبة للمحقق ياسين فتكهناته بشأن وجود ضحايا آخرين في القريب العاجل مع الأسف صحيح بنسبة كبيرة؛
لأن الشكل العام للأحداث ينبأ بوجود كارثة تنتظرنا علي الأبواب، وأكبر دليل علي ذكائه هو توقعه أن كلمة AUR لها علاقة بالنيل، وتوقعه في محله.
ياسين(يخاطب الرفاعي): شكرا علي المدح؛ لكن لا داعي للقلق؛ فالمديرية لا تخلو من العباقرة، وأولهم حسام العربي،
وأنا علي يقين بأنه قادر علي إنهاء القضية في أسرع وقت؛ لكن أخبرني ماذا تعني كلمة AUR بالتحديد؟؟
الرفاعي: AUR تعني اللون الأسود، وكان الفراعنة يطلقون كلمة AUR علي نهر النيل؛
لأن اللون الأسود بالنسبة لهم كان دليل علي كمية طمي النيل ذات اللون الأسود الداكن علي ضفتي النهر.
العربي: إذن القضية كلها بتصب في نهر النيل.
ياسين: معك حق، نهر النيل هو بيت القصيد، ومفتاح حل لغز القضية.
المزيد.. مكتبة فرندة | رواية مدينة الأشباح للكاتبة هبه مرجان.. شبح أوردوس “صوت ”
(ليل خارجي_أحد المطاعم الفاخرة علي النيل، سليمان يقتحم طاولة محي الدين ويجلس أمامه بدون استئذان)
محي الدين(لا يزال يتناول طعامه، ثم يترك ما بيده، وينظر بهدوء لسليمان): هل اشتكاني لك ابنك المدلل.
سليمان: يا ليت كل الأبناء في مصر مثله؛ لكن هذا ليس موضوعنا، أتعلم لولا أنك صديق دفعتي كنت تصرفت معك تصرف أخر تماماً.
محي الدين: أتهددني من أجل ضابط فاشل.
سليمان: فاشل!! ألم تسمع قط عن يوسف ياسين، أم أنك تتعمد مضايقته؟؟
محي الدين(بضحكة مريبة): بينجو.. أنا حقاً أتعمد مضايقته؛ ولأنك لم تحضر فرح ابنتي فلا تعلم أن ضابطك المدلل هو زوج ابنتي.
سليمان(بدهشه): أنت تمزح الآن أليس كذلك؟؟
محي الدين(يرجع ظهره للخلف): آلم يخبرك يوسف بذلك؟؟ إذن معك حق تحبه،
في تلك النقطة أنا أعترف انه شخص نزيه لم يستغل علاقته بي لجذب انتباهك له.
سليمان: أنا الآن احترت في أمرك أكثر، طالما يوسف زوج ابنتك؛ فلماذا إذن لازلت تعامله بتلك الطريقة المستفزة.
محي الدين: لأنه ترك أبنتي وحفيدي وذهب لأخر الدنيا بحجة حمايتهم.
سليمان: إذن فقد كانت مهمتك الأولي والأخيرة هي إرساله لابنتك في القاهرة،
آلا تعتقد أنك بذلك تضحي بأمن مصر القومي من أجل مصلحتك الشخصية.
محي الدين: لا داعي لكل تلك المبالغة يا سليمان، لا تخبرني أن مصر كلها لا يوجد فيها ضابط كفء غير يوسف.
سليمان: المسألة ليست بتلك البساطة، من الواضح من كلامك أنك لا تعرف قدرات يوسف، ولا مهاراته البدنية والعقلية،
آلا تعرف أن مستوي ذكائه تخطي كل معايير الــIQ، علي العموم ما أردته حصل بالفعل، يوسف قدم استقالته اليوم.
محي الدين(بصدمة): قدم استقالته!! وكيف تسمح له بذلك، آلا تدرك أن القضية لا تحتمل أي منازعات داخلية.
سليمان: كان يجب أن تفكر في كل هذا قبل أن تفقده أعصابه.
محي الدين: إذن ماذا سنفعل الآن؟؟
سليمان: لقد أخبرني أن غدا سيترك الجناة ضحيتين جديدتين، وإذا حدث ذلك، لن يعود لمنصبه حتى إذا طلبنا منه الرجوع.
محي الدين: هل مضيت علي الاستقالة؟؟
سليمان: لا طبعاً
محي الدين: لا داعي للقلق إذن؛ لأن وفقاً للأوراق الرسمية فهو لا يزال ضابطاً في المديرية حتى الآن.
(نهار خارجي-طريق الكباش، العربي يتحدث مع ياسين هاتفيا)
العربي(يكاد يربط الكلمات ببعضها): ياسين أترك ما بيدك الآن وتعال فوراً.
ياسين: ماذا حدث، أهدئ وأخبرني هل حدث كما توقعت؟؟
العربي: للأسف حدث أبشع مما توقعت، ياسين لا أستطيع وصف المشهد حقاً.. سأنتظرك، سلام.
(بعد مرور نصف ساعة جاء ياسين، والمكان يعج بالمدرعات ومحاصر بقوات الآمن لمنع الصحفيين،
وكلما أقترب أكثر أصابته الرهبة أكثر؛ فأقبل عليه العربي مسرعاً ليستقبله)
العربي: أرأيت بنفسك، ماذا لو تسرب هذا المشهد للإعلام؛ ستصبح كارثة بكل المقاييس.
ياسين: لماذا لا تصدقوني حتى الآن.. يجب آلا نمنع نشر هذا المشهد،
بالعكس ما يحدث اليوم وبالأمس هو عبارة عن عمل إرهابي وتخريبي؛ لكن الأمر المحير حقاً هو لماذا ترك اليوم 3 جثث؟؟ ولماذا قتل الأسد معهم؟؟ أيعقل أنه أنهي جرائمه بهذه السرعة، أم أنه سيبدأ مذبحة من نوع أخر غداً؟؟؟
يتبع,,,,
انتظروا الجزء الجديد من رواية مدينة الأشباح.. مذبحة الكباش
إقرأ أيضاً:
الرحلة علي وشك الإقلاع | بقلم هبه مرجان (صوت)
مكتبة فرندة | رواية مدينة الأشباح للكاتبة هبه مرجان.. شبح أوردوس “صوت ”-الجزء الرابع
صفحتنا الرسمية فرندة – farandh