ما بين الذاتية والغيرية في انحدار تلك الأمة إلى الهوية

ما بين الذاتية والغيرية في انحدار تلك الأمة إلى الهوية

 ما بين الذاتية والغيرية في انحدار تلك الأمة إلى الهوية |  محمد أبو المعارف التجاني

بعد أن ضعفت تلك الأمة الإسلامية وغارت مكانتها وهيبتها تحت أعماق أنقاض دركات الانحدار
والتخلف في شتى ميادين ومناحي مكونات الحياة من ديانة وحضارة وتطور بفعل الذاتية – أي بفعل نفسها –
وبفعل الغيرية – أي بفعل من عداها من أهل الشر وفق نظريات المؤامرة –

وجاء هذا الانحدار بفعل الذاتية بعد أن تركت من أجمله سيدنا الفاروق عمر رضي الله تعالى عنه

حينما قال :
(( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله )) .

وذلك لكون العهدة في الأصل هي تحقيق الرقي لتلك الأمة ولمن ركب سفينتها في أعلى مقامات العزة والمجد حيث مراد الله تعالى .

فلما استهانت تلك الأمة بفعل تلك الذاتية
وضعفت بفعل الغيرية
وقعت تحت أسر المعاناة والجهد والكبد في إيجاد الحياة الهانئة التي ضاعت استبدالاََ بما كان لها من مكانة عظيمة سادت بها الأمم في كل مجالات الحياة من الأدنى إلى الأقصى
من الأرض إلى السماء ومن السماء إلى الأرض وما بينهما فى شتى المجالات العلمية والتجريبية والتطويرية في أزمنة فائتة وفي أوقات قياسية

وبعد أن قام الغير بفعل المؤامرات والحيل في ضرب تلك الأمة في ثوابتها وقواعدها الرصينة الراسخة بعدما استهانت بنفسها في ابتغاء العزة بغير دينها إلا من رحم الله تعالى ممن تمسكوا بثوابت دينها جنباََ إلى جنب الرقي والتطور الحضاري
كما هو معلوم والذين أصبحوا قلة من جملة غثاء السيل لهذه الأمة التي أصبحت عدداََ دون عدة .

والآن وعلى صعيد زيادة وتطور حدة المؤامرات هنا وهناك والذي أصبح عائقاََ وحملاََ ثقيلاََ على كاهل تلك الأمة التي غاية ما ترجوه هو رفع ذلك الحمل من على كاهلها للأسف الشديد
بدلاََ من التضافر والتكاتف مع بعضها البعض لإعادة ما كان لها من سابق عهد فيه كل الرقي والحضارة والتمكين ولكن في ظل تلك المعطيات
هيهات هيهات

ومن واقع ذلك أقولها بكل وضوح وبكل صراحة
لن تستطيع هذه الأمة العودة الى إلى ما كانت عليه من العزة والرفعة

وذلك من وجهين

الأول :
وهو كسر شوكة الأمة اقتصادياََ وعدم السماح لها حتى باعتدال ظهرها المنحي من كثرة اعبائها وثقل حملها في ظل تلك الطحنات والويلات التي جعلت من أمتنا بدلاََ من أن تنظر في داخلها بإعادة بناء هيكلها ومن ثم ضبط ميزان ثوابتها وقواعدها أطلت بكبراءها نحو الوقوع في براثن الغير تحت غطاء منظومة السياسات الإجبارية في ظل الحوكمة العالمية

الثاني :

زيادة وتيرة الأنحدار والإصرار على اتباع سنن أهل الشر لدرجة استفحال الإتباع في الدخول ورائهم في جحر الضب وهو كناية عن الإتباع حتى في التفاهات ومدى الرخس الآدمي في كل ما هو معين لهدم تلك الأمة التي بدأت نقية بيضاء حتى وصل بها الحال إلى سواد كاحل مظلم تتخبط بين جدرانه غير واعية ولا مدركة في متاهات الانحصار في بؤرة التيه .

ولمزيد بيان :

لو عاشت هذه الأمة مئات ألآف السنين لن تعود ولن تفلح طالما أن
تلك النظريتين موجودتان .

والمتأمل لذلك الفهم يجد أن هذا هو الواقع الأليم والمرير

رغم المحاولات الضعيفة هنا وهناك من أهل الإصلاح والصلاح والخير والدين
ولكن كما يقال بالعامية المصرية
(( يد وحدها لا تصفق ))

ومع ذلك :

ليس كلامي هذا من خلال نظرة تشائمية ، أو احباطية ، أو تثبيطية
ولكنه تجلِِ للواقع المعروف والمنظور والمحتوم

وأخشى ما أخشاه :

أن يقع في غالب تلك الأمة بيننا حقيقة مفهوم الإصطغاء لفئة محددة ومعينة دون غيرها من الأمة ذاتها
حيث يأتي ذلك الإصطفاء من واقع
تلك الطائفة التي ستظل ظاهرة على الحق حتى يأتي أمر الله تعالى دون غيرها
وحتماََ هذا معناه ثمة فارق كبير بين من آثر الثبات على الحق كتلك الفئة وغيرها ممن هانت عليه قضية تلك الأمة

والسؤال ؟؟؟؟؟

أين باقي الأمة التي هلكت وأهلكت ؟؟؟؟

أين أنت ياعمر ؟؟؟؟
لقد ابتغت هذه الأمة عزها في غير دينها

بقلم محمد أبو المعارف الشعيني التجاني

للمزيد

التصوف دين الحب !! | سلسلة أدعياء التصوف الحلقة 1

صفحتنا الرسمية توأم الشعلة بالعربي

صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh

شارك المقالة