الرحلة علي وشك الإقلاع
بقلم: هبه مرجان
أسفي علي كل من استقبل يومه بالأخبار، علي الرغم من كوني صحافية إلا أني أصبحت أكره نشرات الأخبار
ومطالعة المواقع الإخبارية.
للمزيد..
الوقت | هل أنا كبرت حقاً أم أن العالم خدعني؟ بصوت هبه مرجان
حتى الجرائد الورقية التي كانت هوسي في الماضي أصبحت الآن سبباً من مسببات إضعاف النظر.
الآن ما رأيكم أن نذهب سوياً لرحلة للماضي بعيداً عن كل الأخبار المأساوية عن الوباء والإصابات والسد،
وتسجيل أوراق الزمالك في وزارة التموين.
كل ما عليكم فعله هو الاسترخاء ،و ربط الأحزمة جيداً والاستمتاع بالرحلة ..
نحن الآن وصلنا لقاهرة المعز في يوم 20 فبراير2011م .
المزيد..
مسلسل هند والدكتور نعمان ..المجرم يا جدو| صرخة أرعبت جيل الثمانينيات!!
المزيد..
فك شفرة الأخرين.. حتى لا نخسر من نحب
في بلاط صاحبة الجلالة
عقب ثورة يناير مباشرة شرعت أنا وأصدقائي في عامنا الرابع بالجامعة في تحضير مشروع التخرج
والمكون من تحقيق صحفي وحوار صحفي أو تقرير.
و بغض النظر عن غياب الأمن وحالة الفوضى والمرحلة الانتقالية التي صادفت سنة تخرجنا من الجامعة،
إلا أننا كنا ملتزمين بجدول وموعد نهائي.
فالوقت ضيق جداً، خاصة وأن الأمر لن ينتهي فقط بتسليم المادة الصحفية الخام
بل هناك أيضاً مرحلة المراجعة والتدقيق واختيار عناوين أبواب المجلة.
وقبل هذا وذاك كان علينا أن نترك وقت للإخراج الصحفي و البحث عن مطابع
كل هذا الضغط أجبرنا علي النزول وسط معمعة الثورة لإنهاء مشاريعنا.
سندريلا خان الخليلي
وبالفعل بدأت المغامرة ،أتذكر أن تحقيق الأرابيسك جعلني أذهب للمناصرة وخان الخليلي بعد غروب الشمس،
لمقابلة أصحاب الورش المخضرمين في صناعة الأرابيسك.
ولسوء حظي فلقد فقدت التسجيلات من هاتفي لهذا ذهبت مجدداً لمقابلة المصادر
ويومها عدت من خان الخليلي بعد الحادية عشر ليلاً.
وقتها قابلت أبي بالصدفة في منطقة “عبود” طبعاً لن أخبركم برد فعل أبي حينما رآني ،سأترك هذا لقوة خيالكم .
أتذكر وقتها أن أبي أخبرني أن الجامعة حولتني لسندريلا خان الخليلي
لأنه قد اعتاد بالفعل علي رجوعي للبيت قبل الثانية عشر ليلاً بسبب تحقيق الأرابيسك.
في قفص الغوريلا
طبعاً كان هناك مصادر في الغرف التجارية ،وقبل أن نذهب لمقابلتهم ذهبنا لحديقة الحيوان أنا وصديقتي
لإنهاء حوارها الصحفي عن إنسان الغابة .
دخلنا القفص لالتقاط صور تلك الغوريلا عن قرب ثم لاحقاً مررنا علي الغرف التجارية
وأثناء عودتنا تحملنا المطر الغزير حتى وصلنا لمحطة مترو السادات.
الفريسة والصياد
وهكذا انتهي تحقيقي عن الأرابيسك وبدأت في إنهاء حواراتي الصحفية أولهم كان في ساقية الصاوي مع محمد الصاوي نجل الأديب عبد المنعم الصاوي.
في هذا اليوم أجرت القناة الأولي أول حديث معي، وعدت لمنزلي في وقت متأخر، كتبت الحوار كاملاً وقررت أن أجري حوارا أخر مع أحد الفنانين.
كنت في صغري أنظر للمصادر علي أنهم فريسة، وأن الصحفيين هم الصيادون لهذا شعرت أن مقولة “تيجي تصيده يصيدك” قد تحققت بعد لقائى مع القناة الأولي.
فالقدر أوقعني في الفخ الذي نصبته لضيف حواري الصحفي وأصبحت أنا الفريسة وأمسي التليفزيون المصري الصياد.
تحدثت مع هشام سليم ونشوي مصطفي ومجدي كامل وروجينا تقريبا تحدثت مع أغلب أعضاء نادي نقابة المهن التمثيلية.
لكن في النهاية كان نصيبي مع الفنانة نهال عنبر، حددت موعدا معها وذهبت إليها بعد محاضراتي في الجامعة.
قلب ميت
يومها قابلتها في فندق موفينبيك بمدينة الإنتاج الإعلامي كانت بصدد البدء في تصوير مشاهد مسلسلها الجديد.
طبعا في تلك الفترة لم يكن هناك تطبيقات طلب سيارة من الهاتف لإيصالك لوجهتك حتى التاكسي كان مختفي تماماً وقتها.
فلم أجد مفر من ركوب سيارة ملاكي لشخص لا أعرفه عاملته كأنه تاكسي وهو أشفق علي حالتي وسط تلك الصحراء المعدومة من البشر.
أعطيته ضعف أجرة التاكسي لأنه أنقذني وأوصلني لوجهتي علي الموعد أنهيت حواري مع نهال عنبر والتقطت الصور معها ،كانت ودودة ولطيفة جدا معي.
وأثناء عودتي ركبت عربة أخري هذه المرة كانت سيارة نصف نقل أوصلني لمحطة مترو المنيب
لكن بعدما أخبرته أن أغلب عائلتي لواءات في الجيش والداخلية.
ربما الحاسة السادسة لدي أخبرتني أنه مريب لهذا قررت حماية نفسي بتلك الكذبة البيضاء؛
فعائلتي أينعم لا تخلو من رجال الشرطة والجيش لكن ليس أغلبها.
بعد هذا اليوم تأكدت أني أصلح تماماً للعمل في مهنة المتاعب فلقد حصلت بجدارة علي أول وسام شرف يفتخر الصحفيين بإمتلاكه، آلا وهو”القلب الميت”.
تلك الأحداث كانت جزء بسيط من مغامراتي بعد ثورة يناير أثناء فترة إنهائي للتحقيقات والحوارات الصحفية لمشروع تخرجي .
والآن أعزائي القراء قد انتهت رحلتنا لهذا اليوم ،علي أمل أن تحلقوا معي في رحلات أخري لاحقاً
،بعيداً عن أحداث هذا العالم الموحش.
إقرأ أيضاً:
مكتبة فرندة | رواية وادي سيل للكاتبة هبه مرجان “صوت | pdf” الجزء الثاني
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh