طوق الحمامة لابن حزم | علامات الحب إدمان النظر والتصديق واللمس
ماهو الحب ؟
هل استطاع أياً من المحبين والأولي العشاق على مر العصور من تحديد ماهية الحب ووصفه؟!
أم إن كل ما قيل كان اجتهاد باعتبار أن حالة الحب وطاقة الحب الأثيرية تعطل لغة الكلام والوصف فلاتجد الا الحس!
منصة فرندة تصحبكم في جولة مع ابن حزم الأندلسي الذي استطاع بدقة بالغة وبليغة
نقل مفردات العشق والهوى من وجهة نظره فصارت كلماته خالدة تصف حال العشاق.
نستعرض بها الهبات السحرية للحب وقدرته علي سبر أغوار البشر .
الحب : استسلام غير مشروط وذوبان كامل للمحب بالمحبوب تحت وطأة العشق والوجد
والوصل الحب استسلام لا إرادي للمحبوب فالأرواح المتماثلة تتصل وتتوائم
الحب اتصال بين أجزاء النفوس المتوائمة
والبعض يرى أن الحب حالة عجيبة فريدة جلت عن وصفها المعاني والكلمات فالحب هو الحقيقة الكاذبة التي تبث الألم والنغم في القلب في وقت واحد فكأن المحب
يبكي ويضحك لا حزن ولا فرح كعاشق خط سطراً في الهوى ومحا
الحب وفاء يتحول إلي عهد بين المتحابين حينما يتمكن منهم الحب الصادق المخلص.
الحب حقيقة لا فناء لها حتي بالموت، والموت بالحب حياة هنيئة.
تحمل كلمة «الحُب» ما تحمل من أسرار، وتجلب ما تجلب من أفراح وأتراح،
فما أن يُصاب الإنسان بالحب، إلا وتتغير حاله، وتتبدل شئونه؛
فالحب يفعل ما يفعل في الإنسان لما له من أسرار وأعراض،
والإمام «أبو محمد ابن حزم» في رائعته «طوق الحمامة»
يغوص في بحار هذا السر الذي خُلِق مع الإنسان،
فيُخرِج لنا أصوله، ويُعرفنا على أعراضه ونواحيه،
وصفاته المحمودة والمذمومة، وكذلك الآفات التي
تدخل على الحب وتلازمه،
ضروب المحبة من وجهة نظر ابن حزم
للمحبة أشكال وضروب فمنها محبة القرابة ومحبة الألفة ومحبة المصاحبة ومحبة البر ومحبة المتحابين لسر يجتمعان عليه لستره ومحبة بلوغ اللذة ومحبة العشق.
بينما للحب أصول وأعراض وآفات وصفات محمودة ومذمومة، وأرقي أنواع الحب المحبة في الله لأنها متجردة من الدوافع المادية البشرية.
طوق الحمامة طوق الحمامة لابن حزم
هو أحد جواهر الأدب الأندلسي مخطوطة تاريخية تسرد السيرة الذاتية لكاتبه ابن حزم القرطبي متحدثا فيه عن بعض ما عايشه من أحوال العاشقين.
فقد جمع ابن حزم ما بين الفكرة بمفهومها الفلسفي وما بين الواقع التاريخي فكان بذلك محلقا بأفكاره، وراسخا علي الأرض بقدميه، جريئا وصريحا ومتحررا من الخوف ومن التزمت ومخاوف الحديث عن العشق والهوى.
ودعم ابن حزم أفكاره بحكايات سمعها أو عاشها, واختار لها العديد من أشعاره المناسبة.
ماهية الحب
يقول ابن حزم أن للحب علامات لا يلحظها إلا الإنسان الفطن.
ومن علامات الحب إدمان النظر إلي المحبوب وملاحقته أينما حل
والانذهال عند رؤيته فجأة
واضطراب المحب لدي ورود ذكر المحبوب والإقبال بالحديث عبر الاستماع إليه
وتصديقه حتي ولو كذب
ودعم أقواله حتي ولو جار علي الآخرين
ومحاولة لمسه
وعدم الرغبة في مغادرة المكان المتواجد فيه !!
يصف مشية حبيبته وهي تمشي كالحمامة لا ريش ولا عجل:
كأنما مشيتها مشي الحمامة لا
كد يعاب ولا بطء به بأس
علامات متضادة للحب
الأضداد أنداد, فنجد مثلا أن الفرح الزائد قاتل, والضحك الكثير يسيل الدمع
ومن أعراضه استدعاء اسم المحبوب وحب الوحدة والأنس بالانفراد والسهر
وقد وصف الشعراء هؤلاء المحبين بـ رعاة النجوم.
ويقول ابن حزم أنه عادة ما يقلق المحبون عند توقع لقاء المحبوب
وعند العتاب، فإما أن ينال المحبوب العفو، وإما أن يصير القلق والحزن، ومن أعراضه احمرار الوجه، والجزع والتأوه والبكاء.
يهجر المضجع ويحفى القدم ويتيه الفكر ويزوغ البصر عند روياك
وإني لأطيل العجب في كل من يدعي أنه يحب من نظرة واحدة ولا أكاد أصدقه ولا أجعله إلا ضربا من الشهوة
ما لصق بأحشائي حب قط إلا مع الزمن الطويل، وبعد ملازمة الشخص لي دهرا، وأخذي معه في كل جد وهزل.
وإن كان بطبعه يكره الكذب إلا أنه يطلب من محبوبه أن يعده ولو كذباً، كذب أبيض يسعد الحبيب:
إن كان وصلك ليس فيه مطمع
والقرب ممنوع فعدني واكذب
ومن المحبين من أحب بالوصف وشبهه ابن حزم كمن بني بناء علي غير أساس فسرعان ما يهلك ويتهاوي.
ومن المحبين من يحب صفة ما فيقع المحبون هنا في حب أناس يتميزون بصفة معينة حتي ولو كانت غير مقبولة
كصفة من صفات الحسن:
كطول القامة وبعض الصفات الجسدية وما إلي ذلك.
ويبقي هؤلاء المحبون علي حالهم حتي مفارقتهم الدنيا.
وتحدث أيضا عن طاعة المحبين لبعضهم, فالطاعة هي من عجيب ما يقع في الحب
حيث يطيع المحب محبوبه ويغير الكثير من طباعه لتتماشي مع طبائع المحبوب
لنري مثلا شرس الطباع وصعب الشكيمة بعد أن تنسم عبير الحب قد تحول إلي شخص سهل المراس ويستسلم استسلاما كاملا للمحبوب بطريقة لا إرادية ولو كانت إرادية لفعلها أيضا.
وأفرد الكلام عن الوصل باعتباره أقصي درجات العشق فالوصل وجه من وجوه العشق وأعلي درجة منه.
وإن وصل المحبان إليه وصلا إلي الصفاء والسلام الكامل حيث تكتمل فيه الآمال والأماني.
آفات الحب
ومن آفات الحب الهجر والهجر أنواع:
هجر يفرضه وجود رقيب علي المحبين فقط من أجل ابعاد الظنون
وهجر بغرض التذلل بهدف امتحان حب كل من الطرفين ( هجر طفولي ينم عن عدم استقرار المشاعر)
وهجر لذنب ارتكبه المحب وهو موجع لكن فرحة اللقاء ثانية لا تعادلها لحظة أخري في الحياة
وهجر لملل أحد الطرفين من الآخر
وهجر المحب لمحبوبه لدي إحساسه بجفائه أو ميله إلي شخص آخر
وأخيرا هجر القلب وهو يذهب بالعقول وليس له دواء شاف.
الفراق ..الموت !!
وشبه ابن حزم الفراق بالموت لأن ما يحل بالمحبين من حزن بعد فراق المحبوب ألم لا يمحوه إلا الموت.
عذب بما شئت غير البعد عند تجد أوفى محباً بما يرضيك مبتهج
خصوصية الحالة التي ولد فيها ابن حزم الأندلسي
شهد شمس الخلافة وهي تنحدر نحو المغيب ورأي الأندلس تتناثر وتقوم علي أنقاضها دويلات صغيرة تعرف بـ ملوك الطوائف.
وعاصر فوضي هؤلاء الملوك وصغارهم
حياته وسط هذه الأحداث شاهدا ومشاركته فيها مؤثرا جعلت منه قمة في الفكر الأسباني في مطلع القرن الحادي عشر.
فكان سياسيا ورجل دولة ومؤرخا وفيلسوفا وفقيها وشاعرا وكاتباً.
فضائل الحب
ومن أهم فضائل الحب الوفاء وهو دلالة علي طيب الأصل.
وأولي مراتبه وفاء المحبين أحدهما للآخر وهذا حق وواجب.
وثاني المراتب الوفاء لمن غدر وهذا عادة ما يقوم به المحب وهو غير ملزم للمحبوب
وثالث هذه المراتب الوفاء حتي بعد قضاء أحد المحبين والعزوف عن الحياة والزهد فيها.
للمزيد..
تحميل كتاب طوق الحمامة لابن حزم الأندلسي.. سباحة في قلوب العاشقين pdf
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh
