دينا أنور تكتب لـ فرندة: ما هو مفهوم الاستقلال المادي للمرأة؟!

دينا أنور تكتب لـ فرندة: ما هو مفهوم الاستقلال المادي للمرأة؟!

دينا أنور تكتب لـ فرندة: ما هو مفهوم الاستقلال المادي للمرأة؟!

ما هو مفهوم الاستقلال المادي للمرأة ؟ و كيف تكون المرأة جارية رغم فُحش ثرائها ؟ و تكون حرة رغم تواضع دخلها ؟

دينا أنور الإعلامية الشهيرة توضح بعض الحقائق التي تهم الأنثى في المقال التالي.

المثل الصيني الشهير ” لاتعطني سمكة .. بل علمني كيف أصطادها ” هو مربط الفرس ..

معيار الاستقلال المادي هو أن تكوني حرة في إنفاق المال .. لا يحاسبك أحد عليه .. و لا يلومك أحد على أوجه صرفه .. و لا تخشين فقده إن توقفتِ عن إعطاء مقابل ..

إذ أن الاستقلال المادي يعني أن تكوني ضامنة للمال الذي يكفل لكِ حياة انسانية .. لا قادرة على تحصيله فقط أو حاصلة عليه من أهل أو زوج أو خليل ..

لذلك دائماً ما أنعت الزوجات الباقيات مع الرجال من أجل البيت و الأطفال و الشكل الاجتماعي و كل هذه الحجج المُستعبِدة بالجواري .. لأنها تتنازل عن سعادتها و كرامتها من أجل الحفاظ على الأمان المادي و الالتزام الذي يكفله الزواج للمرأة في مجتمعات الشرق الأوسط .. و يحجبهم عنها بمجرد أن تفكر في الانفصال .. و كأنه يخيرها بين العبودية و الفقر ..!

للمزيد..

دينا أنور تكتب عن التحرش و الجنس في الشريعة | مقال ممنوع من النشر +18

كتبت هذا الكلام من وحي قصة صديقتي .. تلك الجميلة التي عانت بشاعة الأب القاسي و الأم الخانعة و الشقيقات الصغيرات المُعنّفات من قِبَل أبٍ ظالم ..

فاضطرت للعمل في سن صغير للإنفاق على إخوتها و التصدي لذلك الأب المريض نفسياً .. الذي طرد بناته و دمّرهم و تركهم يعانون في منزلٍ مستأجر دون دخلٍ انساني يضمن لهن الحياة الكريمة ..

صديقتي تعرّفت أخيراً على رجل ٍ نبيل .. بعد سيلٍ من السفلة و المستغلين و الكذابين الذين كانوا يستغلون ظروفها القاسية ليعشموها و يعدوها بما لا يتحقق أبداً ..

هذا الرجل العظيم عندما علِم بظروفها قرر أن يساعدها على طريقة النبلاء .. لم يقل لها سأعطيكي مالاً كثيراً رغم ثراءه الفاحش .. و لم يقايضها على جسدها .. بل قال لها سأشاركك في المشروع الذي تحلمين بإدارته .. أنتِ بالإدارة و أنا بالمال ..

و سأستأجر لكِ منزلاً في أرقى الأحياء بجوار مشروعك حتى تحضري شقيقاتك و تبدأي حياةً جديدة بعيدة عن احزان الماضي و الذكريات التعيسة .. و إنتِ و شطارتك .. لو المشروع نجح نتقاسم الربح .. و لو المشروع خسر نفض الشراكة و نفكر في مشروع آخر ..

أما بخصوص إعجابي بكِ .. فلن أطلب منكِ أي شيئ قبل أن أشعر أنكِ أصبحتِ قوية و مستقلة مادياً .. لأن متعتي كرجل أن تظلي معي بدافع الحب و التمسُّك .. لا بدافع الحاجة و العوز ..

عن نفسي شجعتها جداً أن تغامر معه .. فأنا شخصياً أعشق هذه النوعية التي تتمتع بالذكاء من الرجال .. و أحترم جداً من يهتم بإشعار الأنثى التي تعجبه بالأمان و الاحتواء قبل أن يكلمها عن بطولاته العاطفية و فتوحاته الجنسية .. فالمرأة لا تقدم أغلى ما لديها سوى لمن تطمئن له .. و الرجل الذي يغدر و يبخل ينفِّر منه أي امرأة حتى و إن كانت تعشقه عشق عبادة .. !!

قالها العظيم “وحيد حامد ” على لسان خالدة الذكر “سناء جميل” .. مافيش حد بينبسط و هو خايف يا سيد ..!!

الشعور بالأمان يقع في قمة هرم الاحتياجات الانسانية بجوار السكن و الغذاء و الملبس .. بدون الأمان المادي لن يستطيع البشر ممارسة الحب و لا الجنس و لا تبادل العواطف .. فما بالكم بالإناث اللواتي يولدن بالضعف و القهر و القمع و التربص .. !!

في هذا الصدد أيضاً تذكرت تربية أبي لي .. عندما كنت أحتاج شيئاً كان يعطيني المال لأشتري لنفسي ما أريد .. و لا يشتري لي هو بنفسه شيئاً أبداً .. إلا على سبيل الهدية إن كان عائداً من السفر .. حتى مصاريف جامعتي الخاصة كان يسلمها لي لأدفعها بنفسي !!

كان يصمم أن يعلمني حرية الإنفاق .. و كان يقول لي : الحرية أن تمسكي المال في يديكي و تنفقي منه ما تشائي و تدخري منه ما تريدي دون أن يحاسبكِ أحد ..

من يشتري لكِ الطعام و الملابس .. و حتى المجوهرات و الرفاهيات هو يستمتع بحاجتكِ إليه .. و لا يريدكِ أن تخرجي من تحت طوعه .. الذي يحبك سيعلمكِ كيف تكسبين المال و تمتلكينه و تنفقيه حسب أهوائك و احتياجاتك .. و كان يردد مقولةً شهيرة للشعراوي يتداولها الجهلاء “اللي ياكل لقمتي يسمع كلمتي” .. فلا تسمحي لأحد أن يجبركِ على طاعته لأنه يطعمك .. و لا حتى أنا ..!!!!

تذكرت أيضاً قصته مع أمي .. عندما خطبها و هي موظفة مرموقة في المحكمة بحكم منصب والدها .. و كان الشائع في هذه الفترة هو أن الزوج الثري يطلب من زوجته ترك عملها و الاكتفاء برعاية الأبناء و الاهتمام بالبيت و الزوج ..

و لكن أبي شدد عليها أنه من أهم اشتراطاته في زوجته أن تكون متعلمة و عاملة .. و بعد الزواج تصوّرت أنه يريد منها مشاركته في المصاريف .. فكان رده عليها أن أموالها لنفسها لكي تظل دائماً شاعرة بالأمان معه .. و أنه أيضاً سيخصص لها مصروفاً شخصياً من راتبه لن يسألها أبداً ماذا تفعل به و كيف ستنفقه .. لأنه يعلم جيداً أن الأنثى لا يذلها للرجل إلا الحاجة المادية .. و هو يريدها دوماً عالية عزيزة مستغنية حتى يستمر حبه له .. و حتى تستمر معه بلا ضغوط ..

فما كان منها إلا أن تمسّكت به على مدار عمرها و حتى الآن .. رغم عصبيته المخيفة و تسلطه و ديكتاتوريته و غيرته الشديدة و انشغاله الدائم و سفره المتكرر ..

كانت دائماً تعود إليه و تذهب إليه بنفسها لتصالحه بينما أهلهما يتحدثان في اجراءات الطلاق .. !

حتى أنها ذات مرة أخذت جميع منقولاتها و أخلت مسكن الزوجية استعداداً للطلاق منه .. و بعد أن سلّمها أبيها مفاتيح المخزن الذي يحتوي على منقولاتها ذهبت لأبي في مكتبه بالاسكندرية و أعطته مفتاح المخزن و قالت له أنها لا تريد أن تنفصل عنه.. و تريده أن يعيد الأثاث مرة أخرى إلى بيتهما ..

فكان رده أن أخذ منها المفتاح و ألقاه في سلة المهملات .. و قال لها : و حياة غلاوتك عندي لآخدك دلوقتي حالاً و اشتري لك فرش جديد كإنك عروسة جديدة .. و خلي لهم الفرش القديم يشبعوا بيه ☺️..!

أحكي لكم كل هذه القصص المتداخلة يا بنات حتى تتعلموا الفرز و الانتقاء و تقييم من يدخلون حياتكم ..

من المؤكد أن صديقتي و أمي لم يقابلا هذين الرجلين الرائعين منذ البداية .. و لكنهما قبل أن يقابلاهما كانا يعافران في الدنيا و يعملن و يتعلمن و يكافحن و لا يخضعن و لا يتنازلن .. و يشعرن بالاستحقاق و لا يرضين بالقليل .. فكافئهما الكون برجلين رائعين دعموا قوتهن و استقلالهن المادي .. ففازا بمشاعرهن بعد أن حققا لهن الأمان و الدعم و السند ..!

و الدليل على كلامي أننا لا نحسد الخليجيات و لا ربات البيوت و لا زوجات الأثرياء في الظل .. حتى و إن كن يتقلبن على صناديق المجوهرات و يغيرن موديل السيارة كل عام و يغيرن ديكورات القصور كل ستة أشهر ..

نحن نحسد التي يدعمها رجلها و يحقق لها طموحها .. و لا يحارب نجاحها .. و لا يتحرّج أن يساعدها لتكبر و تتحقق و تصبح مشهورة و ثرية و مستقلة مادياً عنه ..

كجورجينا زوجة كريستيانو رونالدو .. و ياسمين صبري .. و دينا الشربيني .. و حتى ريهام حجاج و مي عمر ..

برأيكن من النموذج التي نتمنى ربع حظها في الرجال ؟ ..

“مي عمر” التي نجح زوجها ” محمد سامي” في فرضها كبطلة في عملٍ إنتاجي ضخم رغم تواضع موهبتها ؟

أم “بسمة بوسيل” زوجة “تامر حسني” الموهوبة التي أجبرها بذكوريته و تخلفه على الاعتزال و المكوث خلفه في الظل رغم موهبتها التي تفوق موهبته ؟

النموذجان يعيشان في رفاهية و ثراء و شهرة .. و لكن إن خيّروكي بين زوجٍ داعم لقدراتك المحدودة كمحمد سامي .. و زوجٍ أناني قاتل لإمكانياتك المميزة كتامر حسني .. من ستختارين ؟!

#الدكتورة_بنت_الباشمهندس

جهاد التابعي عن رواية أنتيخريستوس “مخاطرة أدبية”

صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh

دينا أنور تكتب ل فرندة: ما هو مفهوم الاستقلال المادي للمرأة؟!
دينا أنور تكتب ل فرندة: ما هو مفهوم الاستقلال المادي للمرأة؟!
شارك المقالة