فيلم عنها إسلام العزازي .. لا يوجد أى شئ “عنها” !!
There is nothing “About Her”
شاهدت فيلم عنها للمخرج اسلام العزازى ضمن عروض مهرجان القاهرة السينمائى.
وفى مشوار عودتى الى المنزل ظللت استعيد مشاهد الفيلم حتى استطيع ان اكون رأى موضوعى.
وبعد عودتى الى المنزل فوجئت بالهاشتاج المخرج المغتصب و شهادات عديدة عن وقائع تحرش ارتكبها مخرج الفيلم ضحاياها فتيات يردن العمل بالمجال السينمائى.
وعدت الى الفيلم وسألت نفسى هل لو لم تكن أثيرت هذه العاصفة كان رأيى عن الفيلم سيختلف؟ الحقيقة لا المشكلة الرئيسة فى فهم الفيلم تكمن فى العنوان الخادع “عنها”.
وهو شرك أوقعنا فيه المخرج ليوهمنا اننا نشاهد فيلم “نسوى” ايا كان معنى ذلك المصطلح وليظل المتلقى يعافر ويجتهد طوال الفيلم ليربط الاحداث بالبطلة.
وفى نهاية الفيلم نكتشف انه لا يوجد اى شئ عنها ان الفيلم كله “عنه”، عن الزوج وهو طبيب وملاكم كما يمارس صيد الطيور كما يظهر من وجود لوازم الصيد بالمنزل.
أما البطلة فهى ست بيت أخر من يعلم بما يدور فى بيتها من أهوال.
يتضح ان الزوج له جانب مظلم، فهو يشرف على تعذيب الخصوم السياسيين للملك فؤاد الأول.
و يحدث أن يخلى الملك سبيل اثنين من المعتقلين ليقوما بقتل الزوج الذى أشرف على تعذيبهما.
كل هذه الكوارث لا تدرى عنها الزوجة اى شئ، ولا تجد من زوجها الا التدليل والملاطفة فهو فى البيت زوج مثالى يظهر الود لزوجته ويوفر لها كل سبل الحياة المرفهة.
وبعد العودة من دفن الزوج يصارح الاخ اخته بحقيقة عمل زوجها المثالى، علما بأن أخو الزوجة كان فى بعثة فى انجلترا لدراسة الطب فكيف تسنى له معرفة كل شئ عن الزوج وهو خارج البلاد؟ لكنه تفوق الذكر الذى يتيح معرفة كل شئ فيما وراء البحار.
ويصبح الأخ هو مصدر المعلومات والنصائح والرعاية بعد وفاة الزوج.
ومن الناحية التصويرية، تدور مشاهد الفيلم كلها فى بيت الزوجين، تصوير داخلى فقط، ومعظم المشاهد تقدم البطلة بقميص النوم، فهى اما تنتظر زوجها او تلاعب زوجها او تعمل فى المطبخ او فى الحمام مع الغسيل، أو تجرى ببلاهة بقميص النوم فى غرف المنزل منتظرة عودة الزوج المتوفى.
للمزيد..
هاشتاج المخرج المغتصب .. يتصدر السوشيال ميديا بالتزامن مع عرض فيلم عنها
الفيلم شديد الذكورية، يعلن ايمانه بان النساء رياحين خلقن لاسعاد الذكر وحمل الاطفال فقط. لقد تمكنت أخيرا من فهم الفيلم عندما حذفت حرف الألف من عنوانه.
أما كون المخرج متحرش من عدمه، فاسم الفيلم فى حد ذاته تحرش بالنساء لانه المتحرش يوهم الانثى انه يهتم بها ومغرم بها فى حين انه يهتم فقط بنفسه وبرغباته و باطلاق غرائزه بلا كابح.
واسم الفيلم يوهمنا جميعا انه فيلم عن المرأة فى حين انه فيلم يتبنى نظرة الذكر الشرقى المتخلفة للمرأة فى أوج المد الوطنى والوعى بقضية التحرر والاستقلال و تحرر المرأة فى فترة اشتعال ثورة 1919 وهى مفارقة غريبة أو ربما مقصودة.