مكتبة فرندة | رواية مدينة الأشباح للكاتبة هبه مرجان.. مذبحة الكباش “صوت ”-الجزء الثالث
بقلم: هبه مرجان
أحداث القصة خيالية، ولا تمت للواقع بأي صلة،
وأي تشابه في الأحداث أو الأسماء فهي محض مصادفة لا أكثر؛فالقصة من نسج خيال الكاتبة بأحداثها وشخصياتها من الألف للياء.
الشخصيات الرئيسية
المحققان حسام العربي، ويوسف ياسين .
والمسئولون المصريون، وهم:
اللواء/ ياسر سليمان من مديرية الأمن بالأقصر
واللواء/ صلاح صبري من جهاز المخابرات العامة المصرية
وأخيراً اللواء/ علي محي الدين، المسئول من الرئاسة
ود/علاء فرغلي المتحدث باسم وزارة الآثار المصرية
المزيد..
مكتبة فرندة | رواية مدينة الأشباح للكاتبة هبه مرجان.. مذبحة الكباش “صوت ”-الجزء الثاني
المشهد الأول
(نهار خارجي-طريق الكباش)
العربي: هل تعتقد حقاً أنه أنهي جرائمه أم أنها مجرد خدعة؟
ياسين: لا هذا ولا ذاك، هو فقط يريد العبث معنا وتشتيت تركيزنا.
العربي: أنا كلمت كل مكان فيه حيوانات في مصر،
حتى رجال الأعمال وتجار المخدرات المهتمين بتربية الأسود والحيوانات المفترسة؛
لكن لم يبلغ أحداً عن اختفاء أسد بنفس مواصفات الأسد المذبوح هذا،
حتى حديقة الحيوان في الجيزة أكدت أن كل الأسود موجودة عندها حتى الأشبال.
ياسين: لا تتعب نفسك يا عربي، هذا الأسد وارد من الخارج.
العربي: وارد من الخارج!! أتقصد أنه أسد متهرب من برا مصر؟؟ أنا أسمع عن تهريب الأطفال والبشر لبيعهم لتجار الأعضاء؛ لكن أول مرة أسمع عن تهريب الحيوانات.
ياسين: لا لم أقصد ذلك، أنا أعني أن الأسد في تلك القضية ليس ضحية فحسب؛
لكنه دليل قوي علي أن الحادثتين أكبر من كونهم جرائم قتل عادية..
استدعي اللواء محي واللواء سليمان، وكلم اللواء سليمان كي يستدعي اللواء صبري،
وأنا سأتحدث مع د.فرغلي، و د.سالم وسأدعوهم لمكتبي في المديرية وسأنتظركم هناك.
للمزيد..
رواية منافي الرب للكاتب أشرف الخمايسي..رحلة البحث عن حياة بعد موت !
المشهد الثاني
(نهار داخلي-غرفة الاجتماعات الرسمية بمديرية أمن الأقصر)
سليمان: أنا رفضت استقالتك يا ياسين، وهذا القرار جاء من اللواء صبري شخصياً.
صبري: بالفعل، أنا من أصدرت قرار توليك زمام القضية؛
لأن وفقاً لما وردني أن كل توقعاتك في محلها.
ياسين(يخاطب سليمان وصبري): هذا من دواعي سروري يافندم، إذن أسمحوا لي أن أوضح لكم الصورة من البداية.
(يقف ياسين أمام شاشة إلكترونية كبيرة تتحرك بياناتها باللمس، ثم يبدأ في عرض صور مسرح الجريمة والحادثة الأولي والثانية)
ياسين: الآن كما هو موضح؛ فالجريمة الأولي ارتكبها أكثر من شخص؛
لأن خط الدماء المرسوم وكأنه نهر النيل من بداية طريق الكباش لنهايته،
بنفس السُمك وبتلك الدقة يثبت أن المجرم إما أخذ وقت طويل في رسمه أو في شخص أو أكثر ساعدوه،
وبما أن عنصر الوقت مستبعد فمن المؤكد أن أحدهم رسم الخط معه، و آخرون كتبوا كلمة AUR علي تماثيل الكباش.
