التحرش في السينما المصرية… 678 فيلم دق ناقوس الخطر
ما بين الصمت والقضاء>> الفيلم رصد ردود أفعال 3 سيدات تعرضن للتحرش
“عشان تدافعي عن نفسك مش معناه انك تشيلي سلاح، ستات كتير معاها سيلف ديفنس ومبيقدروش يدافعوا عن نفسهم، اللي عايز يدافع عن نفسه لازم يكون واخد قرار اللي
هيمد ايده عليا هقطعاله ..هيخاف منك لان المتحرش بيدور على الضعيفة، والست اللي متتكلمشي وتسكت”
بهذة الكلمات خاطبت “صبا” رواد جمعيتها من ضحايا التحرش والتي قامت بدورها الفنانة نيلي كريم في فيلم 678.
فلم تغفل السينما المصرية ظاهرة التحرش الدخيلة على المجتمع المصري، وحاولت تبيان اسبابها ودوافعها، وكيفية علاجها في رسالة هامة ليس للانثى المصرية فقط ولكن للرجل ابا او زوجا او ابنا.
الأتوبيس.. معاناة يومية
تناول الفيلم الذي عرض في عام 2010 ظاهرة التحرش متخذا من رقم أحد اتوبيسات هيئة النقل العام عوانا للفيلم باعتبار ان المواصلات في مصر أحد الأماكن الخصبة التي تعد مرتع للمتحرشين بضحاياهم.
عاصفة من الجدل وزوبعة من من الاستهجان أثارها الفيلم، الذي جسد ظاهرة التحرش ، ومارست فيه السينما المصرية دورها في مناقشة القضايا الاجتماعية، لماذا وكيف واين؟.
أثار فيلم 678 ضجة عالية بتناوله ظاهرة التحرش الجنسي في مصر والتي جسدتها احداثه وتأثيرها علي امن واستقرار المجتمع، وعبر الفيلم بسلاسة عن جريمة ترتكب يوميا في حق الانثى المصرية تحت مزاعم واهية ودوافع رخوة بزعم ضيق ثيابها أو ظهور جمالها كأنها سبة في صفحة البنت المصرية.
التحرش.. الظاهرة المسكوت عنها
الفيلم وضع أنامله على جرح غائر مسكوت عنه يهدر كرامة وأدمية الفتاة المصرية، والرؤية الفنية للقضية البسته ثوبا من الحياء فلم ينطق الفيلم بكل ما يحدث فعلا في وسائل المواصلات والطرقات العامة،ولكنه استطاع ان يطلق رسالة تحذير من استفحال ظاهرة التحرش الجنسي قبل ان يأتي يوما تخاف فيه المرأة المصرية من الخروج وحدها، بل هذا ما يحدث الأن.
الفيلم بين أيضا ظاهرة السكوت التي سيطرت زمنا على المرأة خوفا من الفضيحة أو العار التي قد يلحقها جراء بوحها بتعرضها للتحرش.
مخرج الفيلم كشف وقتها ان احداثه حقيقية واختار لرؤيته الدرامية 3 فتيات تعرضن للتحرش في ظروف مختلفة، راصدا رودود افعالهن.
3 سيدات وضابط
الثلاث فتيات عبرن عن 3 شرائح اجتماعية ومادية وثقافية مختلفة.
بطلة الفيلم ” صبا” فتاة ارستقراطية ثرية وزوجها يعمل كطبيب، جسدت دورها “نيللي كريم” ، تخسر زوجها جراء تعرضها لحادثة تحرّش في ميدان عام، بعد مباراة كرة قدم، وتطلب الطلاق منه لتخلّيه عنها عقب تعرضها للتحرش، الأمر الذي أدى بها لفقدان جنينها.
استطاعت “صبا” تحويل غضبها المجتمعي من الحادثة إلى حراك اجتماعي فأسست جمعية للتصدي للتحرش، وتحفيز المرأة للدفاع عن نفسها رغم رفض المجتمع على الاعراف بها.
والثانية ” فايزة ” موظفة في مصلحة الشهر العقاري زوجة شابة محافظة، فقيرة مضطرة لاستخدام الحافلة يوميا، عبرت عن الطبقة المتوسطة، وجسدتها الفنانة “بشري” زوجة باسم سمرة الذي يعمل كفرد أمن.
اضطرت “فايزة” إلى طعن أحد المتحرشين وجرحه في منطقة حساسة، في محاولة منها للدفاع عن جسدها غثر تحفيز “صبا” لها، في ظل صمت واستنكار ركاب الحافلة.
والفتاة الثالثة ” نيللي ” تعمل كممثلة استاند اب وتنتمي لأسرة متوسطة عادية وأدت دورها “ناهد السباعي”.
فتاة متوسطة الحال، تضرب مَن حاول لمسها في الطريق العام وامام منزلها على مرأى من أمها، أثناء نزولها من سيارة خطيبها متجهة إلى بيتها.
لتدخل بعدها في رحلة مجتمعية تخوضها بإصرار على استكمال عمل محضر ورفع دعوى قضائية، غير مبالية من تحذيرات المحيطين بالكشف عن عذريتها.
فيما يسعي ضابط المباحث “عصام” الذي جسد دوره الفنان ماجد كدواني، لإماطة اللثام عن تعرض عدة رجال في أماكن مختلفة لإصابة في حافلات هيئة النقل العام.
يطالب ضابط البوليس بوجود مخبر في كل أتوبيس لمعرفة أسباب من وراء تلك الطعنات.
ليرصد الفيلم 3 رودو افعال مختلفة تجاه فعل واحد، فكلهن تعرضن لمضايقات جسدية، وكلهن رددن على المضايقة والتحرش حسبما الفت ونشأت كل منهن.
تقرير حقوقي
ذهب الفيلم في طرح النقدي لظاهرة التحرش، إلى أن غالبية النساء المصريات واجهن تحرشا لفظيا او جسديا، وأكد فكرته أن تقريرا حقوقيا صدر وقتها، ذكر أن نسبة 98% من النساء الأجانب اللاتي يزرن مصر، ونسبة 83% من النساء المصريات من عينة استطلاع الراي حول التحرش، افدن أنهن تعرضن للتحرش الجنسي.
هجوم حاد
في الأيام الأولى لعرض الفيلم بدأت الشركة المنتجة في إرسال العديد من رسائل خدمة الرسالة القصيرة إلى الهواتف المحمولة بطريقة عشوائية تلقى فيها الضوء على اضرار التحرش وتطرح من خلالها بعض الاحصائيات الهامة عن نسب التحرش الجنسي في مصر.
تكريم الفيلم عالميا
حصد فيلم 678 عدة جوائز أهمها
مهرجان جمعية الفيلم السنوي للسينما المصرية.
جائزة ممثل الدور الأول-ماجد الكدواني عن فيلم 678
اقرأ أيضًا: