عليكُن بالكهرمان والزمرُّد .. كيف تتشابك رائحة الأنثى مع عبق الكهرمان؟!

عليكُن بالكهرمان والزمرُّد .. كيف تتشابك رائحة الأنثى مع عبق الكهرمان؟!

 

عليكُن بالكهرمان والزمرُّد .. كيف تتشابك الأنثى مع رائحة الكهرمان؟!

أحمد الشَّهاوي
ahmad_shahawy@hotmail.com

اخترتُ أن أبدأ القسم الأول من كتابي ” أنا من أهوى 600 طريق إلى العشق ” الصادر عن الدار المصرية اللبنانية ” في سبتمبر 2016 ميلادية ، وهو مُكوَّن من ستة أقسام ، في كل قسم مئة طريق إلى العشق ب ” آية الكهرمان ” ، لأن الكهرمان مادة ما أن فركتها يدك ، حتى خرجت منها رائحةُ شجر الصنوبر أو رائحةُ الكافور ، التي تشبه إلى حدٍّ كبيرٍ رائحة جسد الأنثى ، التي بالتالي تشبه رائحة الأرض العطشى ، عندما تُرْوَى أو ينزل مطرٌ في دغلها السريِّ .

كما أن الكهرمان أو القهرمان أو العنبر إذا ما أُحرِق ، انبعثت منه – أيضًا – رائحةٌ مدهشةٌ آسرة وخاصة وغريبة تُغري وتجذبُ ، إضافةً إلى ظهور لهبٍ مشتعلٍ مزدوجٍ ، يلمعُ ويبرقُ كعينيْ المرأة البريَّة ساعة العشق .

والكهرمان أبديٌّ ، لا يذوبُ في الماء ، إذْ هو مادةٌ عضوية

للمزيد..

لماذا يتأخر زواج بعض الفتيات ؟! فتش عن الكارما وقانون الطاقة المعاكسة |بارانورمال فرندة

 تكوَّنت قبل ملايين أو آلاف السنين ، متسقٌ في شكله كجسدٍ باذخٍ منيرٍ ، وذو خصائص تتغيَّرُ كالمرأة تمامًا في سماتها ، لأنه يتحدُ ويستوعبُ ويحتوي ويحتضنُ ، إذ نرى الكهرمان يحتوي كائناتٍ داخله عمرها كعُمر الحضارات القديمة ، كأنه الأزلُ .

ومن صفات الكهرمان تنوُّعه في اللون والشكل ، حيث نجدُ ألوانه تتعدَّدُ بين الأصفر والبرتقالي والأحمر البنِّي المائل أحيانًا إلى الأسود ، والأزرق وهو نادرٌ وفريدٌ .

كيف تتشابك الأنثى مع رائحة الكهرمان
كيف تتشابك الأنثى مع رائحة الكهرمان

وكون النساء يعشقن الكهرمان ، ويستخدمنه في مُجوهراتهن ، فهو أيضًا يُشفي من الآلام والأوجاع ، وهو دواءٌ لكثيرٍ من الأدواء ، ويحمي من الشرِّ والأذى ، خُصوصًا من الحسد ، وأعمال السِّحر تحديدًا ، ويمنح الدماغَ طاقةً إيجابيةً ، ويضبط إيقاع القلب ، ويُبعد الشيخوخة عن صاحبته ، إذْ من أسمائه أنه ” إكسير الشباب أو إكسير الحياة ” ، ومن خبراتي كمهتم بالمجوهرات ، دائمًا ما أنصحُ النساء بارتداء الكهرمان كحليٍّ تزيدهن جمالا وصحةً .