محي الدين: إذن ماذا عن الضحايا، لماذا أختار ضحيتين من أثيوبيا، ولم يختارهم من مصر؟؟
العربي: الغريبة يا فندم أن الضحيتين لم يدخلوا مصر بشكل رسمي، يعني لا هم لاجئين، ولا هم سياح.
ياسين: وتلك هي النقطة التي لا يجب علينا إغفالها؛
لأن وفقاً لتحليلي الشخصي أنا علي يقين أن الضحيتين اختطفوا من أثيوبيا،
وبعد فجر الخميس أُلقي بهم أمام الحيوانات المفترسة، وأكبر دليل علي ذلك ما أكده الطب الشرعي بشأن ساعة الوفاة،
أما بالنسبة للدماء المرسومة علي طول طريق الكباش؛
فلا علاقة لها بالضحايا، رغماً عن كونها من نفس فصيلة دم الضحيتين (AB+)، إلا أن دماء الخط ليست دماء الضحيتين.
المزيد..
الوقت | هل أنا كبرت حقاً أم أن العالم خدعني؟ بصوت هبه مرجان
صبري: لكن بناء علي صورة الخط المرسوم، المجرم علي الأقل كان محتاج 1000 كيس دم لرسم الخط.
العربي: مع الأسف يافندم لو أخذنا في الحسبان طول الخط البالغ 2700كم، وسُمكه؛
فمن المؤكد أنه أخذ علي الأقل 5000 كيس دم من فصيلة (AB+).
محي الدين: يا كفرة، 5000 كيس دم!!
ياسين: وهذا أكبر دليل علي أن الموضوع أكبر بكثير من مجرد جريمة قتل عادية؛
لأن بناء علي تحريتنا فبنوك الدم في مصر لم تشهد أي نقص في مخزون الدم لديها، معني ذلك أن الجريمة تمت في مصر؛
لكن كل مقومات الجريمة جاءت من الخارج .. الدم والضحايا،
وحتى الحيوانات المفترسة، وأخيراً الأسد المذبوح في مسرح الجريمة الثانية.
سليمان: هل أتتك معلومات عن الضحايا الثلاث الجدد؟؟
العربي: لا يافندم جاري البحث عن هوياتهم.
صبري: ما رأيك يا ياسين، هل تتوقع أنهم أثيوبيين أيضاً؟؟
ياسين: لا أعتقد ذلك؛ لكن أقوي احتمال أنهم من دول شاركت أثيوبيا في اتفاقية عنتيبي.
صبري: لماذا تظن ذلك؟؟
ياسين: لأن كل شيء فوضوي حتى الآن؛ لكن أقوي رسالة أوضحها المجرمين أن نهر النيل هو محور تلك الجرائم.
فرغلي: أتفق معه أيضاً يا سيدي؛ فكلمة AUR ،وخط النيل المرسوم وهوية الضحيتين، كل هذا يؤكد صحة افتراضاتنا،
وإذا ثبت فعلياً أن الضحايا الجدد لهم أي علاقة بالدول المشتركة في اتفاقية عنتيبى فحينئذ ستتضح الصورة أكثر.
المزيد..مكتبة فرندة | رواية مدينة الأشباح للكاتبة هبه مرجان.. شبح أوردوس “صوت ”-الجزء الثاني
(أثناء حديثهم يدخل أحدهم من الباب، ويبدو عليه القلق ثم يتحدث مع ياسين بهمس،
في حين أن كل من بالغرفة أصابهم القلق من تحول ملامح ياسين، وبعد لحظات غادر الرجل بعد إعطاء ياسين ملف به صور ومستندات)
صبري(يبادر بكسر حدة القلق): ماذا حدث يا ياسين، لماذا تبدلت ملامحك وشحب وجهك.
ياسين(ينظر لهم وكأنه لا يستطيع إيجاد مقدمة لحديثه): الآن فقط يتوجب علينا أن نشرك العالم أجمع في تحقيقاتنا؛
لأن من الواضح أن هناك أجهزة مخابرات تعبث معنا.
صبري(يعتدل في جلسته، وينظر لياسين بجدية): لا أحد يجرؤ علي العبث معنا يا بني .. أخبرني ماذا حدث.
ياسين: الضحايا الجدد هم أمين دادا، وتيودور بيزيمونكو، ومباكا جون، والأول من أوغندا والثاني من رواندا،
أما الأخير بقي فجنسيته….
(وقبل أن يكمل ياسين جملته قاطعه العربي وقال): الأخير من تنزانيا، أليس كذلك؟؟
ياسين(وهو يهز رأسه موافقاً): بالفعل الأخير من تنزانيا، وكل افتراضاتنا-مع الأسف-صحيحة.
محي الدين: أتريدون القول أن الضحيتين بالأمس كانوا من أثيوبيا، وضحايا اليوم من باقي الدول التي وقعت مع أثيوبيا اتفاقية عنتيبي،
معني ذلك أن كل المتورطين في مفاوضات سد النهضة سيُقتلون في مصر؟؟
هل هذا يشمل أيضاً المؤسسات الدولية التي تجاهلت طلب مصر للتحكيم في مفاوضات سد النهضة؟؟
ياسين: لهذا السبب بالتحديد أريد نشر تحقيقاتنا أمام الرأي العام العالمي؛ لأنهم ببساطة يريدون تشويه صورة مصر،
واتهامنا بارتكاب تلك الجرائم بحجة أننا ننتقم منهم بشأن أزمة السد.
سليمان: أذن سأجري اتصالاتي بوسائل الإعلام وسأطلب منهم الحضور
(وقبل أن يجري اتصالاته جاءه اتصال من وزير الداخلية)
سليمان(يستمع ثم يقفز من كرسيه متجهاً راكضاً إلي طريق الكباش): تمام يافندم، أنا سأذهب علي الفور إلي هناك..
المزيد..
الحرب العالمية الثالثة .. شبح الحرب يخيم على العالم
المشهد الثالث
(في تلك الأثناء ذهب كل من بالغرفة خلف سليمان، حتى وصلوا لمسرح الجريمة)
صبري(بعصبية): أخبروني من سمح لهذا المنطاد أن يطير هكذا.
ياسين: المسألة ليست في طيران المنطاد
(ثم يوجه نظره للعربي): عربي صور هذا المشهد جيداً،
ولا تخاف مما سيحدث لاحقاً ركز في تصوير المشهد بكل تفاصيله.
العربي(ينفذ ما طلبه وهو مضطرب): لماذا أخبرتني بألا أخاف؟؟
ياسين: لأن المجرمون سيسقطون قنبلة من هذا المنطاد.
العربي(يتراجع للخلف): إذن يجب علينا أن نذهب بعيداً، أتريد قتلنا!!
ياسين: ليست قنبلة بالمعني الحرفي، أعني أنهم علي وشك مفاجأتنا بهدية صادمة،
أعتقد أنهم سيستغلون إبعادنا لوسائل الإعلام والأقمار الصناعية عن المنطقة من أجل اللعب بأعصابنا كما يشاءون.
(وفي تلك الأثناء خرجت مجموعة من البالونات من المنطاد، في 3 مجموعات، كل مجموعة منهم مرسوم عليها علم دولة من الدول الثلاث-أوغندا ورواندا وتنزانيا-وحلق المنطاد فوق طريق الكباش مباشرة)
ياسين(يصرخ في الجميع): تراجعوا للخلف بسرعة.. عربي، عربي استمر في التصوير لا تغلق الفيديو.
(وأثناء تراجعهم للخلف سقطت مجموعات البالونات الثلاث تباعاً بداية من طريق الكباش لنهايته،
وبعد سقوطها انفجرت، وأغرقت كل الطريق والتماثيل بالدماء)
يتبع,,,,