سيدي أبو المعاطي الدمياطي نجم في سماء دمياط

سيدي أبو المعاطي الدمياطي نجم في سماء دمياط

سيدي أبو المعاطي الدمياطي نجم في سماء دمياط

بقلم رضوى متاريك

سيدي أبو المعاطي من أكبر أولياء محافظة دمياط والواقع مقامه في مدينة دمياط، واحد من رجال الله أفنوا حياتهم لله ولرسوله وللدين.

قد لا يعرفه الكثيرون من أبناء المدينة الباسلة، أو يمروا على مقامه مرور الكرام، ولا أحد على علم بمن هو أبو المعاطي وما قصته ولماذا يوجد في هذا المكان بعينه.

للإجابة على هذه التساؤلات جميعها ابقوا معنا لآخر هذا المقال عبر منصة فرندة.

سيدي أبو المعاطي الدمياطي نجم في سماء دمياط
سيدي أبو المعاطي الدمياطي نجم في سماء دمياط

ما هو اسمه الحقيقي ومن أين جاء؟
أبو المعاطي هو لقب أطلقه عليه الناس لكن اسمه الحقيقي هو فاتح بن عثمان الأسود التكرورى، أتى من مراكش في المغرب إلى مصر في عصر المماليك.

كان بصحبته وقتها في المجيء إلى مصر السيد البدوي وعبد الرحيم الدسوقي، لكنه أتى دمياط واستقر بها، بينما توجه السيد أحمد إلى طنطا.

بعد أن نزل دمياط اختار مكان إقامته بجوار مسجد عمرو بن العاص، فكان لا يُخالط أحد وكان وقته كله للعبادة ولا يُرى إلا أوقات الصلاة، والغالب من وقته للعبادة والخلوة مع الله عز وجل.

وقف في الأسواق يسقي الناس الماء كبيرهم وصغيرهم، بدون أي مقابل مادي لذلك، لم ينسب لنفسه المشيخة أو الفقر.

فلم يُسمي نفسه أنه الشيخ فلان أو يصف نفسه بأنه فقير يحتاج المساعدة من أحد، بل أنه عمل في الخوص حتى يكسب ما يكفيه لقوت يومه.

سبب تسميته أبو المعاطي
لم يكن هذا اسمه كما أسلفنا في الذكر، ولكن قامت الأهالي بإطلاق هذا اللقب عليه لكثرة عطاياه للناس والفقراء وإطعامه لهم، فكان شديد الحب للفقراء.

وكل ما كان يملكه يقوم بإعطائه للمساكين ولا يُطعم غني قط، بل كل ما معه للفقير.

وكان شديد الاحترام لهم فكان إذا حضر أحدهم للجلوس معه استقبله استقبال عظيم وجالسه ورحب به ترحيب شديد، وحين يقوم يودعه كان يمشي معه حافيًا حتى يوصله إلى باب بيته.

كان يفعل هذا جبرًا لخاطر كل من هو فقير ومسكين، ينظر له البشر نظرة دونية.

وكان مما عرف عنه أنه كان يرى قليل العطاء له كثيرًا فمن أعطى له شيئًا يسير رده له أضعاف مضاعفة، وقيمه بالغالي والثمين.

أعمال سيدي أبو المعاطي في مدينة دمياط
كان له إنجازات كثيرة ومواقف رائعة خلال فترة إقامته في المدينة، عندما جاء إليها هناك روايتين ذكرتهم كتب التاريخ، الأولى أنه جاء بعد أن هُدمت المدينة بعد أمر من الخليفة وقتها حتى لا يعود الفرنسيون إليها مرة أخرى.

جاء هو فوجد مسجد عمرو بن العاص وهو مُهدم مليء بالعناكب وعبارة عن بناء خَرِب، فقام بتنظيفه وإصلاح ما فسد فيه، وأتى بإمام لكي يقوم بأداء الصلوات الخمس فيه وأعطى له أجر مقابل ذلك.

ومنذ وقتها فُتح أشهر مساجد المدينة لإقامة الصلوات مرة أخرى بعد غلقه لأعوام عديدة بسبب التخريب الذي حدث به حتى أنه كان لا يتم فتحه سوى يوم الجمعة فقط.

في رواية مختلفة أنه بعد قدومه بفترة أمر الخليفة بهذا الهدم للمدينة، فدمر جنده المدينة بأكملها إلا أنه تصدى تمامًا لمحاولة تدمير مسجد عمرو بن العاص حتى أنه ظل مُعتصم بالمسجد ثلاث أيام.

أبو المعاطي والفارس شيحة
من كرامات سيدي أبو المعاطي أنه كان هناك فارس يُدعى جلال الدين شيحة، كان من كبار رجال المقاومة ضد جنود نابليون بونابرت الغُزاة.

ذات يوم كان جنود نابليون يُطاردون جلال الدين ففر مُسرعًا إلى سيدي أبو المعاطي، طلب منه أن يقوم بإخفائه عن عيون الجنود المتحفزة.

قام حينها بكل بساطة بإخفائه تحت مجموعة من الأقفاص كانت موجودة في مكان عمله كصانع خوص.

دخل حينها الجنود فسألوه عنه فقال لهم ” عندكم أهو” وأشار إلى كومة الأقفاص، نظر الجند فلم يروا شيئًا، وقالوا لأنفسهم استحالة أن يقوم الفارس المغوار القوي بالاختفاء أسفل هذه الكومة.

وانصرفوا جميعهم وخرج الفارس شيحة سالم تمامًا ليكمل كفاحه ضد المُحتلين.

مقام سيدي أبو المعاطي
بعد موته تم دفنه في بيته الذي كان أيضًا مسجد للصلاة، بجوار مسجد عمرو بن العاص والموجود في المدينة ومن أشهر معالمها.

يوجد مقامه في نفس المكان حتى الآن، هذا المكان يوجد شرق المدينة ومن أهم الأماكن المعروفة هناك.

ومسجد أبو المعاطي كذلك من أشهر مساجد مدينة دمياط وأعرقها، ويقام مولد سيدي أبو المعاطي في الثامن من شهر شعبان كل عام.

كان قديمًا من أهم مناسبات دمياط ويأتي إليه القاصي والداني للاحتفال وكان يقوم كبار المطربين بالاتيان إلى المحافظة لإحيائه.

وكانت من أهم فترات الرواج التجاري للمدينة حيث تأتي الناس من مختلف المدن للاحتفال ويقومون بالشراء ومشاهدة المدينة، ولازال يقام حتى الآن ولكن على نطاق ضيق بسبب منع التجمعات في الفترات الأخيرة.

سيدي أبو المعاطي من أهم معالم وأشهر رجال دمياط، فيجب على كل دمياطي أن يعلم ابنه وابنته من هم فخر بلادهم وأعلامها.

      بقلم رضوى متاريك

لماذا لا نلجأ للتصوف إلا بعد الانكسار؟! | بقلم د. عاطف معتمد
سيدي أبو المعاطي الدمياطي نجم في سماء دمياط
سيدي أبو المعاطي الدمياطي نجم في سماء دمياط
شارك المقالة