مكتبة فرندة | رواية مدينة الأشباح للكاتبة هبه مرجان.. مقبرة سان لويس “صوت ”-الجزء الخامس
نظر ياسين لبوريس، وقال: لماذا لم تتعرفوا على هويته بعد؟؟ أجابه بوريس: كل ما نعرفه بشأنه أنه يظهر ويختفي فجأة مثل الشبح، وأغلب جرائمه يفعلها ليلًا.. قاطعه ياسين: ولكن جريمة اليوم حدثت بعد مغادرتي لرؤيتك في الكاتدرائية، أيعني ذلك أنه قتل الضحية ليلًا، وكلّف أحدهم بنقل الرسالة، وصلب الجثة بعد مغادرتي مباشرة؟؟ أومأ بوريس برأسه: هذا احتمال وارد..
مكتبة فرندة | رواية مدينة الأشباح للكاتبة هبه مرجان.. مقبرة سان لويس “صوت ”
وأثناء حديثهم نظروا وإذا بالتلفاز المُعلق بالغرفة يُظهر صورة شخص يرتدي الماسك الشهير في فيلم ” Dead silence”، وفي خلفية الصورة موسيقي الفيلم، وأثناء تحدثه استخدم تقنية تغيير الصوت، ووجه حديثه لياسين: ما رأيك في مفاجأة ألفا؟؟ كنت أود أن أعطيك مفاجئات أكثر، ولكن ألفا أخبرني أنك رقيق القلب على الرغم من ذكائك وشجاعتك..سكت للحظات، ثم أكمل حديثه: لن أخبرك من أنا؛ لأني واثق أن بوريس حدثك عني بالفعل، أليس كذلك؟؟ والآن سأترككم مع مفاجأتي الثانية، وإذا صدقت الإشاعات وكنت ذكي كما خبروني عنك ستجدني أنا وألفا معًا.. طبعًا لو استطعت فك طلاسم الصورة.
مكتبة فرندة | رواية مدينة الأشباح للكاتبة هبه مرجان.. مقبرة سان لويس “صوت ”-الجزء الرابع
اختفت صورة الشبح وصوته من شاشة التلفاز وظهر بدلًا منها صورة أخرى مركبة تحتوي على الكثير من التفاصيل، ولكن أكثر شيء يميزها كان صورة منزل قديم مُحاط بمجموعة مقابر في ليلة قمرها بدر.
نظر بوريس وياسين للصورة بتمعن، ولكن ياسين أغلق الشاشة فجأة، وخرج من الغرفة مسرعًا.
وبعد مغادرته الفندق ذهب للمطعم المجاور للمطار، وحينها جلس بوريس بجواره ونظر له في تعجب، وقال: ماذا حدث؟؟ لماذا غادرت الفندق؟؟ هل عرفت مكانهم؟؟
أجاب ياسين أثناء تصفحه قائمة الطعام: كنت أنتظر منك سؤال أذكى من تلك الأسئلة الحمقاء؟؟ رد الأخر بدهشة: ماذا تعني؟؟
ابتسم ياسين، وسرعان ما اختفت ابتسامته، وترك قائمة الطعام من يده واقترب من بوريس، وقال: آلا تجد الأمر مريبًا؟؟ لقد أرسلوا لنا صورة، وكأنهم يخبرونا أنهم يختبئون في مقبرة سان لويس، ولولا الملامة كانوا كتبوا في نهاية الصورة سننتظركم في مقبرة سان لويس يوم اكتمال القمر.
اندهش بوريس، وقال: أتعني أنهم سينصبون لنا فخًا؟؟
صمت ياسين للحظات، ثم ابتسم، وقال: ويجب أن نقع في فخهم، ولكن قبل هذا وذاك علينا أن نكتشف ماذا يريدون بالتحديد لنساعدهم في تنفيذ خطتهم.. نظر بوريس لياسين، وكأن نظراته تقول: “يا لك من وغد ذكي”.
