مواصفات شريكة العمر في التراث العربي

مواصفات شريكة العمر في التراث العربي

سنة الله في خلقه منذ أن خلق آدم و حواء ، إذ جعل المرأة لا تستغنى عن الرجل ، و الرجل لا يعيش دون المرأة ، فهي السكن و الشريك المباشر الذي يشاركه أعباء الحياة

و خطورة دور المرأة في كونها مربية الولد و موضع السر و النجوى و هي الركن الأساسي في الأسرة و نصف المجتمع ، و عنها يرق الأبناء كثير من المزايا و الصفات ، و في أحضانها تتكون عواطف الطفل ، و تنمو ملكاته ، و يتعلم منها اللغة مباشرة ، و يكتسب الكثير من التقاليد و العادات ، كما يتعرف المبادئ الأولى عن دينه ، و يتعود السلوك الاجتماعي ، و لهذا قال الشاعر :

الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق

و للعرب الذين شرفهم الله برسالة الاسلام نظرة خاصة في مواصفات المرأة من النواحي الشكلية و الجسدية و النفسية و الاجتماعية و السلوكية ، جاء الاسلام و هذبها و أتم ما فيها من مكارم الأخلاق ، فالمرأة تنكح لمالها و لجمالها و لحسبها و نسبها و لدينها ، فقال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فاظفر بذات الدين تربت يداك ، لأن صاحبة الدين تكون قد استكملت كافة الصفات المحمودة ، و من المزايا التي يجب توافرها في المرأة المخطوبة أن تكون من بيئة كريمة معروفة باعتدال المزاج ، و هدوء الأعصاب ، و البعد عن الانحرافات النفسية و المرأة ذات الخلق و الدين و الأصل أجدر أن تكون حانية على ولدها راعية لحق زوجها ، ,قد أباح الشرع أن ينظر الرجل إلى مخطوبته قبل الزواج لترتاح لها نفسه في لوتها و شكلها و قوامها ، و هي كذلك لأن من الطبع السليم ألا يقبل بدميمة ، و للعيم مقاييسها ، ففي الحديث أن المغيرة بن شعبة خطب امرأة ، فأخبر رسول اله بذلك فقال له : اذهب فانظر إليها فـانه أحرى أن يؤدم بينكما ” أي تدوم بينكما المودة و العشرة

و من طرائف العرب أن رجلا أتوه بخطيبة لم يرها قط ، فشبهها بليلة المحاق التي يختفي فيها القمر كلية من السماء ، فلما انبلج الصبح عافتها نفسه و نفر منها ، قال :

أتوني بعا قبل المحاق بليلة فكان محاقا كله ذلك الشعر

و ما غرني بهذا الاخضاب كفها و كحل بعينيها و أثوابها الصفر

تسألني نفسي هل أحبها فقلت الآل و الذي أمره أمر

و لأجدادنا العرب طرائف و أخبار غي مواصفات المرأة المرشحة للزواج ، فابن البادية لديه مواصفات معينة ، و الحضري ابن المدينة لديه مواصفات ، فما الصفات المثالية في بنت البادية هو ما يرويه أحخد الصحابة لسيد\ما علي ، قال : لما أتي بسبايا طيئ طانت في النساء جارية حماء ، حوراء العينين لعساء لمياء عبطاء شماء الأنف معتدلة القامة ” فكان هذا الصحابي بهم أن يطلبها من النبي ، و لكن النبي أعتقها و أكرم مثواها عندما علم بأنها ابنة حاتم الطائي .

و قد يكتفي العربي صاحب الفراسة بالنظر إلى أم المخطوبة و أبيها ، فقد قال عمرو بن العلاء : ” لا أتزوج امرأة حتى أنظر إلى ولدي منها ، ثيل له : كيف ذلك ؟ قال : انظر إلى أبيها و أمها فإنها تجر بأحدهما .

و العربي غيور على المرأة فقد يشترط أحدهم أن تكون جميلة و محجوبة عن الناس لا يراها أحد ، قال الشاعر :

هيفاء إذا استقبلتها صلف عبطاء غاضة الكعبين معطاء

خوذ من الخفرات البين لم يراها بساحة الدار لا بعل و لا جار

و من فراسة العرب و قيافتهم أنهم كانوا ينشدون في بنات بعض القبائل مواصفات خاصة ، فأدق الكعبين بنات قضاعة من حمير ، و الحشا الدقيق قي بنات قبيلة كندة ، و قبيلة بنات بني مرة و الطراف الجميلة المتناسقة في بني خزاعة ، و الفم المثالي في بنات طيء ، و كانت العرب تعد بنات طييء وتميم من أجمل نساء العرب ، قال عبد الملك لابن أبي الرقاع : كيف علمك بالنساء ؟ فقال : أنا أعلم بهن ، و أنشد يقول :

قضاعية الكعبين ، كندية الحشا خزاعية الأطراف طائية الفم

لها حكم لقمان و صورة يوسف و منطق داوود و عفة مريم

و في مصدر آخر :

خزاعية الأطراف ، مرية الحسنا فزارية العينين طائية الفم

فعين بنات فزارة تشبه عيوم المها و الظباء ، و الطول مطلوب في هيئة المرأة ، فقد لحكيم من حكماء العرب : أي المرأة تراها أليق بك ؟ قال : أطولعن إذا قامن و أعظمهن إذا جلست و أصدقهن إذا قالت ، إذا عنت حلمت ، و إذا ضحكت تبسمت ، و العرب واقعيون في مسألة الطول ، قال الأصمعي : لا يمنعنكم من تزوج امرأة قصيرة ، فإن الطويلة قد تلد قصيرة ، و القصيرة قد تلد الطويلة ، و إياكم و المذكرة فإنها لا تنجب .

و عن كتاب ربيع البرار للزمخشري : قال الحجاج لابن القرية : أي النساء أحب إليك قال : الولود الودود التي أعلاها عسيب و أسفلها كثيب ، آخذهم من الأرض إذا جلست و أطولهن في السماء إذا قامت ، التي إذا تكلمت روجدت ، و إذا صغت جوت ـ و إن مشت تأودت ، العزيزة في قومها ، الذليلة في نفسها ، الحصان من جارها ، السلوك إلى بعلها .

و هكذا ترى ان الرب لم تكمن تفضل المواصفات الجسدية عن المواصفات السلوكية ، و عن الأصل ، فمهما كانت المرأة عزيزة في مالها و أهلها فيجب أن تكون ذليلة لأنت شراسة الطبع من الرجال ، و يثني على ذلك خالد بن صفوان بقوله : من تزوج امرأة فليتزوجها عزيزة في قومها ذليلة في نفسها ، أدبها الغنى و أذلها الفقر ، حصانا من جارها ، ماجنة على زوجها .

و أبناء المجن يفضلون بياض الوجه ، و الوجه رقيق البشرة الصافي الأديم ن إذا خجل يحن\مر ، و إذا فرق يصفر ، قال عدي بن زيد :

حرة خلطت صفرة في بياض مثلما حاك حائك ديباجا

و البياض محمود مع سواد اشعر ، قال الشاعر :

بيضاء تسحب من قيام شعرها و تغب فيه وهو جثل أسحم

فكأنها فيه نهار ساطع و كأنه ليل عليها مظلم

و أما البدانة و الضعف فكلاهما غير محمود في نساء العرب ، و العجوز الكبيرة أو الضعيف المهزولة كذلك و منه قولهم : لا تتزوج شهيرة و لا نهيرة “

وقد وضع أبو الدرداء مواصفات اضافية في المرأة فقال : خير نسائكم التي تدخل قيسا و تخرج ميسا ، و تلألأ قسطا و حسيسا ، و شر نسائكم السلقعة التي تسمع لأضراسها قعقعة ، و لا تزال جارتها مفزعة

1 – حماء : يميل لونها إلى الأسمر

2 – حوراء : في عينها سواد ( مثل عيون الظبي )

3 – لعساء : في شفتيها سواد تشوبه حمرة طبيعية

4 – لمياء : أنفها اسمر

5 – غبطاء : طويلة العنق

6 – الحشا الجدقيق لا بطن لها

7 – المذكرة : التي تشبه الذكر في شغلها

8 – فرق : اضطرب

9 – الشهيرة : العجوز الكبيرة

10 – النهيرة : النحيلة الغانية

11 – قيس : المشي بخطوات موزونة كأنها تقيس الأرض

12 – أقط و حيس: النشيطة في بيت زوجها

13 – السلفعة : الفحشاء ، قليلة الحياء ، الجرئية في مخاطبة الرجال ، الأكولة التي تجعل جاراتها في خوف دائم منها

شارك المقالة