ادعوني استجب| قصة أول مسجد معلق في مصر.. رسالة استقلال الدولة الطولونية
أثناء تجولنا بحي السيدة زينب، بالقاهرة مدينة الألف مئذنة، سنتوقف عند روعة وجمال مسجد بن طولون، ثالث مسجد في مصر، وأول مسجد معلق والوحيد الباقي دون أن تتغير معالمه الأصلية، وإليكم قصة مسجد بن طولون الرائعة:
أراد الأمير أحمد ابن طولون، والي الدولة العباسية في مصر، ومؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام بعد استقلاله عن الحكم العباسي، أن يبعث برسالة واضحة للخليفة العباسي على استقلال الدولة الطولونية.
فقرر تشيد مسجداً في مدينة “القطائع” عاصمته الجديدة، على طراز ملوية سامراء التي أنشأها الخليفة المتوكل، واستعان بمهندس قبطي يدعى سعيد بن كاتب الفرغاني، المعروف بمهارته في فن العمارة والبناء، واختار أرض فوق ربوة صخرية، كانت تسمى بـ”جبل يشكر” المعروفة الآن بمنطقة “قلعة الكبش”.
وبدخولنا إلى المسجد سنجد مئذنة المسجد “الملوية” بسلالم دائرية الشكل بطراز معماري متميز على ارتفاع 40 متراً، و نافورة مخصصة للوضوء تقع في منتصف صحن الجامع وتعلوها قبة مرتكزة على أعمدة رخامية.
وسنكتشف وجود قبة جميلة الشكل فيها طيقان صغيرة على عدد ساعات الليل والنهار وفتحة، أمر بن طولون بصناعتها على شكل ساعة لترشد المسلمين، فإذا مرت ساعة انغلقت الطاقة التي هي لتلك الساعة وهكذا.
والمدهش أن مسجد بن طولون تأسس بتكلفة 120 ألف دينار، وعلى مساحة بلغت 25,200 ألف متر مربع.
وأستطيع أن أخبركم أنه يوجد بالمسجد 128 شباكاً تحيط به من كل جهاته، مُصنعة من ألواح الجص المزخرف بزخارف هندسية تعود إلى العصر الفاطمي، بالإضافة إلى 19 مدخلاً للمسجد من جهاته الأربع.
ومن شدة اعجاب العالم بجماله استخدم سطح المسجد في تصوير أحد مشاهد الأكشن للممثل روجر مور، في فيلم “الجاسوس الذي أحبي” من ضمن سلسلة أفلام جيمس بوند، عام 1977.
للمزيد..
رحلة لرمضان 1990| طقوس إجبارية حلقات رمضانية تقدمها لكم هبه مرجان (صوت)
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh