حزب الغنى لسيدي محيي الدين بن عربي | اللهُ الَّذِيْ خَلَقَ الحَبَّ وَبَرَءَ النَسَمَ وَأَنْبَت الزَّرْعَ وَأَنْشَأَ الأُمَمَ
حزب الغنى
بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيْمِ
الرَّزَّاقِ الفَتاحِ البَاسِطِ الجَوَادِ الكَافِي
الغَنيِّ المُغْني الكَرِيْمِ المُعْطِي الرَّزَّاقِ اللَّطِيْفِ
الوَاسِعِ الشَّكُوْرِ ذُوْ الفَضْلِ وَالنِّعَمِ وَالجُوْدِ وَالكَرَمِ ، ذُوْ البَسْطِ وَالفَرَجِ القَرِيْبِ
{ وبشر الَّذِيْنَ آمنوا وَعملوا الصالحات أَن لهم جناتٍ تجري من تحتها الأَنهار
كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قَالَوا هذا الَّذِيْ رزقنا من قبل
وأتوا بِهِ متشابها وَلهم فِيها أَزواجٌ مُطهَّرةٌ وَهم فِيها خالدون}
{كلما دخل عليها زكريا المحراب وَجد عِنْدَها رزقا
قَالَ يَا مريم أَنى لَكِ هذا
قَالَت هُوَ من عِنْدَ الله إِن الله يرزق من يشاء بغَيْرِ حساب }
{ قَالَ عيسى ابن مريم ربنا أَنزل علينا مائدة من السماء
تكون لَنَا عيدا لأَولنا وَ آخرنا وَآيةً مِنْكَ وَارزقنا وَأَنت خير الرازقين }
{ وما من دابة فِي الأَرض إِلا عَلَى الله رزقها
وَ يعلم مُستقرها وَمستودعها كُلّ فِي كتاب مبَيْن )
( الله الَّذِيْ خلق السَّمَوَات وَالأَرض وَأَنزل من السماء ماءً
فأَخرج بِهِ من الثمرات رزقا لكم وَسخر لكم الفُلكَ لتجري بأَمره وَسخر لكم الأَنهار
وَسخر لكم الشمس وَالقمر دائبَيْنَ وَسخر لكم الليل وَالنهار
وَآتاكَمْ مِنْ كُلّ ما سأَلتموه وَإِن تعدوا نعمة الله لا تحصوها }
{ و الله جعل لكَمْ مِنْ أَنفسكم أَزواجا
وَ جعل لكَمْ مِنْ أَزواجكم بنين وَحفدة وَرزقكَمْ مِنْ الطيبات }
{ و كأَيّن من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وَإِياكم وَهُوَ السميع العليم }
{ الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وَهُوَ القوي العزيز}
{ و ما خلقت الجن وَالإِنس إِلا ليعبدون
ما أَريد منهم من رزقٍ وَما أَريد أَن يطعمون
إِن الله هُوَ الرزاق ذو القوة المتين }
{ سيجعل الله بعد عسر يسرا } ، {ثم السبيل يسره}
{ و يُيَسِّركَ لليسرى } ، { إِن مَعَ العسر يسرا )
رَبِّ
كَمْ مِنْ دُوْدَةٍ فِي صَخْرَةٍ صَمَّاءَ سَخَّرْت لَهَا رِزْقَهَا بُكْرَةً وَعَشِياًّ
فَهِيَ لاَ تجُوْعُ فِيْهَا وَلاَ تظْمَأُ وَلاَ تضْحَى
وَكَمْ مِنْ بَرَكَةٍ أَنْزَلْتهَا.
وَ كَمْ مِنْ قُنْبرَةٍ فِي وَحْدَةٍ قَفْرَاءَ سَيَّرْت لَهَا رِزْقَهَا بُكْرَةً وَ عَشِياًّ
بِلاَ تعَبٍ وَلاَ نَصَبٍ وَهِيَ لاَ تسْعَى …
وَكَمْ مِنْ رَحمَةٍ أَرْسَلْتهَا ، وَكَمْ مِنْ عُسْرَةٍ فِي شِدَّةٍ غَبرَاءَ
أَبْدَلْتهَا يُسْرَةً غَرَّاءَ فَهِيَ لاَ تُسْلَبُ وَلاَ تُجْتنَى وَلاَ تخْفَى ..
وَ
كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَسْبَغْتهَا ، وَكَمْ وَهَبْت مِنْ خَيرٍ، وَكَمْ أَعْطَيْت مِنْ فِضْلٍ
وَكَمْ بَسَطْت مِنْ رِزْقٍ ، وَكَمْ أَغْنَيْت مِنْ عَبْدٍ ، وَكَمْ كَفَيْت مِنْ خَلْقٍ
وَكَمْ أَوْلَيْت مِنْ شُكْرٍ، وَكَمْ شَرَحْت مِنْ صَدْرٍ، وَكَمْ يسرت مِنْ أَمْرٍ
وَكَمْ رَفَعْت مِنْ قَدْرٍ، وَكَمْ صَرَّفْت مِنْ جَهْدٍ
وَكَمْ جَبرْت مِنْ كَسْرٍ، وَكَمْ طَيَّبْت مِنْ قَلْبٍ
.
