رواية الجريمة والعقاب | أي عذاب يفوق عذاب رجل استرد ضميره النابض بالحق ؟!

رواية الجريمة والعقاب | أي عذاب يفوق عذاب رجل استرد ضميره النابض بالحق ؟!

رواية الجريمة والعقاب | أي عذاب يفوق عذاب رجل استرد ضميره النابض بالحق ؟!

الجريمة والعقاب..
انتهيت للمرة الثانية من قراءتي لرائعة الجريمة والعقاب للكاتب الروسي الرائع دوستوفيسكي.. واحسست انه ربما يخالطك شعور وانت تقرأ رواية ما ، بأنه قد أصبحت بينك وبين البطل صلة.

لتحميل رواية الجريمة والعقاب بصيغة pdf 

مكتبة فرندة الجريمة والعقاب دستوفيسكي pdf

مكتبة فرندة الجريمة والعقاب دستوفيسكي pdf

انتهيت للمرة الثانية من قراءتي لرائعة الجريمة والعقاب للكاتب الروسي الرائع دوستوفيسكي.

واحسست انه ربما يخالطك شعور، وربما كنت هو في كثير من المواقف، لكن ان تشعر ان مصيرك هو مصير رسكولينكوف (بطل الرواية ) بالتحديد فهو امر يفوق التصور.

لا لجريمة تكتمها نفسي ولكن لما آلت إليه أوضاع المجتمع.
استطعت ان استخلص ان دوستوفيسكي يريد ان يقول لنا علي لسان راسكولينكوف: أن المجتمع ينقسم إلي قسمين، بشر عاديين وبشر غير عاديين!!
* البشر العاديين : هم الذين يستحقون السحق..هم الفقراء والضائعين والمهمشين.. هم المرضي والمُشردين..
* البشر غير العاديين : هم الأغنياء وأصحاب السلطة والنفوذ..هم أصحاب المناصب السيادية.
وعلي البشر العاديين ان تُراق دماؤهم من اجل ان يحيا البشر الغير عاديين .. ان يعيشوا حياة بائسة من اجل ان ينعم البشر الغير عاديين بحياة كريمة ..هذا هو دورهم في الحياة..
لذا فكر رسكولينكوف الفقير الذي كان يتعلم ليلتحق بسلك القضاء ويصبح واحدا من هؤلاء البشر الغير عاديين..لذا قتل العجوز المرابية، وهو يعتبرها مجرد حشرة.

حتي انه تساءل قبل ان يقتلها:
– ماذا تصنع عجوز شمطاء بينها وبين الموت خطوة بأموال كالتلال..بينما يعيش مثلي يستقبل الحياة..حياة بائسة معدمة ؟
فإذا وجب على أحدهم ان يخطو علي جثة وفوق بركة دماء من أجل تحقيق أغراضه فما المانع طالما انه سيعيش مرتاح الضمير..وقد دلل على ذلك أيضاً مستشهداً بالقائد الفرنسي نابليون فيقول:

«إن السيد الحقيقي الذي يُسمح له بكل شيء يضرب طولون بالمدافع وينظم مذبحة في باريس وينسى جيشاً كاملاً في مصر وينفق نصف مليون رجل في معركة موسكو ثم ينسحب من الميدان بلغز في فيلنا إن هذا عند موته تقام له التماثيل وكل شيء إذاً مسموح له».
*****
ثم يضعنا دوستوفيسكي في مفاجأة..وهي ليست جديدة علي دوستوفيسكي الذي يمجد مشاعرالمتألمين..
راسكوليكوف بعد أن قتل ونهب الأموال وضعها في مكان بعيد..لم يستعملها..بل لم يستسغ الفكرة..فكرة انه لابد ان تُقتل طائقة وتُذل وتتألم من أجل ان تحيا الأخري وتنعم..ودارت بعقله رحى الأفكار المؤلمة وضربات الضمير القاتلة.. الضمير الذي يستفيق ويرفض كل ما حوله..ويتأكد له ان كل ما حوله مصنوع من الكذب.. واي عذاب هذا الذي يفوق عذاب رجل أسترد ضميره النابض بالحق ؟!
وكأن راسكولينكوف يريد أن يقول بما أن هناك من يرتكب جريمة القتل بحق آلاف البشر بحجة أنه في صالح السواد الأعظم من البشر لماذا إذاً نجرم هذا الفعل؟! هل يجب امتلاك تصريح الجدارة بالقتل كي نبرر هذا الفعل ؟؟
في النهاية يقول دوستوفيسكي ملخصا القضية كلها في تلك الجملة:
يقول على لسان راسكولينكوف:

«ليهرق كل الناس ما شاءوا من الدم. إن ما سال منه وما سيسيل جازفاً على الأرض، يهرق كما تسفح الشامبانيا، ومن أجله يتوجون في الكابيتول، ويرفعون إلى مصاف المحسنين للإنسانية»

ثم يخرج علينا بعد ذلك من يقول انه لا يستسيغ كتابات دوستوفيسكي..أليست هذة مآساة.

أشرف غازي

للمزيد..

بيت القبطية لـ أشرف العشماوي | حَاكموا هدى لأنها أرادت الحياة pdf

صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh

الجريمة والعقاب | أي عذاب يفوق عذاب رجل استرد ضميره النابض بالحق ؟!
الجريمة والعقاب | أي عذاب يفوق عذاب رجل استرد ضميره النابض بالحق ؟!
شارك المقالة