في خان الخليلي .. لماذا فضلت نوال الباد بوي؟!

في خان الخليلي .. لماذا فضلت نوال الباد بوي؟!

في خان الخليلي .. لماذا فضلت نوال الباد بوي؟!

أحمد صلاح إبراهيم

في خان الخليلي .. لماذا فضلت نوال الباد بوي؟! - فرندة
في خان الخليلي .. لماذا فضلت نوال الباد بوي؟! – فرندة

يعرض فيلم ” خان الخليلي ” – 1966-  المأخوذ عن رواية بنفس الاسم لأديب نوبل ” نجيب محفوظ ” لفترة هامة من تاريخ مصر إبان الحرب العالمية الثانية، حيث  تضطر احدى الأسر إلى مغادرة منزلها في ” حي السكاكيني للعَيش في “خان الخليلي”، اِحتماءً بسيدنا الحسين من قصف طائرات الألمان.

تتكون الأسرة من أب مفصول من عمله قبل بلوغه سن التقاعد، وأم ربة منزل، وشابين (أحمد) الذي اضطر لقطع دراسته حتى يعول أسرته، وليستكمل شقيقه الأصغر (رشدي) دراسته، ويتمكن من الحصول على وظيفة.

وفي السكن الجديد يتعرَّف ( أحمد ) على جارته نوال الفتاة اليافعة المليئة بالحيوية، وتبادله النظرات، ويظهر اهتمامه بها، وتبدي ميلًا له، حتى يستقر على التقدم لخطبتها بعد سنوات من عزوفه عن الزواج، ولكن يعود ( رشدي) من عمله بأسيوط، ويلحظ نوال في شرفة منزلها، ويبدأ في ملاحقتها دون أن يعلم مشاعر أخيه الأكبر ناحيتها، وتنصرف نوال عن أحمد، وتستجيب لمطاردات رشدي، حتى يفاتحها بحبه لها، ويفاجئ أحمد بطلب رشدي أن يذهب لخطبتها.

يُصْدَم أحمد بتلك التطورات في فترة قصيرة، ولكنه يكتم حقيقة مشاعره تجاه نوال عن أخيه، ويبارك خطبتهما.

ولكن لماذا فضلت نوال ( رشدي ) نموذج الباد بوي الشاب الجرئ العابث المنفلت صاحب السهرات الحمراء، بعد أن أبدت ميلًا في البداية لأخيه الأكبر أحمد ( الجود بوي) الوقور، الخجول، المثقف، الرزين.

 

الصمت في حرم الجمال، ليس جمالًا بالضرورة

كما يقولون في عالم كرة القدم أن من يضيع الفرص يستقبل الأهداف هذا ما ينطبق على أحمد أفندي عاكف الذي أضاع العديد من الفرص في غياب أخيه رشدي، وعدم ظهوره بعد في حياة نوال كي يرتبط بها.

فعلى الرغم من أن ( أحمد ) كان قد تعرف على ( نوال ) قبل ( رشدي )، إلا أنه اكتفى منها بنظرات خجولة، وتلعثم في الكلام كلما قابلها على سلم المنزل، أو في مخبأ البيت، واستغرق وقتًا طويلًا في مراقبتها، والتفكير في مفاتحتها بمشاعره نحوها.

عكس رشدي الذي لم يضع وقتًا في التعرف عليها حينما رأها للمرة الأولى على سطح منزلها، وبدأ في مشاكسة أخيها الأصغر توددًا إليها، وهو ما أتى ثماره بالفعل، ففي الوقت الذي كان يحاول فيه أحمد كتاب خطاب غرامي إلى نوال، كان رشدي يختلس منها قبلة عنوة.

للمزيد..

سي السيد |المتحرش اللطيف! – فى ثلاثية نجيب محفوظ

في خان الخليلي .. لماذا فضلت نوال الباد بوي؟!
في خان الخليلي .. لماذا فضلت نوال الباد بوي؟!

لا علاقة للخبرة بالسن

رغم أن رشدي كان أصغر سنًا من أخيه أحمد إلا أن خبرته من تجاربه النسائية، وتعدد علاقاته العاطفية، وطبيعته الجريئة شفعوا له عند نوال، الذي استطاع ايقاعها في حبه بكلامه المعسول، واحاطتها باهتمامه.

في خان الخليلي .. لماذا فضلت نوال الباد بوي؟!
في خان الخليلي .. لماذا فضلت نوال الباد بوي؟!

طبيعة شخصية نوال

عكست نوال طريقة تفكير أغلب بنات جيلها في تلك الحقبة الزمنية، الفتاة الجميلة التي تساعد أمها في أعمال المنزل، وتريد الانتهاء من دراستها، والبقاء في المنزل، وأن تصبح ” ست بيت شاطرة زي نينة”، فكان من الطبيعي أن تنتظر أن يطرق ابن الجيران أبواب قلبها، لتعيش معه في ” تبات ونبات” وهو ما نجح فيه رشدي، وكان أسبق من أخيه أحمد.

في خان الخليلي .. لماذا فضلت نوال الباد بوي؟!

انتصار الشباب

وبعد أن استسلم أحمد للأمر الواقع، حاول نسيان ما حدث، وبدأ الانخراط في شلة المعلم نونو، وفي احدى جلسات اللهو، بدا متأثرًا مهمومًا، فلما سألته السيدة عليات (تحية كاريوكا) عن سبب حزنه حكى لها عما حدث، وكأنه حدث لأحد أصدقائه.

فقالت له أن نوال ورشدي معذورين فهم “اتنين زغاليل واتلموا على بعض .. قول لصاحبك يدورله على عتقية من مقامه”، فنوال انجذبت في البداية لأحمد رغم فارق السن، ولكن حينما ظهر رشدي الشاب اليافع هفت روحها نحوه، وأن عليه أن يبحث عن حب جديد يلائم سنه.

في خان الخليلي .. لماذا فضلت نوال الباد بوي؟!
في خان الخليلي .. لماذا فضلت نوال الباد بوي؟!

للمزيد..

كيف انهزم الأصل وانتصر الظل؟ الباقي من الزمن ساعة لـ نجيب محفوظ Pdf

الحياة لا تصفو لأحد

في الوقت التي تسير فيه الأحداث على نحو جيد، أحمد استسلم للأمر الواقع، ورشدي يرافق نوال كل صباح في طريقها إلى المدرسة، يهديها الورد، ويبادلها الحب، حتى يحين موعد زواجهما، يتكرر على رشدي تعب شديد في صدره، ويفاجئ الجميع باصابته بالسل.

ويقرر اخفاء الخبر عن نوال، ويضطر للدخول إلى المصحة، حتى تسوء حالته، فيدعي سفره للعمل لمدة طويلة، أملًا أن تتحسن حالته، وهو ما لم يحدث، ليفصل من وظيفته، وتدهور حالته، فيطلب من أخيه أحمد أن يمضى أيامه الأخيرة في بيته، وبين أسرته، تصدم نوال وأسرتها بما آلت إليه حال رشدي.

ويمنعها والديها من زيارته خشية عليها من العدوى، ترضخ لهما، فيعتقد رشدي أنها تخلت عنه في محنته، مما يعجل بنهايته، في الوقت الذي دخلت عليه نوال غرفته لتشرح له سر غيابها عنه، فتصل متأخرة، وتجده فارق الحياة.

في خان الخليلي .. لماذا فضلت نوال الباد بوي؟!
 

لينتهي الفيلم على مغادرة الأسرة لخان الخليلي ليس هربًا من القنابل هذه المرة، ولكن هربًا من ذكريات الفقد، والفراق، وعلى وقع ما يشبه موسيقى جنائزية اصطف أهل الحي مودعين الأسرة بمشاعر يملأها الحزن والكمد.

للمزيد..

إحسان شحاتة ومحجوب عبد الدايم .. القلب ياما انتظر!! (القاهرة الجديدة pdf وMp3)

صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh

في خان الخليلي .. لماذا فضلت نوال الباد بوي؟!
 

 

شارك المقالة