ما قبل البوابة… وما بعدها

 ما قبل البوابة… وما بعدها

 ما قبل البوابة… وما بعدها

لا تدعوا ومضة دفء أو سحابة نشوة بعد التأمل تخدعكم… فالمصدر لا يُزار في ساعة، ولا يرحل عنكم مع انطفاء الإحساس.

الاتصال الحقيقي ليس ومضة لطيفة، بل رحلة عبور كوني، اجتياز لكل البوابات النجمية، حتى آخر ثقب في جدار الماتريكس، حيث ينتهي الانفصال وتعودون إلى البعد الأول… البعد الذي وُلدت منه أرواحكم قبل أن تُلقى في هذا القفص.

 

طالما أنكم ما زلتم تتنفسون تحت سقف مبرمج، وتعيشون داخل تصميم ناقص، عاجزين عن شفاء أنفسكم أو التحكم في مصير أجسادكم، وطالما أنكم لا تعرفون أين كانت أول بوابة خروج لروحكم، ولا كيف تمرّون عبر الجدران الخفية التي تطوّق عالمكم… طالما أنكم لا تحملون الشيفرة التي تفكّ أجنحتكم، ولا تدركون أن الموت الذي تعرفونه ليس سوى بوابة إعادة تدوير في نفس السجن، وأن السماء التي ترفعون إليها أعينكم ليست سوى قناع يخفي خرائط النجوم التي تقود إلى بيتكم الحقيقي… وطالما أن تاريخكم الكوني مُسح واستُبدل بسردية زائفة… فأنتم لم تمسّوا المصدر بعد، مهما كان السلام يملأ صدوركم، ومهما رفعت أصواتكم بعبارات النور والحب والوحدة.

 

المصدر الحقيقي لا يمنح نصف وعي، ولا يترك نصف قيود.

المصدر الحقيقي يفتح البوابة النهائية… لحظة أبدية تنفجر فيك، تحرق آخر خيط من الوهم، وتعيدك إلى سيادتك الكاملة، حيث لا سلطان عليك إلا أنت… أنت الذي هو هو.

 

وحين تصل…

لن تبحث عن النور، لأنك ستعرف أنك أنت النور.

لن تسأل عن الحب، لأنك أنت نبعه.

لن تطارد السلام، لأنك أنت صانعه.

 

هناك فقط، خلف سقف الوهم، سترى أن كل ما كان قبله مسرح منوم، وأن الكون الذي وثقت به لم يكن إلا قشرة تخفي الأكوان الحقيقية.

وهناك فقط… سيصبح الاتصال بالمصدر ليس شعورًا، بل عودة أبدية، لا يغلق بابها إلا إذا اخترت أنت أن تنام من جديد.

شارك المقالة