مسلسل البحث عن علا | لا دي علا ولا دي طبقة متوسطة !!
بغض النظر عن مسلسل البحث عن علا إن دي مش علا عبد الصبور ولا دي طبقة متوسطة ولا دي شكل حياة أغلبية الستات المصريين لا وهما متجوزين ولا بعد الطلاق.. وبغض النظر عن إن احنا مبقيناش متشافين خالص ولا حد مهتم أنه يستعرض – مش يحل حتى لا يستعرض بس حتى – مشاكلنا الحقيقية .. وبغض النظر برضو عن إن المسلسل بشكل عام لطيف ومسلي مش أكتر لكنه مبيقدمش طرح حقيقي إلا يمكن على مستوى المشاعر بس .. يعني في جمل حوارية كتير أوي آه حقيقية جداً خاصة كل الكلام اللي اتقال على لسان “نادية” بنت علا.
بغض النظر عن كل دة أنا عايزة اتكلم عن الخطاب اللي بقى موجه للستات المصريات مؤخراً طول الوقت بضرورة وحتمية التحقق الوظيفي وتصوير دة على أنه شيء سهل وممكن وهيقدر يخليها حرة ومتحتاجش لحد.. في بلد مش ربعها ولا خمسها حتى ستاتها في نفس مستوى بطلات المسلسلات النسائية اللي بتستعرض قصص نجاحهم بعد الانفصال .. لا على المستوى الاجتماعي ولا التعليمي ولا المادي .. في بلد فرص الستات فيها قليلة أصلاً ولو اتوجدت فعمرها ما هتكون في موازاة فرص الرجالة حتى للستات اللي مسابوش مجال العمل أصلاً ولا قعدوا ف البيت بعيال ولا خدوا أجازة وضع ولا أي بتنجان.
في مجتمع بيسمح للست انها تشتغل بس لو دة مش هيأثر على “واجباتها” كزوجة وأم.. في مجتمع بيعيب على الست اللي بتتلقى مساعدات حتى لو بفلوس شقاها وتعبها بحجة ما كل الستات بتشتغل وتربي العيال وتعمل أكل كل يوم وتلحس الأرض والحيطان وتغسل على ايديها من غير غسالة كمان .. في مجتمع الناس بتتهم الست اللي عايزة تجيب غسالة أطباق انها مش ست أصلاً! في مجتمع بيبرر للراجل أي تصرف خا.ين وجبا.ن عشان مراته مسحولة بين الشغل والبيت ومش واخدة بالها منه فهو اضطر آسفاً أنه يبص برة .. واقعدي يا حبيبتي حاجي على بيتك وجوزك وعيشي على قده مش لازم شغلك اللي خرب البيت دة وخلاكي تقصري.
الست دي من حقها تماماً انها تكتفي بالأشغال الشاقة كزوجة وأم وترفض تكون جزء من سوق العمل المجحف أصلاً اللي مش هيديها حقها أساساً تمسكاً بأمل زائف أن لما هشام يقف ف الشارع يقولها أنا مش قادر اكمل أنا عايز نتطلق أصل أنا جبت موتوسيكل وحاسس أن لازم اغير حاجة ف حياتي تقوله سلام للباشا وهو ماشي (بصوت احمد عز ف المصلحة).. ويتش إيز مش حقيقي والله.
كام ف المية من الستات اللي خلفوا عيلين وخدوا أجازات وضع ورضاعة وأذونات عشان العيل سخن أو عشان عندها عزومة بكرة أو عشان جوزها واخد أجازة وعايز يفطر في البيت فطار ويريح ولازم تقعد تخدمه بتكون على قدم المساواة مع زميلها اللي بيشتغل ف نفس الشركة من نفس التوقيت؟ مين فيهم بيترقى أحسن؟ مرتبها يقدر يفتح بيت زي مرتب زميلها ماهو فاتح بيته؟ لو جوزها خلع وقال أصل أنا زهقت وراح يعيش أزمة منتصف العمر واللي على الأغلب مبيبقوش زي هشام وعلى الأغلب بيطلقوا العيال مع امهم هتقدر هي لوحدها تشيل الليلة؟
كام نسبة الستات اللي عارفين ومقتنعين وجزء من علاقة فيها الطرف التاني مقتنع كمان أنه الجواز شراكة؟ واني لازم اشتغل عشان الشغل مش رفاهية لكن كمان لازم نتشارك ف البيت والعيال ومسئولياتهم وحتى الأكل والشرب؟ هو ايه الأول؟ البيضة وللا للفرخة؟ احنا عندنا لسة بنتناقش الست تتضر.ب جامد وللا ضر.ب مهين بس غير مبرح.. فالمسلسل دة – وغيره – متوجه لمين بالظبط؟
أعتقد أذكى حاجة في المسلسل دة أنه عارف التارجت أودينس بتوعه فهو مسلسل ف النهاية معروض على نتفلكس فمش قادرة الومه أنا بتكلم بس عن الخطاب اللي بقى موجه للستات مؤخراً أنه هي اللي أكلت الجبنة مع انها بتكون مجبرة انها تسيب كل حاجة في سبيل تكوين أسرة .. وان دول الأغلبية المطحونة مش مجتمع الفيس بوك المؤمن بإن المرأة إنسان.
دور الزوجة والأم مش أسهل من الحياة العملية.. والحياة العملية شاقة جداً مع كون الست زوجة وأم وأصلاً العائد لا يمكنه تحقيق الأمان المادي ف معظم الأحوال.. مش عدل أبداً أن الست تشيل كل حاجة لوحدها وبعدين نيجي نقولها إلا صحيح انتي مبتحققيش ذاتك ليه؟ ليه مستنية جوزك يصرف عليكي؟ الست من حقها تختار الدور اللي تلعبه ف الأسرة ومينفعش نحكم عليها بالفشل أو بالتقصير عشان هي قررت تفضل دور عن دور.. عشان محدش يقدر يقوم بكل الأدوار لوحده.. دة مش عدل أبداً.
المسلسل خلاني وقر في قلبي عدل القوانين الأجنبية اللي بتخلي الطرف اللي يزهق ويقول مش لاعب يقسم ثروته مع الطرف اللي فنى عمره وشبابه وكاريره عشان يكون “ساكر مام” بلغة الأمريكان اللي هي ست مبتشتغلش بتسوق فاميلي كار بتاخد بالها من أكل عيالها ولبسهم وتربيتهم وتمارينهم ومذاكرتهم ودروسهم بتعمل أكل كل يوم وبتقرا بيد تايم ستوري للعيال وغالباً بتكون عايشة مع أسرتها ف بيت ف السابربس .. العالم المتحضر مش كله ستات محافظين على كاريرهم مخافة ذل الحاجة والانفصال لكن عارفين انهم قصاد إيمانهم بأهمية الأسرة مستقبلهم متأمن بالقانون.
من حق الست ترفض تشتغل برة وجوة .. ومن حقها قوانين تأمن مستقبلها لو جوزها فجأة اشترى موتوسيكل ولبس جاكت جلد وقرر يعيش مراهقته .. ومن حقها متبتديش من الأول بعد الأربعين .. الحل مش اننا نضغط الستات اكتر – في رأيي – الحل اننا نحط قوانين عادلة ومنصفة.
For more..
Sex is a divine gift or a worldly constraint?! From the book Conversations with God
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh