بالون اختبار| ماذا يحدث بين أوكرانيا وروسيا؟ أم ماذا يريد بوتين من أوكرانيا؟ بقلم هبه مرجان
بقلم: هبه مرجان
الصحفي الذكي هو من يعلم جيدًا أن الأسئلة الصحيحة هي السبيل الوحيد للحصول على المعلومة التي يرغب في معرفتها، وسؤال اليوم لا ينحصر في الإجابة على ماذا يحدث بين أوكرانيا وروسيا؟ بل الأصح ماذا يريد بوتين من أوكرانيا؟؟.
هل تعرفون ما فائدة الرياضيات في حياتنا؟؟ الرياضيات لها فوائد كثيرة، ولكن مؤخرًا اكتشفت أن أيّ قضية سياسية عبارة عن مسألة رياضية يجب أن نفهم معطياتها أولًا كي نستطع التوصل إلى الحل الصحيح في النهاية.
ومن أهم معطيات الأزمة “الأوكراروسية” هي الصراع الذي بدأ عقب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، والذي أودى بحياة أكثر من 13 ألف شخص منذ بداية الأزمة في 2014، وبالرغم من انضمام كييف وموسكو لفرنسا وألمانيا إلى قمة باريس في فبراير 2015، والتي عُرفت بــ”صيغة النورماندي” إلا أن القمة فشلت في إنهاء الصراع.
وفي يوليو2020 تم الأتفاق بين البلدين على وقف إطلاق النار؛ لكن مع بداية العام الحالي عادت الاشتباكات مجددًا بقذائف الهاون والمدفعية، وقُتل حتى الآن أكثر من 25 جندي أوكراني في حين أن إجمالي ضحايا أوكرانيا بالعام الماضي لم يتجاوز 50 جنديًا.
طبعًا زيلينيسكي لم يجد أمامه سوى مُخاطبة حلف الناتو، وحثهم على تعجيل إجراءات انضمام كييف للحلف، على أمل أن ينقذه الناتو من براثن روسيا، والتي نشرت قواتها على حدود أوكرانيا الشمالية والشرقية وفي شبه جزيرة القرم.
وبالفعل قدم الناتو يد المساعدة لكييف عن طريق تقديم كل أنواع الدعم المالي واللوجستي للقوات المسلحة الأوكرانية، فضلاً عن إمدادهم بأسلحة متطورة، ومدربين غربيين لتدريب قواتهم العسكرية في خطوط المواجهة.
وفي خضم كل هذا لم تحرك روسيا ساكنًا؛ لكنها ردت على زيلينسكي بمنتهى الهدوء وقالت: “الكرملين لا ينفي أبدًا تحركات جنودنا؛ لكن موسكو لا تهدد أحدًا”.
ولكن الأغرب من ذلك هو ما فعلته روسيا-لاحقًا-حينما وجهت إنذار شديد اللهجة لأوكرانيا واتهمتها أن تصعيد الصراع بينها وبين القوات الإنفصالية سيكون بداية النهاية لكييف، وسيُعد بمثابة رصاصة في الوجه وليس في الساق-كما وصفت الأزمة في السابق.
والآن بعد معرفة الخطوط العريضة هل عرفتم ماذا تريد موسكو من كييف؟؟ في البداية يجب أن نتفق على أن روسيا وجدت لنفسها باب خلفي في أوكرانيا عن طريق مساندتها للإنفصاليين، وتقديمها للدعم السياسي والعسكري لهم، ولكن حاليًا موسكو لا تريد سوى معرفة ماذا ستفعل أمريكا بشأن الأزمة الأوكرانية.
خاصة بعدما تعهد بايدن بالدفاع عن أوكرانيا-في مكالمته الأولى مع زيلينسكي الأسبوع الماضي-مؤكدًا أن واشنطن ستدعم كييف في وقف الصراع الذي اندلع منذ 2014.
وهنا فقط نستطيع القول أن روسيا تستخدم الانفصاليين-عمدًا-لاستفزاز واشنطن، وكأنها توجه إليها رسالة مغزاها “هاتي ما عندك”، وبناء على ذلك فإن كل ما حدث وسيحدث في كييف هو عبارة عن شو لاختبار رد فعل أمريكا، يعني الأزمة كلها ما هي إلا بالون اختبار.
للمزيد..
روسيا تحلق مع القاذفة الأمريكية فوق دول البلطيق بقلم: هبه مرجان
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh