ما أسباب فرط النشاط الجنسي عند المرأة؟

الرغبة الجنسية حاجة بيولوجية أساسية في الإنسان رجلا أو امرأة، ويختلف الناس فيما بينهم في مستويات الرغبة الجنسية على نطاق واسع، من عدم الرغبة في ممارسة الجنس على الإطلاق إلى الرغبة في ممارسة النشاط الجنسي كثيرًا، ولا يوجد تعريف للدافع الجنسي “الطبيعي”، فما يراه شخص ما على أنه دافع جنسي مرتفع قد يبدو طبيعيًا لشخص آخر، كما أن التغييرات في الدافع الجنسي أو الرغبة الجنسية للشخص الواحد في الأحوال المختلفة أمر طبيعي، وعادة لا يمثل الدافع الجنسي العالي أو فرط النشاط الجنسي مشكلة إلا إذا بدأ في إعاقة الأداء اليومي، ورغم أن فرط النشاط والرغبة لدى الرجال أكثر شيوعًا عن النساء، فهو لا يقتصر على جنس الرجال، وسنتناول اليوم أسباب فرط النشاط الجنسي عند المرأة، وكيف يمكن للزوج أن يتعامل معه

.

أسباب فرط النشاط الجنسي عند المرأة

يختلف ما يشكّل الدافع الجنسي الطبيعي من شخص لآخر، ومن المرجح أن تزداد الرغبة الجنسية لدى الأفراد بشكل ما في أوقات مختلفة من حياتهم، إذ يعتمد الدافع الجنسي على عوامل مثل

:

  • العمر والهرمونات: تلعب التغيرات الهرمونية المتصلة بالعمر دورًا كبيرًا في الرغبة الجنسية، وأظهرت إحدى الدراسات أن النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 27 و45 عامًا لديهن رغبة جنسية أكبر من النساء الأصغر سنًا أو الأكبر سنًا، كذلك تتقلب الرغبة الجنسية للمرأة طوال الشهر، وغالبًا ما تبلغ ذروتها في وقت الإباضة عندما تكون مستويات هرمون التستوستيرون في أعلى مستوياتها، لذلك من الناحية البيولوجية، من المنطقي بالنسبة للإناث أن يشعرن برغبة جنسية أكبر في هذا الوقت.
  • الحمل والولادة: كذلك لهما تأثير كبير في حياتك الجنسية، لكن الأمر يختلف من امرأة لأخرى، تتغير الهرمونات في جسدك طوال فترة الحمل، قد يعني هذا زيادة في الرغبة الجنسية في بعض الأحيان خاصة خلال الثلث الثاني من الحمل، وقد يعني قلة الرغبة لدى نساء آخرين.
  • الصحة النفسية: يمكن أن تؤثر مستويات التوتر أيضًا في الرغبة الجنسية، ففي أوقات التوتر الشديد قد يشعر بعض الناس بانخفاض الرغبة الجنسية، بينما قد يسعى بعضهم الآخر إلى الإشباع الجنسي كمخفف للتوتر.
  • اللياقة البدنية ومستويات الطاقة: وجدت الأبحاث أن الأشخاص الذين يتمتعون بلياقة بدنية يكونون أكثر ميلًا إلى الرغبة في ممارسة الجنس والاستمتاع بالإثارة المتزايدة والحصول على نشوة أفضل.
  • استهلاك الكحول: قد يزيد من الرغبة الجنسية على المدى القصير، ومع ذلك قد يقلل إدمان الكحول من الإثارة الجنسية والأداء والرضا على المدى البعيد.
  • استخدام العقاقير المنشطة: مثل الكوكايين قد يؤدي إلى زيادة الرغبة الجنسية أيضًا.

كل ما ذكرنا من أسباب يعتبر حالات طبيعية لا تشكل أي قلق، لكن أحيانا يتحول فرط النشاط الجنسي إلى ما يسمى بالسلوك الجنسي القهري، أو اضطراب فرط الرغبة الجنسية أو الإدمان الجنسي، وهو الانشغال المفرط بالتخيلات الجنسية أو المثيرات أو السلوكيات التي يكون من الصعب السيطرة عليها، وتسبب لك القلق أو التأثير السلبي في الصحة أو العمل أو العلاقات أو أجزاء الحياة الأخرى، وهذه حالة مرضية تتطلب اللجوء للطبيب ومعالجتها، رغم أن أسباب السلوك الجنسي القهري غير واضحة، فإنها تشمل:

1.

اختلال التوازن في المواد الكيميائية الطبيعية للدماغ، بعض المواد الكيميائية في الدماغ -الناقلات العصبية- مثل السيروتونين والدوبامين والنوربينفرين تساعد على تنظيم مزاجك، قد تكون المستويات العالية من هذه الناقلات ذات صلة بالسلوك الجنسي القهري

.

2.

التغيرات في مسارات الدماغ، السلوك الجنسي القهري قد يكون إدمانًا، ومع مرور الوقت قد يسبب تغيرات في الدوائر العصبية في الدماغ، خاصة في مراكز التعزيز كحالات الإدمان الأخرى ما يتطلب محتوى جنسيًا أكثر كثافة وتحفيزًا مع مرور الوقت من أجل الوصول الإشباع والراحة

.

3.

الحالات التي تؤثر في الدماغ، قد تسبب بعض الأمراض أو المشكلات الصحية، مثل الصرع والخرف، ضررًا لأجزاء من الدماغ تؤثر في السلوك الجنسي

.

4.

علاج مرض باركنسون ببعض الأدوية المحفزة للدوبامين قد يسبب السلوك الجنسي القهري

.

نصائح للتعامل مع الشهوة الزائدة عند الزوجة

إذا كان لديك رغبة جنسية زائدة، فربما تساعد الخطوات التالية زوجك على التعامل مع الأمر، فلا تترددي في مشاركته إياها:

  • لا تقلق بشأن الأفكار الشائعة والتقليدية عن الرغبة بين الجنسين، يفترض كثيرون أن زيادة الشهوة الجنسية تحدث عادة للرجال، لكن هذه ليست الحال دائمًا، فالنساء أيضًا قد يواجهن ذلك، فلا تقلق بشأن تلك الأفكار، وحاول التركيز على كيفية قيامك أنت وزوجتك بالتعامل مع الأمر وإسعاد بعضكما.
  • التواصل بين الزوجين، من الشائع أن يسود الصمت بين الأزواج وعدم البوح بالمخاوف والإحباطات بشأن حياتهم الجنسية، تذكر أنه دون تواصل واضح لن يتغير شيء، نعلم أن الأمر قد يكون غير مريح وصعب، لكن لا تتردد في إجراء محادثات صادقة مع زوجتك، اختر وقتًا تكون فيه هادئًا وفي مزاج جيد وتحدث بصراحة.
  • راجعوا معالجًا جنسيًا، يتردد كثيرون في الحصول على مساعدة احترافية من معالج جنسي أو مستشار زواج، لكن المنظور الخارجي يمكن في الواقع أن يخفف كثيرًا من الضغط، والسماح لطرف ثالث مدرب بتقديم التوجيه قد يكون أكثر فائدة مما تعتقد.

ختامًا، بعد أن وضحنا أسباب فرط النشاط الجنسي عند المرأة، يجب الانتباه إلى مدى تأثير ذلك في حياتك اليومية، فقد يكون الأمر متعلقا بمرض السلوك الجنسي القهري الذي أشرنا إليه، وهي حالة تتطلب التدخل الطبي، إذ يمكن أن يكون لها عديد من العواقب السلبية التي تؤثر فيك وفي زواجك وأسرتك.

شارك المقالة