مكتبة فرندة | رواية مدينة الأشباح للكاتبة هبه مرجان.. شبح أوردوس “صوت ”
ذهبت القوات مع بوريس وياسين لمقبرة سان لويس، وكان في انتظارهم ألفا والشبح، وقبضوا عليهم بدون أيّ مقاومة من كلاهما، وتم نقلهم لسجن مُخصص فقط للمجرمين من فئة “Red 9″، أو ما يعرف بــ”أكثر المجرمين خطورة ووحشية على وجه الأرض”، وبعد وصول ألفا والشبح للسجن كانوا دائمًا يجلسون بمفردهم أثناء تناول الطعام، وكأنهم يصورون جزء أخر من فيلم “Escape plan”، وبعد مرور شهر اتضحت خطة ألفا والشبح وبالفعل دبروا لخطة هروب، ولكنهم لم يهربوا بمفردهم، وأخذوا معهم كل السجناء، وقبل أن يغادر كل سجين لوجهته أستوقفهم ألفا، وقال لهم: إلى أين تذهبون؟؟ هل اعتقدتم أني أخذتكم معي من باب الشفقة؟؟
سأله أحد السجناء: ماذا تريد؟؟
وقبل أن يجيبه ألفا ظهر ياسين، وبوريس من وسط الحشد، وقال ياسين: أنا أيضًا أريد معرفة خطوتك التالية.. أو أنتظر سأخبرهم أنا بخططك، ثم نظر للسجناء، وقال: ألفا يريدكم أن تترأسوا شبكته الجديدة؛ لأنه لم يعد يثق في شركائه القدامى، أليس كذلك يا ألفا؟؟
ضحك ألفا ونظر للشبح، وقال باستهزاء: كنت أعلم أنك ذكي، ولكن الذكاء أحيانًا يؤذي صاحبه.. والآن أخبرني ماذا ستستفيد بعد معرفة خطتي؟؟؟ هل تعتقد أن بإمكانك الوقوف في طريقي، والخروج من هنا حيًا أنت وصديقك، وأكمل بنبرة استهزاء: من فضلك “Think about the odds”.
يعني هل تظن أن احتمالات مواجهة عشرات المجرمين من فئة “Red 9″، طبعًا بخلافي أنا والشبح، ستكون في صالحك لو حاولت مهاجمتنا؟؟
ضحك ياسين، وقال: أنا أيضًا أريدك أن تنظر للاحتمالات جيدًا؛ لأن أوراق اللعبة دائمًا تكون في صالح من يخطط للفخ الأخير.
مكتبة فرندة | رواية مدينة الأشباح للكاتبة هبه مرجان.. مذبحة الكباش “صوت ”
بهت وجه ألفا، وقال: ماذا تعني؟؟
ضحك بوريس، وقال: أجبني أولًا.. أيّ فخ أفضل البداية أم النهاية؟؟
نظر ياسين لبوريس، وقال: حسنًا، لا وقت للتباهي؛ فطائرتي على وشك الإقلاع بعد ساعة، لذا أسرع رجاءًا لأني أريد العودة لبلدي، مصر وحشتني… ثم سكت، وأكمل وهو ينظر لألفا: هل تريد أن تذهب معي لمصر؟؟ السجون هناك رائعة، خاصة لو كان المجرم شخص “VIP” مثلك.. أستوقفه بوريس مازحًا، وكأن ياسين سيخطف منه غنيمته، وقال: لا يا عزيزي السجون هنا خدمة 5 نجوم.
وقبل ركوب ياسين لسيارة الشرطة مع بوريس نظر لألفا والشبح، وقال: أنا وبوريس سنرسلكم لسجن حقيقي هذه المرة؛ لأن السجن الأخير كان هو الفخ الذي أوقعناكم فيه، ثم نظر للسجناء، وقال: لقد أنجزتم المهمة بنجاح يا أبطال.
وحينها وقف السجناء بجوار بعضهم البعض، وأدوا التحية العسكرية، وقالوا لبوريس وياسين: تمام يا فندم.
وقبل مغادرتهم ضحك ياسين لألفا، وقال: كل هؤلاء السجناء كانوا ضباط في الجيش الأمريكي، وأنت أول زعيم مافيا يفكر في تجنيد أعدائه للعمل لصالحه في شبكته الإجرامية.
إقرأ أيضًا:
مكتبة فرندة | رواية وادي سيل من عدة أجزاء للكاتبة هبه مرجان صوت | pdf
مكتبة فرندة | رواية وادي سيل للكاتبة هبه مرجان “صوت | pdf” الجزء الثاني