كتاب خريف الغضب | حينما يغضب الكبار من الكبار ! هل قبل السادات يد الملك فاروق؟!
يحاول الاستاذ محمد حسنين هيكل في كتاب خريف الغضب ان يشرح الاسباب التى ادت الى اغتيال السادات من خلال تحليل شخصيته والاحداث الجاريه فى عصره.
وبالطبع الجميع يعرف من هو محمد حسنين هيكل الصحفى الكبير المخضرم وأحد مراكز القوى الناصريه فلك ان تتخيل فى اى اتجاه سيسر الكتاب وبالرغم من تاكيد الاستاذ هيكل فى المقدمات التى تسبق كتابه الا ان التحيز الناصرى واضح جدا فى كل حرف وكل كلمه فى الكتاب وانا لا الوم الاستاذ هيكل فاى شخص كان سيوضع مكانه كان سيتصرف مثله الا من رحم ربى فهيكل كان واحدا من المعدودين فى عصر عبدالناصر الذين يرسمون سياسة الدوله وفجاه بعدما عاش حياته يملأ اسمه السمع والبصر يقبض عليه ويزج به فى السجن وهو فى نحو الثامنه والخمسين من العمر وقام الاستاذ هيكل بكتابه هذا الكتاب عقب خروجه مباشرة من السجن وهو مازل ممتلئ بمرارة التجربة
بالطبع السادات ليس ملاكا ولكنه لم يكن شيطانا كما يصوره الكتاب فالسادات من المقبول ان نقول ملاه الغرور فى اواخر حكمه واصبح لا يسمع الا صوته نفسه وانه قام بمعاداة الجميع ومن يعادى الجميع يخسر فى النهايه ولا غرابه فى ذلك فحكم مصر لايقدر على مقاومة اغرائه احد الا من رحم ربى فمصر دوله لها ثقل كبير منذ فجر التاريخ والتى جعلت فرعون يقول انا ربكم الاعلى ولكن فى النهايه من الواجب ان نزن الانسان بسيائته وحسناته فالسادات ليس ملاكا لا يخطى ولكنه ايضا ليس شيطانيا فهو انسان يخطئ ويصيب والان نناقش بعض النقاط التى تناولها الكتاب:
1. حكاية ان السادات قام بتقبيل يد الملك فاروق فى الحسين ليعيده الى الجيش لم تذكر فى اى مصدر اخر سوى هذا الكتاب فمن اين جاء بها الاستاذ هيكل وحتى لو حدثت فمن الممكن الا تكون على هذه الصوره التى تم وصفها فكان من الشائع فى ذلك الوقت تقبيل يد الملك عند مقابلته
2. قال الاستاذ هيكل عن واقعة ذاهب انور السادات الى السينما ليلة الثورة وافتعال مشكله هناك مع احد المتفرجين حتى اذا فشلت الثوره يكون قد امن نفسه بان جهز شاهد اثبات بوجوده فى مكان اخر ان لا دليل عليها ولكنى قد قرات فى كتاب برلنتى عبدالحميد المشير وانا لما سالته عن لماذا اختار انور السادات لالقاء بيان الثوره فاجاب: عشان ادبسه ويعرف ان مشوار السينما منفعش.
3. يرى الاستاذ هيكل في كتابه خريف الغضب ان الخديوي اسماعيل ورط مصر فى الديون بتبذيره وسفهه واحب ان اوضح ان كل ما استدانه الخديو اسماعيل تم صرفه على مشروعات التنمية وان الفارق بين ما انفقه اسماعيل على مشروعات التنميه وبين قيمة الزياده فى الديون الخارجيه فى عهده لم يستلمه من المقرضيين وذلك لخصم العمولات والسمسره فقد كانت الديون فى الفتره من 1862″ اخر سنه فى حكم سعيد” الى 1873هى 68.5 مليون لم يستلم منها سعيد واسماعيل فعليا الا 46.6 مليونا وبذلك لم تكن خطيئة اسماعيل هى التبديد وانما الاستدانه بشروط قاسيه ورغم ذلك اشاد به الاجانب المقرضين انه لم يكن مفاوضا سهلا ابدا وانه اتعبهم كثيرا فى التفاوض ولمن يريد ان يعرف اكثر عليه قراءة كتاب بنوك وبشوات لديفيد لاندز كما ان الاستاذ هيكل لم يحدثنا عن ديون عبدالناصر والتى بلغت عند وفاة عبدا الناصر 1300 مليون دولار على الرغم من انه استلم مصر من الملك فاروق وكانت دائنه لبريطانيا بنحو 80 مليون جنيه استرلينى بالاضافه الى عملية التاميمات والمصادارات التى تمت بشكل موسع فى مصر
4. يرى الاستاذ هيكل في خريف الغضب ان الخديو اسماعيل لم يفرق بين مصاريفه الخاصه والمصاريف العامه وهذا غير صحيح حيث ان الخديو اسماعيل اول حاكم يخصص لنفسه راتب سنوى محدد بعد ان كان جيب الوالى وخزانة الدولة واحد
5. هل من المنطقى عندما تحدث مظاهرات تجوب مصر من اقصاها الى اقصاها لا يعلم بها رئيس الجمهورية الا عندما يرى من شرفته فى اسوان اثناء اجراء حوار صحفى مع احدى الصحفيات اللبنانيات ألسنة النيران ويسال ما هذا فترد الصحفية وتقول ربما المظاهرات وصلت الى اسوان فيقول لها اى مظاهرات فاى منطق هذا يا استاذ هيكل اين الحكومه واجهزتها اين التليفون اين اللاسلكى اين سيارة الرئيس المجهزه باحدث الوسائل والتى حكيت عنها هنا فى كتابك والتى قلت ان السادات عندما احضرها قال حتى لو قامت الحرب فى اى وقت اكون على تواصل من اى مكان حتى من السيارة
6. المقارنة بين النكسة وثورة الحرامية وتعامل كل من عبدالناصر والسادات معهم وفقدان شرعية النظام فاى عقل يقول ان هذه مثل تلك هل ضياع جزء من الوطن يساوى عندك يا استاذ هيكل بل ربما يكون اقل من زيادة قرش او قرشين فى زجاجة زيت او كيس سكر
7. حادث المنشية وان الاخوان هم من وراء ذلك الحادث ولكن وبالرغم من كرهى للاخوان فلا ارى انهم من دبروا حادث المنشية وان هذا الحادث هو اكبر خدعه فى تاريخ مصر الحديث ليصفى عبدالناصر خصومه ويزيد من شعبيته فالمتهم فى ذلك الحادث قناص يصيب الارنب وهو يجرى فكيف يخطئ رجل واقف امامه كما ان رد فعل عبدالناصر بعد اطلاق النار ليس رد فعل طبيعى فى مثل ذلك الموقف فالمنطقى ان يحاول حماية نفسه ويختبئ ولكن رده فعله ووقوفه يخطب فى الجماهير ويقول “أيها الرجال فليبقى كل في مكانه، دمي فداءً لكم وحياتي فداءً لكم” فهل يعقل ان يكون هذا اول رد فعل من رجل تطلق عليه النيران ان لم يكن يعرف مسبقا ومستعد بهذه الكلمات
8. يقول الاستاذ هيكل في خريف الغضب ان السادات كان يهادى الدول الاخرى باثار نادره اما عبدالناصر فكان يهادى باشياء بسيطه ومكرره كالاوانى ولكنه لم يحدثنا عن المعابد التى اهداها عبدالناصر مثل معبد دندور عام 1963 اهداه إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومعبد طافا والذى تم اهدائه لهولندا عام 1960 ومعبد اليسيا الذى تم اهداءه لايطاليا عام 1966 ومعبد دابوا الذى تم اهداؤه لاسبانيا عام 1960 وكذلك البوابه البطلميه لمعبد كلابشه الى المانيا بالطبع انا لا اوافق على التهادى بتاريخنا واثارنا وليست هذه محاوله لتبرئة السادات فكلاهما جانى فى هذه النقطه ولكنى هنا احاول ان اوضح الصوره كامله حيث ان الاستاذ هيكل لم يكن منصفا
9. يكرر دائما على ان عائلة السادات واصدقائه كعثمان احمد عثمان استفادوا منه ومن نفوذهم بحكم صلتهم به ويظل يتحدث عن واقائع لا اعرف مدى صحتها قد تكون صحيحه وقد تكون بعضها صحيح والبعض الاخر اكاذيب ولكن لم يذكر ان عبدالناصر واصدقاءه حولوا مصر الى اقطاعيه خاصه بهم فكانت لهم مثل البقرة يحلبونها وقتما شاؤا والاستاذ هيكل نفسه كان احد المستفدين بل كان يتخلص من خصومه متى شاء وقد ساعد صلاح نصر فى التخلص من مصطفى امين واكد هيكل لعبدالناصر وصدق على كل الادله المفبركه التى قدمها صلاح نصر ضد مصطفى امين وقال صلاح نصر بعد هذه الواقعه انه كره كل الصحفيين لانهم يكذبون على بعض ومستعدين يفبركوا اى حاجه لتحقيق مصالحهم ناهيك عن اسر مجلس قيادة الثورة الذين كانوا يتسلمون سيارات نصر على انهم من اسر الشهداء ويبيعونها فى السوق السوداء وحققوا من ورائها مبالغ طائله اضف الى ذلك نهب مقتنيات القصور المؤممه
10. عند عرضه لحكاية قتل السادات ذكر ان خالد الاسلامبولى لم يكن مشاركا فى العرض وان قائده الح عليه بذلك وهو كان رافضا لانه يريد ان يقضى اجازة عيد الاضحى مع اسرته والذى سيوافق يوم الثامن من اكتوبر ولكن القائد صمم فقال خالد لتكن مشيئة الله ويقول الاستاذ هيكل ان فكرة اغتيال السادات برقت فى عقله لحظتها فهل هذا منطقى او يصدقه طفل صغير ويقول انه لا وجود لنظرية المؤامره وان عدم تاكد القيادات من خلو الاسلحه من الذخائر ونزع ابر الاطلاق انما هو مجرد اهمال فهل يعقل ان يوجد ضابط ذو ميول متطرفه له اخ معتقل فى حملة اعتقالات 3 سبتمر يتم اشراكه فى اخر وقت بالعرض العسكرى ويقوم بادخال معاونيه على انهم من المخابرات ولا يتاكد قائده بنفسه من خلو الاسلحه من الذخائر وان يكون القاتلين اقرب الى الرئيس من حرسه الشخصى حيث ان الحرس كان يبعد عنه بمسافه 60 متر اما القتله فكانو على بعد 30 متر
11. يقول الاستاذ هيكل ان السادات لم يصل الى المستشفى الا بعد 40 دقيقه من اخذه الى الهليكوبتر وذلك لان جيهان السادات اوقفت الطائرة فى منزلها لتجرى بعض المكالمات الهاتفيه الى امريكا احداها الى ابنها والاخريات لم يعرف احد لمن وما دار بها حيث يحاول ان يوهم القارى ان زوجته متامره عليه لقتله فهل يعقل هذا ثم ان المكالمات سريه ولم يعرف احد ما دار بها فكيف عرفت انت يا استاذ هيكل وانت داخل اسوار السجن واذا اردات ان تجرى بعض المكالمات حقيقة فالمنطقى ان تنقذ زوجها اولا ثم تتصل بمن تريد وهل مستشفى المعادى العسكرى لا يوجد به تليفون حتى توقفهم لتتصل من المنزل وهل المكالمات اهم من حياة زوجها ؟
12. واخيرا عن كم الشماته والحقد ورائحة الكراهيه التى تفوح من حروف كلمات الاستاذ هيكل في خريف الغضب وهو يقول ولاول مره قتل الشعب المصرى الفرعون فاى منطق واى دين يبرر قتل النفس التى حرم الله واذا كانوا القتله اصحاب فكر متطرف فيجب على المثقفين ان يكونوا اكثرا وعيا والا يكون تصفية العداوات بالقتل والا كل من يكره شخص او ظلمه شخص فى يوم ما يذهب اليه ويقتله.
للمزيد..
رواية لعنة كوتارد لـ نور إسماعيل| كيف السبيل إلى النجاة؟!
صفحتنا الرسمية فرندة – Farandh