من الحيوانية لـ الروحانية مقامات الإنسان السبعة | أوشو

من الحيوانية لـ الروحانية مقامات الإنسان السبعة | أوشو
من الحيوانية لـ الروحانية مقامات الإنسان السبعة | أوشو
أوّلُ 3 مقاماتٍ تنتمي إلى الأرض.. “مقاماتٌ حيوانيّة” والمقاماتُ الثّلاثُ الأخيرةُ تنتمي إلى السّماء.

“المقاماتُ الرّوحيّة”

وأمّا المقامُ الذي يصلُ ما بينها فهو المقامُ الرّابع..
“مقامُ الإنسان”.
يحيا الإنسانُ مُتأرجِحاً بين حيوانيّته و روحانيّته ؟!
وبين الحيوانيّه والروحانيّة قلبٌ يخفق هو قلبُ البشريّة.. “الإنسانيّة” !
إنّ الإنسانَ يولدُ وهو يحيا المقامات الثّلاث الأولى الحيوانيّة:
وظيفتُها الطّعام و السّيطرة و الجنس
ولكنها مجرّد بدايةُ الرّحلة
في مقامات عالم الحيوان، الطّعامُ هو الأدنى والجنسُ هو الأعلى !
فالإنسان المهووسُ بالطّعامِ، يحيا لأجلِ أن يأكلَ ويشربَ،
وهو الأبعدُ عن عالم الألوهيّة والروحانيّة..
لا هدفَ ولا معنى ولا أسرار..!
أمّا صاحبُ “الأنا” عاشقُ السُّلطةِ والسّيطرة والاحتلال، عاشقُ المراكز والمناصب، فهو التّالي مقاماً..!
كرجل الأعمال والسّياسة من سخّر حياتَه للسّيطرة على النّاس ( لأجل حبّ إثبات الذّات النّاتج عن عقدة النّقص).
وهذا ما يدفعُ بالإنسان الى فعلِ العَجب !
أمّا الجنس فهو في المقامِ الثّالث، هو المقامُ الأعلى من سابقيه .
في المقامِ الأول ( الطّعام) أنت تأكل وتشبع.
في المقام الثّاني (السّلطة) أنت تسيطر وتتحكّم وتتملّك.
في المقام الثّالث (الجنس) أنت تشارك الشّريك فيما لديك. لذا فهو المقام الأعلى في عالم الحيوان.
أمّا المقام الرّابع الذي يصل بين المقامات الدّنيا والعليا، فهو.. مقام القلب ( الجسر )
والقلبُ يعني الحبّ
الحبُّ جسرٌ يصل الحيوانيّة بالألوهية..!

الشّهوة بالصّحوة ؟!

الإنسان الذي لم يحيا الحبَّ، وارتضى العيشَ تحت مقامِ القلب، هو لم يعِش إنسانيّتًه بعد..!
ولم يهجُر حيوانيّتَه بعد..!
و الإنسان الذي يحيا فوق مقامِ القلب، هو الذي تجاوزَ الحبّ، تجاوز إنسانيّته، ليصبَّ نهر وجودِه في بحرِ روحانيّته.
حيث قدرُه وجنّتُه !
هذا الإنسانُ هو كلّ نبيٍّ وكلُّ حكيمّ أو مستنير !
هو كلُّ من عزفَ في هذه الدّنيا و هذه الحياة..
《 لحنَه الأخير !》
وهكذا فالحبُّ العادي الذي يخفقُ به القلبُ، يبدأ بالتّحولِ إلى حبٍّ تأمّليٍّ يخفقُ فيه الكيان، حين يحيا الإنسانُ في المقام الخامس.. مقامُ موت “الأنا” و استسلامها !
قبل هذا المقام كانت العلاقة في المقام الاول والثاني..
( أنا والشّيئ ) .. ( أنا وحبّ الامتلاك ) .
وفي المقام الثّالث.. ( أنا و أنت شريكان ) .
لكنّ احتمال السّيطرة والتّحكّم، ما زال موجود !
وهذا ما نراه اليوم من “حبّ التّملك” باسم الحب .
أما في المقام الخامس..
فلا أنا ولا أنت.. بل ( الحبّ بيننا )
ومع المقام السادس..
يتحرّر الحبُّ من سجنِ العلاقات، ويحلّقُ في ذات الإنسان، فيصبحُ حالةَ وجودٍ..!
أنت لا تحبّ الآن لأنّ الحبيبَ موجودٌ…
أنت تحبّ لأنّك الحبّ
وليس بإمكانِك سوى أن تُحبَّ ؟!
بعد هذا المقام بخطوةٍ، أنت في منزلِك الذي حلمتَ و توهّمتَ أنّك هجرتَه، دون أن تهجُرَه..!
الذي غِبتَ عنه دون أن تغادِرَه..!
أنت الآن في المقامِ السّابع..
أنت في قلبِ الألوهةِ والألوهةُ في قلبِك..!
أنت في قلبِ اللهِ، واللهُ في قلبِك..!
نهرٌ يَنهرُ و يتدفُق !