عائشة التيمورية بنت الذوات التي أحبت الشعر
الأديبة والشاعرة عائشة التيمورية بنت الذوات والعائلات العريقة وشقيقة الأديب محمود تيمور.
ولدت عام 1840 وتوفيت عام 1902 بعد مسيرة حياة حافلة.
للمزيد..
سبيل الغارق وموت صغير وعشقت صوفيا.. روايات “الدروايش” في معرض الكتاب
الاسم: عائشة عصمت كريمة إسماعيل باشا بن محمد كاشف التيمور.
عاشت في قصر بدرب سعادة “موجود حتى الأن”.
والدها اسماعيل باشا تيمور كان رئيس القلم الإفرنجي للديوان الخديوي في عهد الخديوي إسماعيل،
ثم تولى رئاسة ديوان الخديوي، ووالدتها هو ماهتاب هانم وهي شركسية تنتمي للطبقة الارستقراطية العليا.
تربت عائشة التيمورية على العلم والثقافة والسياسة فالابوان مثقفان والمنزل قبلة للسياسين ورجال الديوان في عصرها، ورغم معارضة والدتها لتعليمها إلا أن والدها أحضر أستاذين أحدهما لتعليم اللغة الفارسية والآخر للعلوم العربية.
تقول عائشة:
“فلما تهيأ العقل للترقي، وبلغ الفهم درجة التلقي تقدمت إلي ربة الحنان والعفاف، وذخيرة المعرفة والإتحاف، والدتي تغمدها الله بالرحمة والغفران، بأدوات النسج والتطريز، وصارت تجد في تعليمي وتجتهد في تفهيمي وتفطيني، وأنا لا أستطيع التلقي، ولا أقبل في حرف النساء الترقي، وكنت أفر منها فرار الصيد من الشباك، والتهافت على حضور محافل الكتب بدون ارتباك، فأجد لصرير القلم في القرطاس أشهى نغمة، وأتخيل أن اللحاق بهذه الطائفة أوفى نعمة، وكأنت ألتمس – من شوقي – قطع القراطيس وصغار الأقلام، وأعتكف منفردة عن الأنام، وأقلد الكتاب في التحرير لأبتهج بسماع هذا الصرير،
فتأتي والدتي، وتعنفني بالتكدير والتهديد فلم أزدد إلا نفورا، وعن هذا التطريز قصورا، فبادر والدي تغمد الله بالغفران ثراه، وقال لها: “دعي هذه الطفلة للقرطاس والقلم، واحذري أن تكثري من الكسر في قلب هذه الصغيرة”، وأن تثلمي بالعنف طهرها، وما دامت ابنتنا ميالة بطبعها إلى المحابر والأوراق، فلا تقفي في سبيل ميلها ورغبتها، وتعالي نتقاسم بنتينا، فخذي عفت وأعطيني عصمت، وإذا كان لي من عصمت كاتبة وشاعرة فسيكون ذلك مجلبة الرحمة لي بعد مماتي”، وأخذ بيدي وخرج بي إلى محفل الكتاب ورتب لي أستاذين، أحدهما لتعليم الفارسية والثاني لتلقين العلوم العربية.
فقدت عائشة ابنتها توحيدة التي توفيت في سن الثانية عشر وظلت سبع سنين ترثيها حتى ضعف بصرها وأصيبت بالرمد فانقطعت عن الشعر والأدب، وكانت حبيبة إليها فرثتها بعدة قصائد منها “بنتاه يا كبدي ولوعة مهجتي”، وكان هذا الحادث الأليم عميق الأثر في نفس عائشة حيث ظلت 7 سنوات بعد وفاة ابنتها في حزن دائم وبكاء لا ينقطع، وأحرقت في ظل الفاجعة أشعارها كلها إلا القليل.
في سنة 1898 أصيبت بمرض في المخ واستمر المرض أربع سنوات حتى توفيت في الثاني من مايو سنة 1902.
للمزيد..
كيف نمارس التأمل التجاوزي .. بالذكر الفكري ترتقي الروح
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh