نافالني يتحدي بوتين والكرملين برسالة “أبقي قابلني”
بقلم: هبه مرجان
في تحدي صارخ لبوتين والسلطات الروسية أعلن أليكسي نافالني، زعيم المعارضة الروسي،
عن عودته لروسيا، وذلك بعد أكثر من أربعة أشهر قضاها في برلين للتعافي من محاولة تسميمه بغاز الأعصاب نوفيتشوك.
ومن المتوقع أن تهبط طائرة نافالني في مطار فنوكوفو بموسكو يوم الأحد القادم،
إلا أن رسالته التي تحدي بها الكرملين والجمهور الروسي قد تقلب الأوضاع رأساً على عقب،
وبدلاً من استقبال أنصاره له قد تقوم أجهزة إنفاذ القانون الروسية باستقباله بسجادة ترحيب حمراء، وأخذه للسجن،
وهذا ما سيجعل الأمور أكثر تعقيداً للجانبين؛ ولذلك حصن نافالني نفسه وأخبر الجميع بأن يكونوا في استقباله،
وكانت رسالته تحمل معني”من يجرؤ على مقابلتي”؟؟
ويعد الكرملين من أكبر خصوم نافالني؛ لذا دعاه خصيصاً لمقابلته، خاصة بعدما سعي جاهداً لإلغاء جواز سفره،
وأطلق عليه اسم “رجل برلين المريض”، بالإضافة إلي تحويل عقوبته مع وقف التنفيذ في قضية الاحتيال في إيف روشيه،
وهي قضية لم يطالب فيها الضحايا المزعومين بأضرار إلى قضية احتجازية،
بحجة أن نافالني فشل في التحقق مع ضابط المراقبة أثناء وجوده في برلين،
وكل هذا بخلاف التحقيق معه في تحقيقات جنائية مستمرة في الاختلاس المزعوم من قبل مؤسسة مكافحة الفساد التابعة له،
وكل هذا وذاك من أجل إجبار نافالني على أن يبقي بعيداً عن روسيا.
ولكن تحدي نافالني للكرملين هذه المرة لن يجلب له المتاعب؛
لأنه واثق أن الأخير لن يجرؤ على المقامرة مجددا والإقدام على أذية زعيم معارضة روسي مرة أخري،
فمحاولة قتله بغاز الأعصاب قد باءت بالفشل بالفعل،
وعلاوة على ذلك لن يستطع الكرملين تفسير عقوبة سجنه قبل الانتخابات البرلمانية؛
لآن هذا سيشير إلي أن الكرملين خائف بالفعل من التهديد الذي يمثله نافالني على بوتين؛
لذا يثق نافالني أن كل خيارات الكرملين لا تبدو جيدة بالنسبة لهم؛ لكن المدعو الرئيس في لعبة نافالني ليس الكرملين فحسب؛
فالمواطنين والشعب الروسي هم مطلب نافالني الوحيد؛ لأنهم من الممكن أن يرجحوا كافته إذا ما أقدمت سلطات إنفاذ القانون على اعتقاله مجددا؛
أما بالنسبة لموقفه تجاه بوتين فتحديه له يعتمد على ثقة نافالني أن دعم الروس لبوتين ناتج عن عدم وجود بديل له؛
لذا دعوة نافالني لبوتين عبارة عن رسالة مخفية مفادها إقناع الروس بأنه البديل المناسب لبوتين، وأنه لا يخاف من سلطة ونفوذ الكرملين و بوتين على حد سواء.