السيد علاء أبو العزائم يكتب إلى جيل (z) عن 17 فتنة تهدد إنسانيتنا

السيد علاء أبو العزائم يكتب إلى جيل (z) عن 17 فتنة تهدد إنسانيتنا

السيد علاء أبو العزائم يكتب إلى جيل (z) عن 17 فتنة تهدد إنسانيتنا

رسالة السيد علاء أبو العزائم :أفيقوا حتى لا تفقدوا إنسانيتكم وتصبحوا مسوخًا

رسالة لشباب الأمة:
أفيقوا حتى لا تفقدوا إنسانيتكم وتصبحوا مسوخًا
=======================
إلى أبنائي وبناتي من شباب المسلمين
إلى الجيل الذي قُدِّر عليه أن يخوض أشرس المعارك الثقافية
إلى الجيل (Z) كما يسميه علماء الديموغرافيا الغربيين
إلى الجيل المنوط به إعداد جيل نهضة الأمة الإسلامية
إلى كل من يعيش في هذه الدنيا ولم يبلغ أشده ويتم أربعينه

أكتب إليكم اليوم وأنا أعلم مقدار ما تعانونه فكريًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا، في ظل الجولة الأخيرة من الحرب الثقافية الكبرى التي تُشن على الإسلام والبشرية جمعاء، تلك الحرب الشعواء التي تهدف لإفقاد الإنسان إنسانيته ونزع فطرة الله من قلبه، ومن ثم تحويله إلى بهيمة، بهدف أن يقوم راعٍ واحد بقيادتها إلى الطريق الذي يريد.
أعلم أن منكم من سمَّموا دينه، ومنكم من ضيَّقوا عليه دنياه، ومنكم من تلاعبوا برأسه، ومنكم التائهون، ومنكم المنفصمون، ومنكم المنعزلون عن الواقع.
أكتب إليكم وأنا أعلم أني مسؤولٌ عنكم، ولزامًا عليَّ أن أنصحكم بما يناسب عصركم، كما نُصح آباؤكم وأجدادكم من قِبل جدودي بما ناسب عصرهم.
أنتم الجيل الذي وُلد في عصر الثورة الرقمية الكبرى، جيل وُلد وكأن في يد كل منه: موبايل أو تابلت أو لاب توب.
جيل خرج من الأرحام فانغمس في الأرقام، طوقته الحياة الرقمية، وتلاعب به متملكو زمامها.
جيل تصارع على بياناته الشخصية كل أعدائه: شرقيين، وغربيين.
جيل لم يخدعوه بسلعة، بل أصبح هو سلعة تباع من قبل نخاسي البيانات التكنولوجية لمن يدفع أكثر في مزادات الشر، حيث تكون الغلبة دومًا لصاحب المال الأوفر، أقصد صاحب العين الواحدة، التي لا ترى الخير، وترى الشر المطلق في أي زمان ومكان.. فإليكم نصحيتي في هذا الطوفان العظيم:
أدرك تمام الإدراك طبيعة التحول الذي حدث في وجدانكم؛ لذلك سأخاطبكم بلغتكم: لغة منشورات الفيس بوك، وتغريدات تويتر، ومقتطفات التيك توك، وملخصات اليوتيوب، وآمل ألا تكون رسالتي إليكم قابلة للحذف التلقائي عندكم كما رسائل التليجرام.
ستتضمن رسالتي إليكم نصائح متعددة، ليأخذ كل منكم ما يناسب فتنته:
===========
1- فتنة الارتباط
===========
في الماضي البعيد كان المجتمع متماسكًا بتماسك نواته التي كانت هي القبيلة، وفي الماضي القريب تحولت هذه النواة إلى العائلة الكبرى.
لكن في غفلة من الزمن وفي نهايات القرن الماضي وبدايات الحالي تحول الارتباط من العائلة إلى الأسرة.
الآن، تحاول وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام والشبكات الرقمية تحويل نواة هذا المجتمع من الأسرة إلى الفرد.
إذا انتهى ارتباط الفرد بأسرته، فإنه سرعان ما يرتكب كل المحرمات، التي كان يخشى من قبل ارتكابها؛ لأنها كانت ستلحق عارًا بأسرته.
كما نجحوا في جعل وظيفة الأم وظيفة غير عصرية، فنرى الكثير من الفتيات: إما أن ترفض الزواج بحجة أنها تحقق ذاتها بالعمل والسفر والتعليم فقط، أو أنها تتزوج وتهمل زوجها وبيتها بحجة تحقيق طموحها.
===========
2- فتنة المجانية
===========
يهرع الشباب إلى أي شيء مجاني، من برامج ومواقع وتطبيقات، ترى الحسابات على أشهر المواقع مجانية، بل إن بعضها يدفع لك مالاً نظير المشاركة ودعوة أصدقائك، كما فعل التيك توك مؤخرًا.
ولكن ألم تسألوا أنفسكم- يا شباب الأمة- لماذا تقوم شركات عملاقة بتقديم خدمات بدون مقابل؟ أهي تراعي أحوالكم المالية مثلاً؟
الإجابة واضحة، لا شيء يقدم من هؤلاء مجانًا، وإذا كانت الخدمة مجانية في ظاهرها، فإن ثمنها سيكون متلقيها، يحبسونه في داخلها، ويرى العالم بعيونها، ويسرقون بياناته: صوره وأفكاره ومعلوماته وآماله وتطلعاته، ويتم بيعها أو استخدامها لخلق أدوات أخرى من أجل زيادة تعلقه بها أو بشبيهاتها، وهو نوع من العبودية الجديدة.
===========
3- فتنة الفطرة
===========
هناك محاولات مستميتة لتغيير فطرة الله داخل نفوس الجيل الجديد.
يحاولون بشتى الطرق ربط حياته بالشهوة والإباحية، وتحريك مشاعره لتتقبل الشذوذ.
أدوات هذه الحملة كثيرة من ضمنها:
– زيادة مشاهد العري والشذوذ في الأعمال الدرامية التي يتقبلها الشباب.
– زيادة التلميحات الجنسية، وخلق لغة موازية للغة الأم، تعطي مدلولات غير أخلاقية للكثير من الكلمات العادية، لإثارة الغرائز عند سماعها.
– توحيد الزي بين الجنسين، وطرح ملابس الرجال للنساء، وملابس النساء للرجال، تحت دعوى “الموضة”، وهذا غرضه أن يجعلك في البداية تتقبل الجنس الآخر في هذا الزي، ثم مع الوقت تتعلق بالزي نفسه وتتحرك غرائزك تجاهه، فإذا ما وجدت من أبناء جنسك من يلبسه بعد ذلك فإن مشاعرك ستتحرك تلقائيًّا، وبالتالي يسهل عليك تقبل ممارسة الجنس مع جنسك.
– نشر إعلانات للشذوذ على شبكات التواصل الاجتماعي ضمن الإعلانات التي تظهر تلقائيًّا، وكذلك بين تطبيقات الألعاب التي يلعبها الأطفال لتهيء عقولهم لتقبل الشذوذ.
– دفع الأطفال الصغار إلى مشاهدة الجنس عبر دسه في مشاهد الأفلام الكوميدية والدرامية، والأفلام الكرتونية، ومن ثم يحدث لهم أنوثة مبكرة وذكورة مبكرة، ويقوم بعضهم بالتحرش واغتصاب من هم في سنه أو سن أصغر، ولذلك كثرت الجرائم من هذا النوع.
– بث أفلام جنسية تتضمن ممارسة الجنس بين أفراد العائلة الواحدة، ولذلك نرى في الآونة الأخيرة زيادة لجرائم زنا المحارم في العالم أجمع، وانتشار البيدوفيليا، وهي تعني التحرش واغتصاب الأطفال.
كما أن هؤلاء الملاعين جعلوا شعار الشذوذ هو علم “قوس قزح”، مع العلم أن قوس قزح في العقيدة اليهودية هو علامة العهد الذي قطعه الله مع نبيه نوح عليه السلام، بأنه إذا ما وجدته في السماء فتذكر وعدي لك بأني لن أهلك الأرض بطوفان آخر، وما اختيارهم لهذا العلم بالذات إلا تحدي للإله، وكأنهم يقولون له: سنفعل ما نريد ولن تغضب علينا وتمحو وجودنا.. أعاذكم الله من هذا الكفر البيِّن.
===========
4- فتنة اللغة
===========
تتم محاربة اللغة العربية بأشكال عدة: تارة بإقناع الشباب أن كتابتها بحروف لاتينية (الفرانكو) نوع من التحضر، وتارة أخرى بتسطيح الأغاني والأعمال الدرامية، وملئها بكلمات شاذة ليس لها مدلول لغوي، وقد أصبحت اعتيادية بين الشباب.
معظم شباب هذا الجيل إذا ما قرأ القرآن يجد مئات أو آلاف الكلمات العربية ولا يعرف مدلولها اللغوي؛ لأنه جرى فصله عمدًا عنها.
في القديم كان الطفل يتعلم في الكُتَّاب القرآن وكتب التراث، فتصبح عنده حصيلة لغوية كبيرة، لكن الآن: تقتصر الحصيلة عند الطفل- وأحيانًا الشاب- على ما يكتب في منشورات الفيس بوك.
من ضمن محاور الحرب على اللغة: الحرب على التراث، ومحاولة جعل الشباب يعزفون عن قراءة التراث تحت دافع الاهتمام بالحداثة أولى.
كما يتم دفع العالم دفعًا للغة الإنجليزية تحديدًا لقلة حصيلتها اللغوية، ولأنها اللغة الأميع في الخطاب: YOU للمخاطب الرجل والمرأة، للجمع والمفرد والمثنى، فهي لغة مناسبة لعدم التفريق بين الرجل والمرأة، وهو ما سنوضحه في الفتنة التالية.
===========
5- فتنة الهوية
===========
يواجه هذا الجيل هجمة شرسة؛ حتى لا يصبح الرجل رجلاً، ولا المرأة امرأة.
هذه الحملة تهدف لأن تخلق جيلاً مائعًا مسخًا، ليس له هوية، فتراهم يشجعون الشباب على التحول للجنس الآخر شكلاً خارجيًّا، مع إبقاء أعضائهم التناسلية كما هي، فترى أسرة تتكون من رجل وامرأة، والرجل هو الذي يحمل؛ لأنه في الأصل امرأة، والمرأة أصلها رجل، وهكذا.
هؤلاء المسوخ، بجانب أنهم في كثير من الأحيان لن يكون معترفًا بهم في الأوراق الرسمية بدولهم، يصبحون كالحيوانات يأكلون ويتناكحون، وليس لهم دورٌ في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية.
هؤلاء وإن ادعوا التدين فإن عبادتهم غير مقبولة، فكيف تصلي المرأة المتحولة لرجل، وهي لا تغطي عورتها كامرأة؟، وكيف يصلي الرجل في صفوف النساء؟
ثم هل تصوم المرأة التي تحولت لرجل في أيام دورتها الشهرية، أم ماذا تفعل؟
كلها أمور صعب حلها؛ لذلك نجد أن من يتحول للجنس الآخر، غالبًا ما يفارق دينه، فإذا ما كان تمرد على طبيعة خلق الله فهل سيلتزم بدينه؟.. بالطبع لا.
كما أن هؤلاء الأبالسة اخترعوا في هذه الحملة اصطلاحات غريبة، مثل السيولة الجنسية، وهو يعني أن يكون الإنسان مسخًا بلا هوية، ويحدد هويته وفق ملابسه، فإذا أطال شعره ولبس ملابس السباحة ونزل مع النساء في المسبح فهو امرأة، وإذا ما قرر أن يعاشر امرأة وارتدى بدلة ذكورية، يصبح رجلاً، فترى الرجل منهم يضحى ذكرًا ويمسي أنثى.
أعاذكم من هذه الفتنة القميئة.
===========
6- فتنة العبودية
===========
لقد أضحى الكثير منكم- يا شباب الأمة- عبدًا للمتحكمين في العالم، وليقل لي أحدكم:
– هل يستطيع أن يتخلى عن الفيس بوك؟
– هل يستطيع أن يتخلى عن لعب البلاستيشن؟
– هل يستطيع من ضعف نظره وانحنى ظهره من ترك أيًّا مما قدموه له؟
– هل يستطيع من يشاهد الإباحية أن يكف عن مشاهدتها؟
– هل من يلعب “بابجي” مثلاً بالساعات ولا ينام ولا يأكل يستطيع أن يتركها؟
– هل من يستمع لأغنية رديئة يستطيع أن يكف عن سماعها؟
– ألم تدروا أن هناك نوعًا جديدًا من الإدمان يسمى “المخدرات الرقمية” Digital Drugs وهو عبارة عن مقاطع موسيقية تلعب على مراكز معينة في الدماغ لربط الإنسان بها، وهو ما تم تضمينه عمدًا في العديد من الأغاني الشهيرة بهدف ربطكم بها.
لقد أصبحتم عبيدًا لهم ولكنكم لا تشعرون.
===========
7- فتنة العبادة
===========
في هذه الفتنة استخدم أعداء الدين طابورًا خامسًا من أبنائه لإفساد العبادة على شباب الأمة.
فترى الفتاوى الشاذة التي ترى أن السجائر لا تفطر في رمضان، لكونها “من اللمم”.
وبجانب ذلك انتشرت في السنوات الأخيرة سراويل مقطعة من فوق الركبتين، وأصبح العديد من الشباب لا يرتدون سواها، وهذه إذا ما صلى بها أحدكم فإن صلاته حسب رأي الجمهور باطلة لعدم تغطية العورة.
كما تم نشر السراويل الساقطة والقمصان القصيرة؛ حتى إذا ما سجد أحدكم انكشف أسفل ظهره وبعض مؤخرته، وبالتالي فسدت صلاته لانكشاف العورة.
وهذه أمور لم يعطِ أكثركم لها بالاً، وهي عند الله عظيمة.
===========
8- فتنة القمار
===========
لقد جرى تقديم المحرمات لكم في أشكال جديدة وغير متوقعة، فتم نشر ثقافة “محاسبة المغلوب”، في صالات البلياردو والبلاي ستيشن، وهي – بحسب دار الإفتاء المصرية – قمار عصري محرم.
===========
9- فتنة الديانة
===========
في العقود الأخيرة زادت الطلبات على إلغاء خانة الديانة من بطاقات الهوية الحكومية، بحجة أننا في دول مواطنة، وأن الدين ليس عائقًا.
هذه فكرة خبيثة تهدف إلى تدمير هذه الأمة، ومن ثم إذا ما حدثت، فتوقعوا أن يحكمنا كمال أتاتورك جديد، يهودي باسم مسلم يحكم بلدًا مسلمًا فيدمره، ويحارب الدين بكل ما أوتي من قوة.
لقد ثبت في أوراق رسمية لشخصين: رجل، وامرأة، في إحدى الدول العربية، أن أسماءهما الرباعية كاملة أسماء مسلمين، ولكن في خانة الديانة مكتوب يهودي ويهودية، فتخيلوا حجم الكارثة إذا ما ألغيت هذه الخانة.
===========
10- فتنة الدونية
===========
يتم تجريعكم جرعة الدونية وتحقير الوطن بشكل يفوق الوصف، ويتم زرع “عقدة الخواجة” في عقولكم عمدًا.
هدف ذلك كله زيادة التبعية للغرب، وزيادة تحكمه فيكم سياسيًّا واقتصاديًّا، وكذلك الوصول إلى مرحلة “الانتحار القومي”، وهو يعني الكفر بالوطن، وعدم احترامه، أو العمل لنهضته، ومن ثم يسهل تخريبه، أو التجسس عليه لصالح أعدائه.
===========
11- فتنة العنف
===========
احذروا أن يتم تحويلكم من شخصيات مسالمة لشخصيات عنيفة من خلال:
– دفع الشباب والأطفال لإدمان الألعاب القتالية العنيفة، والتي تتضمن أحيانًا إهانة للمقدسات، أو تدور معاركها في أراضي البلدان الإسلامية.
– طرح المزيد من أفلام الأكشن العنيف والبلطجة لغرس العنف في نفوس الشباب.
– طرح أفلام غريبة الفكرة مثل سلسلة أفلام التطهير The Purge، التي ترسخ لفكرة وجود يوم في العام يباح فيه القتل والسرقة والزنا وكل المحرمات.
– تدشين الجماعات الإرهابية من أبناء جلدتكم، وتلميعهم في الإعلام العالمي لكونهم “مقاتلين، مقاومين، ينشرون الدين، أو يسعون للخلافة”، وكلها دعوات باطلة.
كل هذا يهدف في النهاية لتدريبكم على تخريب أوطانكم في الوقت الذي يريدون.
===========
12- فتنة الافتراضية
===========
من خلال ربطكم بمواقع التواصل وتواصلكم من خلال الشاشات، والتعامل مع الواقع الافتراضي، أصبحت حياتكم افتراضية أكثر منها واقعية.
أصبحتم لا تستطيعون أن تتصادقوا أو تتعاملوا مع بعضكم البعض بشكل إنساني؛ لأنكم تعودتم أن تتحدثوا بدون أن تروا وجوه بعضكم البعض، وأصبحت العديد من المشاعر والانطباعات والإيماءات البشرية في طريقها إلى الاندثار؛ لأنكم استبدلتموها بـ”الإيموشنات”، التي تعني صور الوجوه التعبيرية، وتعطي انطباعات صنمية ثابتة تخالف الطبيعة الإنسانية.
وحرموكم من التبسم في وجوه أصدقائكم وأقربائكم، وهو صدقة بنص حديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
===========
13- فتنة المال
===========
لقد أوهموكم أن غاية الحياة: الحصول على المال، وأنه وسيلة السعادة والهناء والرفاهية.
فهرعتم مصروعين تبحثون عن أية وسيلة لجلبه، وكانت وسائل الجلب جاهزة قدموها إليكم، وهي: التعري على تطبيقات المواعدة، والرقص على التيك توك، وطرح فيديوهات تافهة وركيكة على اليوتيوب.
أصبح الكثير منكم مأسورًا في أرباح هذه التطبيقات، واللهث حول زيادة المتابعين والتفاعل باعتباره باب الوصول لهذا المال، الذي أصبحتم فيه أنتم السلعة.
ومن لم يجد منكم فيها طريقًا، أوجدوا له الحل السريع للربح على الأرض، وهو التوك توك، الذي بسببه تفرغت بلداننا من الحرفيين، وأصبحتم تعزفون عن تعلم الحرف والصناعات من أجل الربح للسريع للتوك توك.
ملخص فتنة المال: عليك بالتيك توك أو التوك توك، إما تبيع شرفك، أو تشارك في تدمير مستقبل أمتك.
===========
14- فتنة النمطية
===========
خلال مواقع التواصل تم رفع سقف التوقعات الشبابية، وتفعيل نمط حياتي واحد: نمط الثراء والرفاهية والسعادة والقصص المخترعة.
هذه النمطية جعلت الزوج غير راضٍ عن زوجته، والزوجة غير راضية عن زوجها، وجعلت الأبوين لا يحبان ابنهما كامل الحب؛ لأنه ليس بالجمال المطلوب لمواقع التواصل.
كذلك عندما ترى “يوتيوبر” أو “انفلونسر” يباهي الجمهور بسيارته أو بيته، تجد في نفسك عدم رضا، يعقبه يأس وكراهية للحياة، ومن ثم يدفعك ذلك للتفكير في السرقة أو القتل.
كما رفعوا توقعات الحياة الزوجية للشباب والفتيات، من حيث الرفاهية والقدرة الجنسية والمستوى المعيشي، وأصبح الكثير منكم يصاب بصدمة بمجرد أن يتزوج بأن الواقع خالف التوقعات، ولذلك كثرت حالات الطلاق وقتل الأزواج.
كما أوهموكم بمقاييس الجمال المثالية، فدفعتم الأموال الكثيرة لعمليات التجميل والتغيير في الشكل، لتصبحوا كلكم على صورة واحدة: المرأة بشفاه غليظة وبرسم حواجب معينة وبنحت جسماني موحد، والرجل بفك عريض وبعضلات غير طبيعية، وكلها محاولات لقتل التنوع بينكم، الذي هو سنة من سنن الله في خلقه.
كما أوهموكم بالموضة وبشراء الملابس من “البرندات”، فأصبحتم مهووسين بها، تلهثون وراءها بكل أموالكم، وتفكرون في جلب المال بأي شكل: سواء كان بالحلال، أم بالحرام؛ من أجل مواكبة هذه الموضة، التي ما هي إلا خدعة كبيرة.
===========
15- فتنة التطبيع
===========
يتم إقناعكم أن هذا العالم أصبح قرية صغيرة، وأن الكل يتعامل وفق الإنسانية لا الديانة أو القومية، وما رفع شعار الإنسانية إلا حق أريد به باطل.
شعار الإنسانية هنا يعني أن تكون مطبعًا ومتقبلاً للصهاينة، ثم في مرحلة أخرى سيتم إقناعك بتسييدهم عليك، وأنك عبد لهم تأتمر بما يريدون.
فاحذروا الانصياع لذلك، واعلموا أنه بنص القرآن، وبوقائع التاريخ المتعددة، ثبت أن اليهود هم العدو الأول للمسلمين، فاحذروهم واحذروا ألاعيبهم، قال تعالى: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا (المائدة: 82).
===========
16- فتنة الجهل
===========
يتم تجهيلكم بكل شيء: تاريخكم، حضارتكم، دينكم، ويتم نشر الدجل والشعوذة بينكم، فتتسابقون في دفع الأموال للمشعوذين بحجة “عمل عمل”، أو “جلب حبيب”، أو “فك مربوط”، وكلها أفعال شيطانية تهدف لتلويث روحانية هذا العصر.
وبالتزامن مع ذلك يحاول الماسونيون فتح بوابة “سيرن” بين سويسرا وفرنسا ضمن مشروعهم الخيالي لفتح البوابات بين عالمي الإنس والجن، لجعل العصر الحالي عصر فساد على أعلى مستوى، ولتشاركهم شياطين الجن في خططهم الشيطانية.
هؤلاء يهدفون لتكرار ما يظنون أن أجدادهم فعلوه في زمان النبي سليمان عليه السلام، عندما استجلبوا كل الشرور وقاموا بأعمال الدَّجَّال لجلب وتحضير الجان لإفساد المؤمنين، لكن الله وقف مخططاتهم بتسخير الجان لنبي الله سليمان، وهو قادر في كل وقت وحين لتدمير مخططاتهم.
لذلك زاد في الفترة الأخيرة إنتاج الأفلام والمسلسلات التي تتحدث عن الجن والشعوذة، سواء من الدول الأجنبية أو العربية، وهي حملة مخططة لتهيئتكم لمخططاتهم.
كما أنهم بدافع الجهل يدفعونكم نحو الدراسات الأدبية ويبعدونكم عن الدراسات العلمية، لتبقى أمتكم غارقة في الجهل والتخلف، وتحتاج لعدوها في كل شيء من الإبرة إلى الصاروخ.
كما يدفعونكم بعيدًا عن البحث العلمي بأي طريقة؛ حتى تظلوا في الأمم المتأخرة، ويسهل السيطرة عليكم.
===========
17- فتنة القدوة
===========
لقد فصلوكم عن كل قدوة طيبة، وغرسوا أمامكم قدوات رديئة وفاسدة، في الفن والرياضة والإعلام والدراما وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
فأصبح أملكم أن تكونوا بلطجية، أو زناة، أو لصوص، أو قتلة، لتعيشوا كما يعيش هؤلاء الفسدة الذين تم تصميمهم وعرضهم عليكم عمدًا.
===========
كلمة.. وتحذير أخير
===========
اعلموا أن كل يحدث لكم هذه الفترة هو جزء من معركة ثقافية كبرى ضد هذا الدين وهذه الأمة.
إنها فتنة تهدف لتحويل الدين لثقافة، في مقابل ثقافة غريبة أخرى مليئة بالمغريات، وعندما تتخلون عن دينكم لصالح هذه الثقافة الغريبة، سيتم وقتها دعوتكم إلى الدين الجديد: “الدين الإبراهيمي”، دين الدَّجَّال الأكبر، وهو دين يهدف في مقامه الأول إلى جعلكم تابعين له، وعبيدًا لدى اليهود الذين سيكونون أعوانه.
كما أن فصلكم عن وطنكم، وإشعاركم بالدونية فيه ما هو إلا جزء من محاولة إضعاف هذه الأمة؛ حتى تسقط آخر الحصون المنيعة في هذه المعركة، وهي الجيوش الوطنية.
اعلموا أنكم الجيل المنوط به تربية الجيل المكلف بنهضة هذه الأمة وانتشالها من ركودها، فأرجو من الله ألا تفسدوا وتفقدوا إنسانيتكم وهويتكم؛ لأن هذا يعني أن أطفالكم سيكونون في وضع أسوأ بكثير.
عودوا إلى رشدكم، وتمسكوا بالعروة الوثقى، وتجمعوا حول أهل بيت نبيكم، فإنه إن سقط الجميع في هذه الفتنة، فإن الله سيحفظهم ويحفظ من كان هواه معهم.
اللهم اشهد أني قد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت شباب الأمة، وكشفت عنهم الغمة، وبثثتُ فيهم اليقين، وأخذت بأيديهم ليتجردوا من الحظ والهوى؛ حتى لا يحترقوا بنيران فتنة هذا العصر، وأسألك سبحانك أن تحفظهم من كل سوء.
وصلى الله على سيدنا ومولانا رسول الله وعلى آله وسلم.
=================================
نشر المقال لمجلة الإسلام وطن
عدد رقم (427) ربيع أول 1443 هـ – أكتوبر 2021م

شارك المقالة