وهناك أساطير كثيرةٌ حول الكهرمان لدي الشعوب ، إذْ يعتقدُ كلُّ شعبٍ في قدرته على فعل شيءٍ يخصُّ الإنسان .
ومن خصائص الكهرمان الحقيقي – غير المُزيَّف – أنه يطفو في الماء المالح ، وإذا ما نزل في القاع فهو غيرُ حقيقيٍّ أو غير طبيعيٍّ ، تم تصنيعه من مواد أخرى حديثة ، رخيصة الثمن ، وهو عندي في هذه النقطة يشبه النساء البريَّات اللواتي لا يتكلَّفن ، ولا يتصنَّعن ، ولا يدَّعين ما ليس فيهن من سحرٍ وأسْرٍ وجاذبيةٍ .

وقد افتتحتُ به كتابي ؛ لأن الكهرمان بدأ في الأصل ” دمعةً ” أسطوريةً عابرةً للأزمان والأجيال والحضارات على ساق شجرة صنوبر ، ظلَّت تكبرُ وتنمو طوال ملايين أو آلاف السنين ، حتى صارت للناس زينةً ، كدمعة المرأة التي تبدأ صغيرةً ، وتكبرُ حتى تتحجَّر في المآقي مع تكاثف آلامها ، وتزايد أوجاعها ؛ مما يلحق بها من المجتمع المحيط ، ومن الرجل الذي أحبَّت أو ارتبطت به ، تلك دمعةٌ أبديَّةٌ كانت في الأصل نقيَّةً وبريئةً ، لكن من فرط تكرار نزولها شابتها شوائبُ ، وعلقت بها على مدار السنين ذرَّات الأسى ، وغُبار الوجع ، لكنَّها تظلُّ رغم ذلك الأصفى والأنقى والأشفّ والأندر .

وكان اليونانيون قديمًا يعتقدون أن الكهرمان ما هو إلا ” دموع الإله ” ، حيث كانت الأشجار تبكي دموعًا ذهبيةً ، تحوَّلت بعد ذلك إلى الكهرمان ” الذهبي ” .

والكهرمان ابن مملكة النبات يشبهُ جسدَ المرأةِ في ليونته وانسيابيته وتجلِّيه وإشراقه ، وكذا في شفافيته ونقائه ، ودرجة نورانيته ، إذ من السهل تشكيله وتطويعه وصياغته ، وقد استخدمه المصريون القدماء لطرد الأرواح الشريرة ، والكهرمان كالمرأة تمامًا ، إذْ عندما يتعرَّض للنور يتحوَّلُ ويتغيَّرُ كيانه ، وكذا المرأة إذا ما تعرَّضتْ لنور العشقِ صارت كائنًا آخرَ غير الذي كانت عليه .

كنتُ أخجل وأنا صغير من نطق الزمرد والزبرجد وأميل إلى التعويض عنهما بنطق الذهب والماس والفضَّة واللؤلؤ والياقوت والعقيق والجاد ( اليَشْب ) ، … لأن ليس في أسمائها حرف الراء ، إذ كنت وما زلت أنطق الراء الباريسية ، ولأنني لم أعد أخجل من نطقها ، ولما كنت في المدرسة ألقي خطبي أتجنب الكلمات المحتوية حرف الراء كواصل بن عطاء ، فقد اختتمت كتابي ( أنا من أهوى 600 طريق إلى العشق ) بقسمٍ سادسٍ أسميته ( زمرد الجنة ) ، يضم مئة طريق إلى العشق ، إذ الزمرد – عندي – هو الجنة لمن تلبسه من النساء .
وقد ساءلتُ نفسي هل النساء يحببن الزمرد ؛ لأن قلوبهن خضراء كلونه ، شفيفة ونادرة وعالية القيمة ؟
وإذا كان جسد المرأة بحُكْم تضاريسه الجغرافية الفاتنة يُفْتِنُ بانحناءاته وانسياباته ، حيث يخفي ويستر ، فإن الزمرد يحتوي قشورًا دقيقةً تسمَّى سُتُر ( جمع ستار ) ، وهي تستر وتحجب تمامًا ، كما تفعل المرأة حين تخفي زمرد جسدها بما يشفُّ أو يخفي ، أو إن شئت قل الدانتيل أو الحرير الذي يصف ويبدي ويظهر ويغري .

