السفهاء وبيادق الشطرنج !!

السفهاء وبيادق الشطرنج
بقلم: هبه مرجان

في الصباح والدتي كادت تحرق المنزل برمته لأنها ببساطة نسيت ما وضعته بالفرن !!

ولكن ما يحدث في العالم الآن هو بمثابة إعطاء دواء للسفهاء لإجبارهم على ارتكاب الأخطاء

والعالم يا سادة يحترق الآن بسبب غباء السفهاء و بيادق الشطرنج الإمعة

ولكن لا يجب أن ننسى من يقف خلف الكواليس ويُدبر للمكيدة برمتها.

 

 

الآن دعونا نترك الغموض، ونتحدث عن كل طرف على حدا، ولنبدأ بالسفهاء، وهم “روسيا وحلفائها“، ولكن لنوضح أولًا سوء الفهم والاعتقاد الخاطئ الذي يسود العالم حاليًا بأن الصين تساند روسيا وتدعمها

تلك الأفكار العبثية لا أساس لها؛ لأن ببساطة الصين لا تكترث بأحد، هي فقط تسعى لحماية اقتصادها ومصالحها، وليذهب العالم كله إلى الجحيم لو أراد بما فيه روسيا.

طبعًا ستسألون عن السبب الذي دفعني لقول هذا عن الصين رغمًا عن توقعات أغلب المُحللين أن عدو عدوي صديقي وأقرب طريق لمضايقة أمريكا يبدأ بمساندة روسيا..الخ تلك الحماقات

أعذروني على وقاحتي

ولكن لا أحد يفهم عقلية الصينيين أكثر مني، وهذا لا علاقة له بالتباهي، ولكن من تعاملاتي معهم، ومراقبتهم منذ سنوات اكتشفت أن الحياة بالنسبة لهم تعني أن تحمي نفسك بقوتك، والقوة -من وجهة نظرهم- تنبع من الاقتصاد القوي ومن عدم احتياجك للآخرين.

إذن ماذا عن البيادق؟؟

بيادق الشطرنج في اللعبة اليوم هم فرنسا، وفنلندا والسويد، وباقي الدول التي تستخدم سياسات الضغط على روسيا

وبما أن العقوبات الاقتصادية، وحظر البترول الروسي، وحتى لعبة طرد الدبلوماسيين لم تؤتي ثمارها، وأصبحت كارت محروق -بما أن روسيا قد استعدت بالفعل لتلك السيناريوهات الفاشلة ودعمت اقتصادها منذ 7 سنوات بدفاعات مالية عملاقة- لذا لم يجد العقل المُدبر طريقة أخرى للضغط سوى اللعب بأخر ورقة رابحة بحوزته، وهي الناتو.

ولكن هل العالم الآن يتصارع من أجل أوكرانيا حقًا؟؟

بالطبع لا؛ لأن مشاحنات روسيا مع أوكرانيا حدثت في الماضي بمباركة أمريكا بعد اتفاقات ثنائية بين روسيا وأمريكا “Under the table“، وفيها غضت الأولى الطرف عن مضايقات أمريكا لفنزويلا في مقابل تجاهل الثانية لأفعال روسيا في أوكرانيا

ولكن فجأة اللصان تنازعوا على الغنائم فانتهى زواج المصلحة بينهم، وأخذت روسيا دعم فنزويلا وضمت أوكرانيا لحضانتها.

ماذا عن تركيا إذن؟؟

لماذا أُصيبت أنقرة بالذعر حينما تلقت خبر انضمام السويد وفنلندا للناتو؟؟

بدأ حزب العمال الكردستاني منذ 1984 في قيادة حركات تمرد مسلحة ضد تركيا، ومنذ فترة ليست ببعيدة اتهم أردوغان ستوكهولم وهلسنكي بدعم حزب العمال الكردستاني “PKK”، ولكنه لم يشعر بأيّ تهديد فعلي منهم بما أنهم عاشوا لــ 75 عامًا بسياسة عدم الانحياز العسكري

يعني كما نقول في مصر “مقطعوين من شجرة”

وبالتالي كان بإمكان تركيا فرض سيطرتها ونفوذها عليهم في أيّ وقت، ولكن بانضمامهم للناتو ستقوى شوكتهم، وحينها لن تستطيع أنقرة معاداة دولتين من الحلف؛ لأن الناتو وقتها سينتهز الفرصة ويتحجج بتصرفات تركيا الطائشة وسيركلها خارج بروكسل.

هل عرفتم الآن من هم السفهاء ومن بيادق اللعبة؟؟

كنت أتمنى أن تكون الصين العقل المُدبر لكل هذا، ولكن مع الأسف الصين لا تخلق الفوضى ولا تُصلحها إنما هي واشنطن التى تتغذى على إفساد طُمأنينة الشعوب، والعبث بمصائرهم، وإشعال فتيل الحرب.

للمزيد..

مرض الاعتياد .. بقلم هبه مرجان ( بودكاست فرندة)

صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh