جروبات البنات على وسائل التواصل| أنتِ تسألين والعالم الافتراضي يجيب !!

جروبات البنات على وسائل التواصل| أنتِ تسألين والعالم الافتراضي يجيب !!

جروبات البنات على وسائل التواصل| أنتِ تسألين والعالم الافتراضي يجيب !!

من منكن لا تملك حساباً وإثنين على مواقع التواصل الاجتماعي؟! ومن منكن لم تتعرض للمضايقات أو الأسئلة الشخصية المحرجة والصور العارية؟!

الأهم كم فتاة غرر بها عبر منصات التواصل الاجتماعي واستدرجت للحديث عن حياتها الشخصية أو الجنسية والعاطفية ولو عبر جروبات البنات؟!

منصة فرندة تأخذكم في جولة للحديث عن جروبات البنات وما يحدث بها.. 

 

الكثيرات منّا منضمات إلى جروبات البنات على الفيسبوك التي تضم آلاف الشخصيات الافتراضية، متعددة الخلفيات والثقافات والرغبات أيضاً!!

وتتنوع هذه المجموعات للغاية التي أُنشأت من أجلها؛ سواء للتسلية أو التعلم أو اللعب أو لأي فكرة كانت، لكن جميعها تعتبر مجتمعات إلكترونية؛ ففيها الكثير من الناس بمستويات فكرية مختلفة، ومن بيئات مختلفة، ولكل منهم تصوراته وأفكاره وتجاربه، فتجد الواعيين والأقل وعيًا، وهذا طبيعي لأنها انعكاس للمجتمعات الحقيقة.

 

لكن أكثر تلك الجروبات غرابة، التي تقدم استفسارات دينية أو اجتماعية ويتشارك البعض بها الأسرار والبوح بتلقائية بل أحيانا الحديث عن أدق التفاصيل العاطفية والجنسية والأسرية، وطلب حلول واقتراحات أحيانا.

هي فكرة جميلة حين تكون مثلًا مجموعات مختصة لمشاكل فئة معينة ومحددة سلفا كتجمع سكني أو مهني، أو مجموعة تتيح لك التواصل مع معالج أو متخصص إلكتروني، لمشاكل تكنولوجية تواجهك في حاسوبك أو هاتفك.

لكنها حتما فكرة خطرة أن يكون هدف الجروب هو التحدث عن المشاكل العائلية أو الأسرية، هنا يجب التمهل قبل طرح السؤال والتفكير بحذر!

 

للمزيد..

الفنانة التونسية رحاب بحيري .. فنانة ترسم على الخزف والأواني “الهروب للرسم”!!

 

 

تنشر عضو في جروب سيدات “خطيبي شخص عصبي، تمشكلنا بسبب أمه، بدي طريقة أحرق أعصابها وآخذ حقي”.

ومنشور آخر على جروب آخر مختص بالاعترافات

“خطيبي لم يحضر لأمي هدية في عيد ميلادها، أفكر في تركه لأنه من هذا التصرف واضح أنه بخيل”.

وآخرى “أنا وزوجي لم يعد بيننا أي علاقة جنسية، بيننا 3 أطفال، أفكر في الطلاق“.

وغيرها من المنشورات التي تتحدث عن مشاكل في العلاقات  الأسرية وأدق أسرار البيوت.

وبعد دقائق وساعات على المنشور تبدأ التعليقات بالعشرات والمئات، ومنها ما هو جيد ومنها ما هو سيء ومخيف، ومنها من يقدم حلولًا انتقامية، وأخرى طرقًا للصلح، ومنها “تطلقي”.. “اخلعيه” .. “اهربي”.

تعليقات كثيرة بأفكار كثيرة منها المتهور والجدّي بين “اصبري”، “افسخي خطبتك”.

أحيانًا كثيرة يلفت انتباهي بعض التعليقات وأدخل على بروفايل صاحبته وأجدها لم تتجاوز العشرين، ومع ذلك تضع حلولًا لمشاكل الزواج، وهي غير متزوجة، وتنصح بالخلع والطلاق !

وأخرى مطلقة، ومن تجربتها السيئة بالزواج باتت تنظر إلى أن كل الرجال أعداء فتضع تعليقات متطرفة، وإحداهن يبدو أنها تعيش حياة سادية مع زوجها فتضع تعليًقا مفاده الصبر و”معلش، والرجال يحتاجون إلى مدارة، فتحملي إهانته وضربه”.

وأخرى خطبت الأمس فبدءت تقدم نصائح من دون تجربة !

 

ولا ننكر أن بعض التعليقات التي تستحق الأخذ بها والتفكر بكلماتها، المنطقية والواقعية والتي تعكس وعي صاحبها، لكنها تكون في أحيان كثيرة قليلة! والأهم أن صاحبة الشأن أو التي رأت نفسها تعاني نفس المشكلة؛

ماذا ستأخذ من هذا الكم الهائل من التعليقات؟ ماذا سيعجبها من الكلام؟ هل ستتبع من تقول لها “اصبري ورابطي”.

أم “ستتبع من تقول لها “خليلوا الولاد واهربي عشان يتربى”. على أي جنب ستنام؟ وبنصيحة من ستعمل؟

 

جروبات البنات
جروبات البنات

 

تقول السيدة “س” – وهي سيدة تتفاعل مع الجروبات ولها حضور دائم: “أحيانًا أتفاعل مع المنشورات لأنني أشعر أن صاحبة الشأن بحاجة للمساعدة، أو مظلومة، وليس لها أصدقاء تخبرهم عن مشاكلها.

أعلق وأنصح من خلال تجاربي لكن هناك تعليقات “سيئة” وخارجة من أشخاص ساذجين بالتأكيد، لكن أيضًا هناك تعليقات جيدة”. وتقول سيدة أخرى “أنا بالغربة وليس لي أهل وأصدقاء، وهذه المجموعات تقضي وقت فراغي فهي نوع من التسلية، لذلك أقضي وقت كثير عليها أعلق وأتفاعل مع الأعضاء”.

وإحداهن قد جربت المشاركة وطرح مشكلتها على المجموعات، تقول “هناك أناس يطرحون حلولًا من دون أن يفكروا ماذا يكتبون، وهي حلول ” بتخرب البيوت”.

 

وهناك أشخاص يعلقون بعقلانية واحترام، لكن الكثير من المشكلات يتجه المعلقون فيها إلى الاستهزاء، أو الإحباط، خاصة إذا كانت عن المشكلات الزوجية التي يصعب التحدث بها على الواقع، لكن الاختيار متوقف علي بعد قراءة التعليقات.

أتمنى لو كنت أعرف شخصًا في واقعي يستطيع مساعدتي من دون أن يفضحني أو يعيرني بها مستقبلًا. بالتأكيد، لن ألجأ للجروبات والأسماء المستعارة”.

ماذا يقول علم النفس عن الجروبات النفسية؟

 

بعض النساء لا يجدن مستمعًا لهن فيلجأن إلى المجموعات الإلكترونية ويطرحن مشاكلهن مما يؤدي في بعض الأحيان لنتائج سلبية بعد سماع التعليقات المرفقة من قبل كاتبة المنشور وهنا، وبهذا الخصوص، تحدثت مع الأخصائية النفسية آلاء بسام حول الفكرة ككل، وماهية السلوك الإنساني الذي نتخذه في كتابة الاعترافات على المجموعات الإلكترونية وأخذ نصائح من أشخاص لا نعرفهم،

 

للمزيد..

برنامج طريقة لـ رنا مجدي | مكالمة البوح “لو كل الناس عرفت طريقة.. تقول بيها كلمة رقيقة” !!

 

ولكن السؤال الأهم .. أين ذهبت الفضفضة الواقعية من حياتنا الأسرية؟!

ولماذا العلنية والشفافية في البوح عن مشاعرنا؟

قالت الأخصائية آلاء: “إن الذين يكتبون على المجموعات الإلكترونية غايتهم الأولى هي شرعنة مشاعرهم، وطلب التأييد لهم، ثم النصيحة، والحلول، إن وجدت.

فالمنشورات توفر لهم التأييد ومساحة خاصة للشعور بأن مشكلتهم أصبحت مهمة وتقرأ وتناقش. والكثير سيؤيده بالتصرف الذي يفكر فيه ويشد على يده – خاصة أنها تطرح من وجهة نظر واحدة، وغالبًا يرى نفسه هذا الشخص كضحية – فالناس سيتعاملون معه بتعاطف”.

وتكمل: “المجتمع اليوم اختلف قليلًا عن السابق، ما زال هناك فضفضة واقعية واجتماعات الجارات والصديقات وتناول الأحاديث لكن بشكل أقل.

مثلًا لو أن أحدهن أخبرت صديقتها عن مشكلة تعكر حياتها ولم تجد منها أي تأييد أو نصيحة، فأنها سوف تبحث عن غيرها بشكل تلقائي، وهكذا.

فبعض السيدات لا يجدن مستمعًا أو يجدن مستمعًا لكنه غير مؤيد فيخترن المجموعات الإلكترونية. إن الكثير من المشاكل تعتبر “التابو” مثل المشاكل الجنسية وغيرها، لا يمكن البوح عنها أمام أشخاص يعرفوننا”.

وتجيب عن السؤال الأخير لماذا هذه العلنية والشفافية في البوح عن مشاعرنا؟

أولًا: البوح بما في دواخلهم:  في البوح يجدون سبيلًا للتخفيف عن المشاعر والمشاكل التي تجول في صدروهم، فهو نوع من تقليل الكبت و”التنفيس” عن دواخلهم.

ثانيًا: الشعور بالأهمية: أنهم بحاجة لأن يشعروا بأنهم مسموعون، وهناك أشخاص يستمعون لهم ويعطونهم الاهتمام، ويتضامنون معهم ويقدمون الحلول، فهم يعيشون ولو لساعات شعور أنهم مركز الانتباه، وأن الناس تتفاعل معهم.

ثالثًا: الشعور بالأمان: قد تكون هذه المجموعات في نظر البعض  المكان الآمن لهم، لأنهم مخذولون من دوائرهم وعائلاتهم ووحيدون من دون أصدقاء”.

للمزيد..

مسلسل البحث عن علا .. أو عن مصر التي لا نعرفها !!

جروبات البنات على وسائل التواصل| أنتِ تسألين والعالم الافتراضي يجيب !!
جروبات البنات على وسائل التواصل| أنتِ تسألين والعالم الافتراضي يجيب !!

إذًا وفق علم النفس؛ هم أشخاص احتاجوا لنافذة كي يتكلموا منها حتى لو أن هذه النافذة ستدخل منها رياح خطرة!

فحين يتم التفكير بالأمر سنجده أمرًا مخيفًا حقًا، قد يكون كتابة المنشور في لحظة عصبية والكثير من الدراما والخذلان.

والتي علّقت أيضًا ربما كانت بلحظة غيظ من شريكها فبدأت تقتص منه في التعليق وتفرغ غضبها.

وربما في الواقع المشكلة ليست بهذا الحجم، وربما حلها أسهل، وربما لو تحدثت بها لأحد من واقعها ويعرفها ويعرف شريكها والمشكلة لكانت نظرته أثقب، فلا ننسى أن كل قصة لها أوجه، وكل من يروي مشكلة سيرويها بلسان الضحية، ومن وجهة نظره من دون أن نعرف بقية الحكاية، ومن دون أن نعرف أن الذي يُقال حقيقي حقًا، أم فيه نوع من المبالغة أو سوء فهم وإلخ.

هل فكرت قبل نشري مشكلتك وسؤال الناس عن الحلول بمن الذي يلقي عليك بالنصيحة؟ وعيه؟ خلفيته الفكرية؟ تجاربه؟ ظروفه المجتمعية؟ مستواه التعليمي؟ من هو؟ هل يريد بك خيرًا؟

أم أنها مراهقة ليس لها عمل أو جامعة ورأت نفسها في وقت فراغ فبدأت بالتعليق؟ هل فكرتِ أن بيتك ومستقبلك ربما سيُدمر بسبب تعليق طائش في لحظة حزن؟

 

للمزيد من المقالات عبر منصة فرندة ..

رفع طاقة الأنوثة | طرق زيادة الأنوثة وضبط التوازن الأنثوي

 

صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh

 

جروبات البنات على وسائل التواصل| أنتِ تسألين والعالم الافتراضي يجيب !!
جروبات البنات على وسائل التواصل| أنتِ تسألين والعالم الافتراضي يجيب !!
شارك المقالة