والزمرد الذي قصدتُه في القسم الأخير من كتابي هو ( زمرد الجنة ) ، الذي تُعْجَب به النساء ، ويسعين إلى ارتدائه ، إذ هو شديد الشعاع كأرواحهن ، خُصوصًا البريَّات منهن ، اللواتي لا يحببن اختلاطًا في تكوين أرواحهن كالزمرد الذي ( لا يشوب خضرته شيء من الألوان من صفرة ولا سواد ولا غيرهما ، حسن الصبغ ، جيد المائية ) كما يذكر أبو العباس أحمد بن يوسف القيسي التيفاشي في كتابه ” الأحجار الملوكية ” .
والزمرد في حضوره كحضور الأنثى في كسرها للضوء ، ووهجها ، وتوقدها ، ولمعان عينيها ، إذ هو حجرٌ لديه قدرةٌ على خلق إيقاعٍ نغميٍّ عالٍ لدي المُحبين من العارفين في العشق ، فهو ابن المنطق والروح ، حيث يمنح الحكمة لمن يرتديه ( وربما هذا ما جعلني أقتني خاتمًا لي من الذهب المُطعَّم بالزمرد والماس من مزادٍ في أمستردام ) .

كيف تتشابك الأنثى مع رائحة الكهرمان
كيف تتشابك الأنثى مع رائحة الكهرمان

ولأن الزمرد يُؤسِّس للفرح والعشق ، فقد ختمتُ به كتابي ، وربما – أيضًا – أردتُ لمن يقرأ – خُصوصًا النساء – أن لا يُلْدَغن من ثعابين الرجال ، ويكشفن كذبهم عليهن ، حيث يحمي الزمرد من لدغات الثعابين والحيَّات ، وكذا يشْعر القلب بالكذب ، إذا ما رأى أحدًا يكذب ، فيتغيَّر لونه .

وإذا كان الزمرد يمنح المرأة سِحْرًا وألقًا ، فإنه يُبْطِلُ عمل السِّحْر ومسّ الشياطين ، ويُورِّث الجاه ، ويمنح الفصاحة ، ويؤجِّج الشهوة في العشق ، ويُعتقَد في تعبيره عن الوفاء .
هل أردتُ باستخدامي الأحجار الكريمة مفاتيح لكتابي – وليست فقط مجرد عناوين – أن أداوي النفوس بها حينما ترتبط بالعشق ؟
لأن الزمرد – مثلا – شافٍ للقلب ، يؤثِّر إذا ما اكتمل القمر وكان في تمامه ، خُصوصًا إذا أتى الربيع مختالا ، كما أنه جسرٌ بين قلبين منقوعين في العشق .

والزمرد – عندي – حجرٌ مُقدَّسٌ يرمزُ إلى الخلود والخصب والخير والخيال والماء المُنَزَّل من السماء ، إنه حجرُ النبوءات والأسرار والغموض والديمومة .
فكان المصري القديم يتَّخذ الزمرد تمائمَ تقيه وتحميه ، وتدفع عنه الأذى ، وتمنحه البركة والبقاء .
ولكم تمنيتُ أن أنقش – لمن أعشقُ – الستمائة طريق إلى العشق على أحجار الزمرد ، مثلما نُقشت الوصايا العشر على ألواحٍ من الزمرد كما يُروَى.

للمزيد..

هل علاقة توأم الشعلة كارمية أم إلهية ..وكيف نميز بين الحب السام والعشق السامي؟

صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh

عليكُن بالكهرمان والزمرُّد .. كيف تتشابك رائحة الأنثى مع عبق الكهرمان؟!
عليكُن بالكهرمان والزمرُّد .. كيف تتشابك رائحة الأنثى مع عبق الكهرمان؟!
شارك المقالة