اللهُ الَّذِيْ خَلَقَ الحَبَّ، وَبَرَءَ النَسَمَ
وَأَنْبَت الزَّرْعَ وَأَنْشَأَ الأُمَمَ، وَأَدَرَّ الضَّرْعَ وَأَوْلىَ النِّعَمَ
وَ فَتحَ الأَبْوَابَ وَرَزَقَ الأَكْوَانَ، وَبَسَطَ الأَرْزَاقَ وَيَسَّرَ الأُمُوْرَ
وَ فَرَّجَ الهُمُوْمَ وَنَفَّثَ الْكُرُوْبَ، وَأَظْهَرَ البَرَكَات وَأَثَّرَ الحَرَكَات وَأَقَرَّ السَّكَنَات
وَ كَثَّرَ الْقَلِيْلَ وَيَسَّرَ الْعَسِيرَ، وَأَفْرَحَ الحَزِيْنَ، وَأَنْزَلَ الرَّحَمَات،
وَ أَسْبَغَ وَتفَضَّلَ وَوَسَّعَ وَتلَطَّفَ، فَهُوَ الرَّازِقُ لِلْفَاقَات، وَالجَالِبُ لِلرَّاحَات،
وَ هُوَ القَاضِي لِلْحَاجَاتِ
.
يَا ذَا المَعْرُوْفِ الَّذِيْ لاَ يَنْقَطِعْ أَبَداً، وَلاَ يُحْصَى لَهُ عَدَداً:
أَسْأَلُكَ بِفَضْلِكَ الَّذِيْ أَنْزَلْت بِهِ الْبَرَكَات، وَثَبَّتَّ بِهِ كُلَّ نِعْمَةٍ
وَانْفَتقَ بِهِ كُلُّ رَتْقٍ وَانْشَرَحَ بِهِ كُلُّ صَدْرٍ، وَانْبَسَطَ بِهِ كُلُّ رِزْقٍ،
وَ فَاضَ بِهِ كُلُّ فَيْضٍ ، وَزَالَ بِهِ كُلُّ قَبْضٍ
وَ انْفَتحَ بِهِ كُلُّ قُفْلٍ مَقْفُوْلٍ ، وَانْعَتقَ بِهِ كُلُّ عَبْدٍ مَقْهُوْرٍ
وَانجَبرَ بِهِ كُلُّ قَلْبٍ مَكْسُوْرٍ وَ طَابَ بِهِ كُلُّ وَقْت
،
أَنْ تُيَسِّرَنِي لِلْيُسْرَى ، وَأَنْ تشْرَحَ صَدْرِيَ لِلْذِكْرَى ،
وَأَنْ ترْزُقَني رِزْقاً حَسَناً وَ أَنْ تُغْنِيْني غِنىً لاَ أَفْتقِرُ بَعْدَهُ أَبَداً،
وَ أَنْ تُعْطِيَني عَطَاءً لاَ أُحْصِيْ لَهُ عَدَداً
وَ أَنْ تفْتحَ لي أَبْوَابَ فَضْلِكَ، وَأَنْ تُسْبِغَ عَلَيَّ إِنْعَامَ جُوْدِكَ
وَ أَنْ تُسْرِعَ لي بِسَرَيَانِ لُطْفِكَ
وَ أَنْ تُسَخِّرَ لي خَلْقَكَ ، وَأَنْ تُيَسِّرَ لي رِزْقَكَ
وَ أَنْ تجعَلَ لي مِنْ كُلِّ هَمٍّ وَغَمٍّ فَرَجاً
وَمِنْ كُلِّ ضِيْقٍ مخرَجاً، وَإِلى كُلِّ خَيرٍ سَبَباً
،
إِنَّكَ أَنْت الوَهَّابُ وَالفَتاحُ وَالرَّزَّاقُ وَ اللَّطِيْفُ وَ الوَاسِعُ وَالشَّكُوْرُ
ذُوْ الفَضْلِ وَالنِّعَمِ وَالجُوْدِ وَالْكَرَمِ وَاليُسْرِ وَ الْفَرَجِ الْقَرِيْبِ
{ بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيْمِ ، لإِيْلاَفِ قُرَيْشٍ إِيْلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ ،
فَلْيَعْبُدُوْا رَبَّ هَذَا الْبَيْت الَّذِيْ أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوْعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ } .
اللَّهُمَّ
إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا رَحمَنُ يَا رَحِيْمُ، وَيَا جَارَ المُسْتجِيرِيْنَ،
وَيَا أَمَانَ الخَائِفِينَ وَ يَا عِمَادَ مَنْ لاَ عِمَادَ لَهُ،
يَا فَتاحُ يَا رَزَّاقُ يَا غَنيُّ يَا مُغْني يَا مُعْطِي يَا وَهَّابُ
يَا قَادِرُ يَا مُقْتدِرُ يَا كَرِيْمُ يَا رَحِيْمُ يَا بَاسِطُ يَا وَدُوْدُ
يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ يَا عَلِيْمُ
بِرَحمَتِكَ أَسْتعِينُ، وَمِنْ عَذَابِكَ أَسْتجِيرُ، يَا رَبَّ العَالمِينَ
.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ .
انتهى حزب الغنى لسيدي محيي الدين بن عربي