ما هو الفرق بين تسريب الطاقة وتدفق الطاقة ؟
عندما تتسرب طاقتك تشعر بالتعب ، أما عندما تفيض بالطاقة تشعر بالاكتفاء ، فالفيضان فرح عميم…
أيا كان الوقت الذي تفيض فيه طاقتك ، أيا كان الوقت الذي تتشارك فيه ، أنت لا تشعر بالتعب بعده ، بل في الحقيقة تشعر بالمزيد من الحيوية ، الانسجام ، الراحة …
شعور مختلف تماماً عن شعورك عندما تتسرب طاقتك وتتبدد وتضيع … كيف يمكن الخلط بين التسرب والتدفق ؟ إنهما مختلفان تماماً بيد أن التفكير يستطيع أن يخلق التباساً .
تكمن مهمة التفكير في خلق بلبلة . إنه يخلق الشكوك حيث لا مكان للشكوك .
بمقدورك أخذ مثال عن الاختلاف بين الشعورين من النشوة الجنسية .
عندما نمارس الحب على نحو آلي ، ولا يكون هناك مشاركة ولا حب … عندها سوف تتبدد الطاقة ، وتتسرب منك .
وستشعر ببساطة فيما بعد بالتعب ، وعدم الاكتفاء ، الإحباط … سوف يتركك الجنس أضعف وليس أقوى . من أجل هذا يشعر الناس بالإحباط بعد ممارسة الحب ويقرر الكثير منهم الاستغناء عن ممارسة الحب لأنه يبدو لهم عديم الفائدة إلى حد كبير …
بيد أنك إذا كنت تحب شخصاً وكانت طاقتك تفيض ، وتريد أن تتشارك الطاقة التي لديك مع الآخر ، فإن الأمر هنا ليس جنسياً على الإطلاق ، فليس لديك أدنى فكرة عن الجنس ، تفكيرك غير موجود على الإطلاق ، بل يحدث الأمر بعفوية ، دون تخطيط ، ولا تجري أي استعدادات ولا تقوم به ولكنه يحدث من تلقاء نفسه …
لست المنفذ ، بل أصبحت الواسطة لقد تم الاستحواذ عليك من قبل شيء أعظم وأعلى وأكبر منك…
هذا ليس تسريباً للطاقة . فأنت تفيض من كل جوانبك إنه ليس أمراً مخصصاً بمكان معين ، وليس جنسياً ، إنه أمر كلي …
عندها تنال السلام ، الصفاء ، الهدوء ، تصل إلى الاكتفاء … تلك هي النشوة ونادراً ما يصل الناس إلى النشوة …
هذا الشعور لن يتركك أضعف بل سيجعلك أقوى ولن تقرر عقب ممارسة الحب أنك ضد الجنس .
إذا حصل تدفق للنشوة وفاضت طاقتك ببساطة وشاركتها مع شخص آخر ، فستشعر أنك ممتن تجاه الإله ، وتنشأ الصلاة داخلك …
سوف تشعر أنك مكتف إلى درجة تجعلك ترغب في تقديم الشكر . سوف تشعر أنك سعيد للغاية … ومبارك للغاية … لأنه في تلك اللحظة بإمكانك أن تمنح البركة إلى كل العالم …
سوف يكون وجهك ، وجسمك ، وتفكيرك ، وكل شيء في ارتقاء هادئ وفيض جديد من الوجود … سوف تحيط بك البركة …
سوف تظهر الصلاة في مثل هذه اللحظات من العرفان والامتنان .
بالنسبة لي ، يظهر الدين من نشوة الحب العميق …
لأن هذه النشوة هي القمة الأعلى التي وصل إليها إنسان التكفير عن الأخطاء …
والقمة الأعلى حيث تتبدد الأنا وتختفي …
يكون الإنسان دون قيد أو حد …
إنها القمة حيث لا يكون الإنسان محجوباً ، إنما تسري طاقته وتفيض …
بعد أن تختفي الأنا ، يصبح الإنسان مركز العديد من التقاطعات ودروب الطاقة …
إن الأنا صلبة للغاية كالحجر ، ولكنها في الحب تصبح كالسائل يفيض ويتدفق في كل مكان .
يؤدي التسريب في الطاقة إلى الإحباط مهما كان نوع التسريب : جنسياً أم غير جنسي .
أحياناً يكون أحدهم معك وتشعر بالتعب من مجرد التواجد مع هذا الشخص ، ومن مجرد حضوره …
تشعر بالملل ، ثم تبدأ بتشتيت طاقتك والتسريب … تجنب التسريب وابق مستعداً للفيضان … رويداً رويداً ستصبح قادراً على الفيضان وحسب ….
في منتصف الحديث معه أنت على وشك الشعور بالملل … غير سلوكك … ابدأ بالاستماع إلى الشخص . إنه شخص ممل بعض الشيء ربما ، لكنه الإله أيضاً … استمع إليه بطريقة جديدة … حرك نفسك … أعط نفسك بعض الدفع … أسقط موقفك القديم منه وابدأ الاستماع إلى قصته …
ربما كان فيها ما يستحق . وسترى مباشرة أن الطاقة لم تعد تتبدد …
يمكن لأي شيء أن يعطي الطاقة أو يدمرها .
يعتمد الأمر على موقفك .
يمكن أن تكون حياتك بأكملها نشوة متدفقة ، وليس فقط عند الحب . يمكن أن تكون كل لحظة من لحظات حياتك تدفقاً للنشوة التي تفيض منك …
تذكر قاعدة أساسية جوهرية : كلما فاضت طاقتك أعطيت المزيد كما لو أنك تستخرج الماء من البئر . كلما أخذت من مائه تدفق فيه المزيد من الماء العذب على نحو ثابت …
إذا توقفت عن استخراج الماء من البئر ، فسيصبح راكداً ، عفناً ، وستتوقف المصادر العذبة عن تزويده بالمزيد لأنه لا حاجة إلى ذلك .
أعط تقاسم ما لديك مع الآخرين بقدر ما تستطيع وستنال المزيد .
يقول المسيح: ” إذا تشبثت بالأشياء سوف تخسر . وإن أعطيت سوف تكسب . “
لا تكن بخيلاً … أعط وتشارك !
اشعر بالامتنان تجاه من قبل طاقتك . اشعر بالامتنان تجاهه لأنه من الممكن له أن يصدك . اشعر بالامتنان وواصل المشاركة وسترى كيف تنفجر المياه العذبة من ينابيعك القلبية وتنبع باستمرار …
كلما تشاركت ، أصبحت شاباً أكثر … وطاهراً أكثر … وحظيت بالمزيد من النقاء …
بيد أنك إذا لم تتشارك وشعرت بالسعادة من ذلك فستصبح بخيلاً … والبخيل ينقص وتتسرب طاقته .
كن مبذراً عندما يتعلق الأمر بطاقة الحياة …
تبدأ طاقة البخيل بالتسرب ويشعر بالإحباط والتعاسة باستمرار لأن شيئاً أخذ منه ، فينكمش في تعاسته … وبسبب انكماشه لا تستطيع مصادره وينابيعه الداخلية على إعادة ملئه …
يعتمد الأمر عليك …
يمكنك جعل الأمر تسريباً للطاقة ، إذ تموت كل يوم ألف مرة …
ويمكنك جعله فيضاناً من الطاقة ، وتشاركاً قلبياً ، وأمراً لطالما أردت أن تعطيه ، وتحرراً من أعباء قلبك … كما تمنح الزهرة عبيرها إلى النسائم . ويعطي المصباح نوره إلى الليل . وتمنح الغيوم أمطارها إلى الأرض …
إذا واصلت المشاركة ستصبح حياتك بأكملها رقصة طاقية جميلة وثرية للغاية …
ستشهد كل يوم ألف ولادة جديدة…
للمزيد..