حكايات إحسان عبدالقدوس (أغرب طلب: عايزك تسلفني مدفع!!)

حكايات إحسان عبدالقدوس  (أغرب طلب: عايزك تسلفني مدفع!!)

حكايات إحسان عبدالقدوس (أغرب طلب: عايزك تسلفني مدفع!!)

في حياة حبيبي أبي إحسان عبدالقدوس رحمه الله جانب في شخصيته لم ينل حظه من الدراسة ولم يهتم به النقاد برغم كثرة ما كتبوا عنه، وأقصد شخصيته كشاب ثوري بعيدا عن الصحافة، وتلك الشخصية تجسدت في كيانه بعد تخرجه من الجامعة عام 1942 وحتى قيام الثورة سنة 1952، يعني عشر سنوات كاملة، كان خلالها الشاب المتمرد الرافض للأوضاع السياسية القائمة، وفي هذه الفترة أتصل بمختلف التنظيمات الثورية، وكان له دور فعال في قضية مقتل “أمين عثمان” المتهم بالتعاون مع الإحتلال الإنجليزي، حيث قام بإيواء من قام بقتله في بيته بعدما تمكن من الهرب من السجن ويدعى “حسين توفيق”, برغم تحذيرات الحكومة المشددة بإيقاع عقاب صارم على كل من يأويه،ىوعرضت مكافأة قدرها خمسة آلاف جنيه لكل من يرشد عنه وهو رقم ضخم جداً في هذا الزمان منذ ما يقرب من سبعين سنة ومن فضلك أضرب هذا الرقم أضعاف مضاعفة بفلوس اليوم!! وفي هذا الإطار أيضاً رأينا “سانو” وهو أسمه في بيته والمقربين منه لم يكتف بقلمه الثائر عند إلغاء معاهدة عام 1926 مع الإنجليز عام 1951، وبدء الكفاح المسلح ضدهم على ضفاف القناة، بل إنضم إلى منظمة ثورية نشأت في هذا الوقت وهي منظمة “خالد بن الوليد” يقودها الفريق “عزيز المصري” وكان محل احترام من كل المصريين، وقد كتبت عن هذا الموضوع في مقالي الأخير عن حبيبي أبي، وكيف أنه تولى منصب أمين صندوق المنظمة وقام بجمع أسلحة من الصعيد ووضعها في مقر روزاليوسف بهدف استخدامهما في مقاتلة المحتل.

للمزيد..

فيلم المرايا.. (داراً ودوّراً ودوّارة ودردارة) حينما يتألق الحوار السينمائي ببنت الضاد (فيديو)

ويقول إحسان عبدالقدوس: لا أنسى أبدا أغرب مقابلة في حياتي كلها عندما كنت جالساً في مقر المجلة أكتب مقالا، ورأيت من يقتحم خلوتي دون استئذان ويقدم نفسه بإيجاز وغموض مثير: أنا من الصعيد، وعايزك تسلفني مدفع رشاش لأنضم به لمن يقاتلون أعداء وطني.
ويضيف الكاتب الكبير قائلا: الغريب أنني لم أسأله عن أسمه ولا حاولت التأكد من شخصيته، كان يتحدث بنبرة صادقة أقوى من كل شك، وعنده من الحماس ما يكفيك لتلبي طلبه على الفور.
وأتذكر أن هذا اللقاء الفريد من نوعه كان أواخر أكتوبر عام 1951. وحصل مني على ما يريد واعطيته مدفع من المدافع الموجودة في دارنا الصحفية، ونسيت الموضوع كله، وفي أوائل عام 1952 رأيته يطرق بابي من جديد في منتصف إحدى الليالي وبيده المدفع الذي استعاره مني، وشكرني، ورأيته يعرج وكان مصاباً في ساقه، وحاولت سؤاله عن شخصيته، لكنه أخفى بطولته وراء ابتسامة غامضة فيها من التواضع والاعتذار أكثر مما فيها من الفخر لأجل مصر.
ويختم حبيبي أبي كلامه في هذا الموضوع قائلاً: عن أمثال هؤلاء من الجنود المجهولين يبنى الوطن ويتقدم. “وقد صدق “.

 

 

 

للمزيد..

رواية إبراهيم عيسى كل الشهور يوليو.. رؤية لثورة يوليو بعيد عن العواطف

صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh

شارك المقالة