منافي الرب … مناقشة الدين برمزية شفافة

منافي الرب.. مناقشة الدين برمزية شفافة ساحرة

مرّة أخرى ، قراءة لأدب العرب الأحياء :
رواية منافي الرب  لـ أشرف الخمايسي

دون حرق أحداث الرواية ، أيّ واحد منّا يشمئز من فكرة جثّته بعد موته ، مؤمناً كان أم ملحداً ، عجيزي ابن ريف يرفض أن تُدفن جثّته بعد موته ، لذلك يحاول عبر كامل الرواية أن يجد حلّاً لهذه المشكلة ، هذه هي فكرة الرواية و عمودها الفقري .

هل الفكرة أصيلة ؟
حسب قراءاتي البسيطة ، هي كذلك ، إلّا إذا كان أحد منكم قرأها لدى كاتب عالمي أو عربي قبله ، فليتفضل.

بأصالة الفكرة يصيب الكاتب كبد الواقعية السحرية دون أن يغرقنا في الخيالات المجانية و الشطحات الميتافيزيقية أو تركيب عوالم مهلهلة كما في أغلب روايات الواقعية السحرية و أفلام الفانتازيا ، و في نفس الوقت الرواية واقعية جداً .

لا أدري من قال إنّ الرواية ابنة المدينة ، أو لا تنتعش الرواية إلا في المدينة ، إزاء هذه النقطة بالذات نجح الكاتب كل النجاح بتحميل الريف كل ما يمكن من سحر روائي و عناصر روائية عظيمة ؛ حبكة ، أحداث ، شخصيات .

أكثر الروايات العربية الحديثة تفوح منها روائح مجتمع غربي ، روائح أحداث غربية ، روائح لمشاكل لا تخص مجتمعنا ، من هذه الرواية تفوح رائحة مجتمع عربي ريفي من عُمان إلى الريف المغربي و هكذا يكون الاختزال و التمثيل و إلّا فلا ، الرواية مكتوبة بقلم عربي على ورق عربي .

إحدى حبكات الرواية العظيمة مناقشة الدين برمزية شفافة ساحرة ، تفهم من ورائها الرمز و الذي يُرمز إليه ، عكس الغموض و الإبهام المصاحب لكثير من الروايات العربية التي لا تعرف إزاء الدين سوى السخرية المجانية أو الشتائم .

هناك حبكات أخرى عديدة حسب درجة تذوّق القارئ و دهاليز عقله .

بالنسبة للسرد ينجح الكاتب في الهروب من مصيبة لي عنق السرد عكس الكثير من الكتّاب لكي يصلوا إلى الجملة الجديرة بالاقتباس .

ماذا ينقص الرواية لتصبح عظيمة جداً ؟
كان يجب التقليل من الحوارات التي شغلت أجزاء كبيرة من الرواية ، و لكن هذا لا يقلّل من كونها رواية عظيمة .

ما هو أهم ما في الرواية ؟
يندر أن يستطيع كاتب أن يحافظ على التشويق و في نفس الوقت يحافظ على العمق في السرد و الحدث و الشخصية ، استطاع الكاتب ذلك و بدرجة جيدة جدّاً .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحـمـــد جـــران الـعـلـــي

للمزيد :

برنامج طريقة لـ رنا مجدي | مكالمة البوح “لو كل الناس عرفت طريقة.. تقول بيها كلمة رقيقة” !!

صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh