قصص الأنبياء | كيف تلقى سيدنا أدم الكلمات من ربه فتاب عليه ؟
موعدنا اليوم في منصة فرندة في حلقة جديدة من سلسلة قصص الأنبياء وحكاية سيدنا أدم عليه السلام .
إن نبي الله أدم عليه السلام ليس مخلوقًا كغيره من البشر، ولكنه مخلوق مباشرة بيد الله سبحانه وتعالى، سواه بيده، ونفخ فيه من روحه
ثم علمه الأسماء كلها بنعمة العقل التي جعلها الله لأدم عليه السلام، حتى يستطيع أن يتعامل مع مجريات الأحداث في الكون، ليستحق أن يكون خليفة الله في الأرض وهذا أعظم تكريم.
قال تعالى:” “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ للملائكة إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرض خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدمآء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إني أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ ءَادَمَ الأسمآء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الملائكة فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هؤلاء إِن كُنْتُمْ صادقين * قَالُواْ سبحانك لاَ عِلْمَ لَنَآ إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَآ إِنَّكَ أَنْتَ العليم الحكيم * قَالَ يَآءَادَمُ أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إني أَعْلَمُ غَيْبَ السماوات والأرض وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ *”
بعد ذلك أمر الله الملائكة أن يسجدوا لسيدنا آدم تشريفًا له، فسجدوا جميعًا إلا إبليس الذي كان من الجن ويعيش بين الملائكة رفض أن يسجد وتكبر على الله عز وجل، فأخرج الله إبليس من رحمته وجعله طريدًا ملعونًا ووصفه بالرجيم، مما جعل إبليس يزداد كراهية لآدم وذريته وأقسم بالله أن يزين لهم الشر ليقع أدم وذريته في معصية الله تعالى.
قال عز وجل” وَإِذْ قُلْنَا للملائكة اسجدوا لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أبى واستكبر وَكَانَ مِنَ الكافرين *
خلق الله حواء من ضلع آدم وأمرهما بالعيش في الجنة وأن ينعما بكل ما فيها، ما عدا شجرة واحدة أمرهما ألا يتقربا منها، إلا أن إبليس وسوس لآدم يومًا بعد يوم ليأكل من الشجرة المحرمة وأقسم لهما إن أكلا منها فسيصبحا من الملائكة وسيعيشا دائمًا دون موت
ونسيا آدم وحواء أن إبليس عدوهما القديم كما نسيا أن الله حذرهما من الاقتراب من تلك الشجرة، فمد آدم يده إلى الشجرة وقطف إحدى الثمار وقدمها لحواء وأكلا الإثنان بعدها أصبحا عاريين وأخذا يقطعان من أوراق الأشجار ليسترا بها جسديهما.
قال تعالى: ” وَقُلْنَا يَآءَادَمُ اسكن أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجنة وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هذه الشجرة فَتَكُونَا مِنَ الظالمين * فَأَزَلَّهُمَا الشيطان عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهبطوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأرض مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إلى حِينٍ”.
أخرج الله آدم وزوجته حواء من الجنة وهبطا إلى الأرض وعلما أن إبليس عدوهما الحقيقي ثم توجها آدم وحواء إلى الله بالتوبة وتلقى سيدنا آدم من الله سبحانه وتعالى كلمات علمها له حتى يقولها فيتوب عليه
وتساءل كثير من العلماء عن تلك الكلمات، وقال بعض العلماء:
إن آدم قال: “اللهم لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك، تب على إنك أنت التواب الرحيم. وقال بعض آخر من العلماء إن آدم قال:” اللهم لا إله إلا أنت، سبحانك ربي وبحمدك، رب إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، فتقبل توبتي يا خير التوبين”.
قبل الله تعالى توبتهما ليبدءَ بعد ذلك مسيرة الحياة على الأرض يعيشان ويموتان عليها ويخرجان منها يوم القيامة، ونزلت حواء على الأرض بعيدة عن سيدنا آدم ثم التقيا عند جبل وسماه سيدنا آدم جبل عرفات لأنهما تعارفا عنده بعد افتراق،
وهو الجبل الذي يقف عليه الحجاج المسلمين يوم التاسع من شهر ذي الحجة، الذي يعد أهمّ أركان الحج. ويبدء وقت الوقوف بعرفة في الوقت الذي تزول فيه شمس التاسع من ذي الحجة، إلى فجر يوم النحر وهو أوّل أيام عيد الأضحى، بحيث يكمل الحاج باقي مناسك الحج المفروضة عليه.
ولد لآدم أولاد كثيرون كان آدم يؤدبهم ويربيهم ويرشدهم أن الحياة على الأرض امتحان للإنسان وأن عليهم أن يتمسكوا بهدي الله تعالى، وأن يحذروا من الشرك والطغيان وطاعة الشيطان ثم لقي ربه بعد أن أتم رسالته وترك ذريته يعمرون الأرض.
قال الله تعالى: ” فتلقى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كلمات فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التواب الرحيم * قُلْنَا اهبطوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * والذين كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بآياتنآ أولئك أصحاب النار هُمْ فِيهَا خالدون”.